على غرار مبادرات "المساجد المفتوحة" في ألمانياوفرنساوالولاياتالمتحدة، قرر قادة الأقلية المسلمة في مدينة مونتريال الكندية فتح أبواب عدد من المساجد والمراكز الإسلامية بالمدينة للزائرين من غير المسلمين لحضور الصلوات والندوات التي تحتضنها هذه المساجد؛ وذلك بهدف تحطيم المفاهيم الخاطئة حول الدين الإسلامي والمسلمين، وأيضا لمواجهة تصاعد حالة العداء للإسلام في الغرب. ويقول سالم المنياوي، رئيس المجلس الإسلامي فى مونتريال لصحيفة مونتريال غازيت: "هدفنا هو التعرُّف على جيراننا، ومنحهم فرصة أفضل للتعرف علينا". وتحت عنوان "مساجد مونتريال المفتوحة"، شارك نحو 12 مسجدا في برنامج توعية (لغير المسلمين) عن الدين الإسلامي أقيم أمس من الساعة 12:30 إلى 4:30 مساءً بالتوقيت المحلي. وشارك في هذه الفعاليات المراكز الإسلامية الرئيسية في المدينة مثل دي كيبيك والسنة النبوية والتوحيد. ووفقا للبرنامج الذي اقترحه المجلس الإسلامي في مونتريال، فإن المساجد رحبت بالزائرين لمشاهدة الصلوات وطرح أسئلة حول الدين الإسلامي، وطُلب من الزائرين ارتداء ملابس محتشمة وخلع أحذيتهم قبل دخول المسجد. وعلى الموقع الإلكتروني للمجلس الإسلامي في مونتريال يقول المنياوي: إن تعزيز السلام وإبداء النوايا الحسنة من المسلمين وغيرهم في المجتمع الكندي مسئولية جماعية تقع على عاتق جميع المواطنين. وأضاف: "نأمل أن يكون هذا الحدث بمثابة وسيلة لفتح قنوات اتصال، وبناء جسور من التفاهم والاحترام المتبادلين بين الطرفين، فمهمتنا هي عبور الحواجز وبناء الجسور". ووفقا للمجلس الإسلامي في كندا، يقيم في مدينة مونتريال حوالي 225 ألف مسلم، ويشكل المسلمون ما نسبته 1.9 % من عدد سكان كندا البالغ 32.8 مليون نسمة، ويعتبر الإسلام الدين الثاني الأكثر انتشارا في هذا البلد بعد المسيحية الكاثوليكية. اعتقاد خاطئ ويهدف برنامج التوعية الذي أشرف عليه قادة الأقلية المسلمة في المدينة إلي مسح المفاهيم الخاطئة حول الإسلام في مجتمعهم. ويقول أحمد شيهاني رئيس المجلس الإسلامي في مدينة فردان: "هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة عن الدين الإسلامي في هذا البلد وفى الغرب عموما، وهذه المناسبة تعد فرصة مواتية لكي نشرح بشكل مباشر لغير المسلمين، ماهو الإسلام". ومن بين الانطباعات النمطية الخاطئة عن الإسلام والمنتشرة بين الكنديين: عدم مساواة الإسلام بين الجنسين لصالح الرجل وضد المرأة . وفي هذا الصدد يوضح المنياوي أن هذه الفكرة، تم غرسها في الثقافة الغربية عن الإسلام على الرغم من أن الإسلام كفل حق المرأة منذ 1400 سنة. ويقول:"وضحنا للكنديين دوما أن الرجال والنساء والبيض والسود والفقراء والاغنياء، الجميع عند الله سواء، فالإسلام هو الدين الوحيد ربما، الذي جاء بهذا المفهوم من المساواة منذ اليوم الأول له". وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدةالأمريكية، شعر المسلمون في كندا أنهم موضع شك وريبة من قبل الكنديين، حيث تعرضوا لاتهامات بتأييد العنف الذي تقوم به الجماعات الإرهابية في الغرب. من جانبه، يشير شيهاني إلى أن "هذه النظرة السلبية تتناقض مع طبيعة الإسلام، فكلمة الإسلام تأتي من لفظ السلام، ويوجد في القرآن العديد من الآيات التي تتحدث عن السلام، وهو ما لا يعرفه غالبية الكنديين". المانيا وأمريكا يذكر أنه فى رمضان الماضي، قامت الأقلية المسلمة في ألمانيا (أكثر من 3 مليون مسلم) بإطلاق مبادرة المساجد المفتوحة حيث فتحت مساجدها أمام الزوار من الديانات الأخرى للتعرف على المسلمين عبر مناقشات وجولات داخل تلك المساجد، وذلك ردا على اتهامات بتقاعس المسلمين نحو الاندماج. وقد شارك نحو 427 مسجدا بألمانيا، فيما يعرف ب "يوم المساجد المفتوحة"، وسلطت المبادرة هذا العام الضوء على القرآن تحت شعار: "القرآن 1400 عام، مُعاصر وفي وسط الحياة". وفى شهر أكتوبر الماضي فتحت مئات المساجد في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة أبوابها أمام الزوار من غير المسلمين؛ لتوضيح الصورة الصحيحة للدين الدين الإسلامي كي تكون أبلغ رد على ظاهرة الإسلاموفوبيا، ففي مدينة نيويورك على سبيل المثال، شارك نحو 20 مسجدا في هذه المبادرة كما شاركت أيضا مساجد أخرى في شيكاغو وكاليفورنيا وتكساس وعدد من الولايات والمدن الأمريكية الأخرى. وشهدت فرنسا قبل هاتين الدولتين مبادرة مماثلة العام الماضي. * وفقا للمجلس الإسلامي في كندا، يقيم في مدينة مونتريال حوالي 225 ألف مسلم، ويشكل المسلمون ما نسبته 1.9 % من عدد سكان كندا البالغ 32.8 مليون نسمة، ويعتبر الإسلام الدين الثاني الأكثر انتشارا في هذا البلد بعد المسيحية الكاثوليكية.