فاقت قيمة التحويلات المالية بالعملة الصعبة للمهاجرين الجزائريين في الخارج نحو عائلاتهم في الجزائر 6500 مليون دولار خلال ثلاث سنوات· واحتلّت الجزائر المرتبة الثالثة مغاربيا في تحويلات مواطنيها المقيمين في الخارج بمجموع 6515 مليون دولار أمريكي منذ مطلع عام 2007 إلى نهاية 2009، وهي نفس المرتبة التي احتلّتها من حيث عدد العمّال الأجانب المتواجدين في الجزائر، حيث بلغ عددهم خلال السنة الجارية 242 ألف عامل مهاجر وهو رقم يعادل 0,7 بالمائة من العدد الإجمالي لسكان الجزائر· ونقلت مصادر عن التقرير الأخير الصادر عن المنظّمة الدولية للهجرة مؤخّرا أن الجزائريين العاملين في الخارج حوّلوا خلال العام الماضي 2193 مليون دولار، وفي 2008 حوّلوا إلى الجزائر أزيد من 2200 مليون دولار، أمّا في 2007 فقد حوّلوا 2120 مليون دولار، وأرجعت المنظّمة سبب التراجع نتيجة لأثار الأزمة الاقتصادية العالمية· واحتلّت الجزائر بهذه التحويلات المرتبة الثالثة بعد المغرب ب 5720 مليون دولار خلال 2009، و6891 مليون دولار خلال 2008، و6730 مليون دولار خلال 2007، وتأتي السودان في المرتبة الثانية ب 3059 مليون دولار خلال 2009، و3100 مليون دولار خلال 2008، و1769 مليون دولار خلال 2007، في حين لم يحوّل الليبيون سوى 48 مليون دولار خلال ثلاث سنوات· واعتبرت المنظّمة الجزائر والمغرب والسودان وتونس من أكثر الدول استفادة من التحويلات المالية لجالياتها الموجودة في الخارج إلى بلدانهم الأصلية، بقيمة مالية تقدّر ب 14 مليار دولار في 2008، و12.8 مليار دولار في 2009، وهو ما يمثّل أزيد من 40 بالمائة من التدفّقات المالية نحو شمال إفريقيا· وتمثّل قيمة التحويلات المالية نسبة 1.3 بالمائة من الدخل المحلّي الخام في الجزائر، حيث جاءت بهذه النّسبة في المرتبة الأخيرة مغاربيا من حيث تمثيل هذه التحويلات في الدّخل المحلّي الخام بعد كلّ من المغرب ب 8 بالمائة، ثمّ السودان ب 5.3 بالمائة، ثمّ تونس ب 4.7 بالمائة من الدّخل المحلّي الخام· وسجّلت المنظّمة انخفاض التحويلات المالية للمهاجرين المغاربة (شمال إفريقيا) في الخارج بحوالي 9 بالمائة خلال 2008 و2009، بعدما سجّلت أرقاما قياسية عام 2007، وذلك نتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية، في حين تعتبر ليبيا أكبر مصدر للأموال التي بعثها المهاجرون الأجانب المتواجدون في ليبيا إلى بلدانهم الأصلية بحوالي مليار دولار خلال 2008· وأضاف التقرير الصادر عن منظّمة الهجرة الدولية ومقرّها جنيف، أن منطقة شمال إفريقيا تحوّلت من منطقة مصدّرة للمهاجرين إلى منطقة عبور واستقرار لأزيد من 80 بالمائة من المهاجرين غير الشرعيين رغم انخفاض عددهم خلال الفترة الممتدّة ما بين 1990 إلى 2005 إلاّ أنها ارتفعت خلال السنوات الخمس الماضية، حيث بلغت 1.8 مليون مهاجر بنسبة 1.3 بالمائة من تركيبة السكان خلال 2005 إلى 1.4 بالمائة خلال 2010· وبلغت نسبة العمالة الأجنبية في الجزائر من مجموع السكان 1.4 بالمائة في عام 2010، حيث عرفت ارتفاعا طفيفا يقدّر ب 250 ألف عامل أجنبي خلال السنة الجارية مقارنة ب 242 ألف عامل في 2000، ونفس العدد في 2005، حيث احتلّت بذلك المرتبة الثالثة بعد كله من السودان وليبيا، في حين جاءت المغرب في المرتبة الرابعة وفي الأخير تونس في المرتبة الخامسة·