عادة ما تجلب رنات الهاتف النقال انتباه اللصوص من اجل السطو على المواطنين مما أدى بالكثير منهم إلى تثبيته على النظام الصامت أو الهزاز إلا أن العجائز والشيوخ حالتهم المرضية ونقص سمعهم أدى بهم إلى اعتماد الرنات التي تشغّل على أعلى مستوياتها لاستقبال المكالمات وعدم تفويت ولا مكالمة، ذلك ما نلاحظه عبر تنقلاتهم بالأسواق وبالشوارع وعبر كافة الأمكنة، فهم الفئة الوحيدة التي لا تعتمد على نظام الهزاز في تثبيت الرنات، والتي اعتمدتها فئات متعددة لتفادي السطو عليها من طرف اللصوص. إلا أن فئة العجائز وكذا الشيوخ تختار المراهنة بالهاتف النقال على أن يفوتوا ولو مكالمة هاتفية واحدة فيطلقون العنان لرنات الهاتف التي تكون عالية من اجل الانتباه لها وعدم تفويتها ولا يروقهم تثبيت النقال على النظام الهزاز خوفا من تفويت المكالمات وعادة ما تنطلق تلك الرنات من الأكياس أو الحقائب اليدوية التي تحملها العجوز، ومثله الحال بالنسبة للشيوخ مما يؤدي بهم إلى أن يكونوا عرضة أكثر للسطو من طرف اللصوص لذلك وجب توخي الحذر من طرفهم. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين فقالت إحدى الأوانس أنها بالفعل كثيرا ما صادفت هؤلاء العجائز وهن يستعملن الهاتف النقال بذلك الأسلوب بعد أن يرفعن صوت رناته عاليا دون أدنى خوف من التعرض إلى سرقات من طرف اللصوص إلا أن حالة بعضهن أجبرتهن على ذلك كون أن العديدات منهن يعانين من نقص السمع مما يؤدي بهن إلى الرفع من صوت الجهاز خوفا من تفويت المكالمات إلا أن ذلك من شانه أن يفتح أعين اللصوص عليهن ويعرضهن إلى مطاردات شتى من طرفهم لذلك وجب عليهن توخي الحيطة والحذر. اقتربنا من إحدى العجائز والتي قالت أن نقص سمعها اجبرها على تثبيت النقال على رنة عالية من اجل الانتباه له وعلى الرغم من أن أبناءها يوصينها بتثبيته على نظام الهزاز لعدم التعرض إلى أي إشكال على مستوى الشوارع مع اللصوص إلا أنها بعد أن جربت ذلك النظام الآمن، وجدت انه فوَّت عنها العديد من المكالمات ولم تنتبه إلى اهتزاز الهاتف في كم من مرة، ذلك ما اجبرها على الرفع من رناته والاعتماد على هاتف عادي وبسيط لا يكلفها في شيء حتى ولو تم الاعتداء عليها وسرقته. عجوز أخرى قالت إنها تعرضت في إحدى المرات إلى ترصد احد اللصوص بعد أن رن هاتفُها عالياً مما جعله يتبعها إلا أن فطنتها حالت دون التوصل إلى مراده بحيث قامت بدخول احد المحلات والاختباء هناك إلى أن غادر اللص تلك الناحية، وقالت انه على الرغم من تعرضها إلى تلك التجربة القاسية وجدت نفسها مجبرة على الاستمرار في إعلاء صوت رناته خاصة وأنها تعاني من قلة الانتباه وكذا السمع مما اجبرها على اختيار أسوأ الحلين بسبب ظروف خارجة عن إرادتها.