يعيش سكان حوش النخل ببلدية سيدي راشد ولاية تيبازة حياة العزلة والتهميش منذ سنوات خلت بسبب جملة المشاكل لتي يتخبط فيها هؤلاء جراء انعدام أدنى ضروريات العيش الكريم ، وقد أعرب السكان عن مدى استيائهم وتذمرهم الشديدين من سياسة الصمت المطبق الذي تنتهجه السلطات المحلية اتجاههم سيما فيما تعلق بوضعية سكناتهم التي وصلت إلى حالة متقدمة من الاهتراء. لم يتسنى للسكان القيام بعملية الترميم أو التوسيع في بنياتهم بسبب عدم امتلاكهم عقود ملكية هذه السكنات أو التصرف فيها وفق ما يرونه مناسبا لهم على حد تعبير بعض القاطنين خلال الجولة التي قامت بها "أخبار اليوم" بعد اتصالات حثيثة من هؤلاء حتى تقف على مدى المعاناة التي يتخبطون فيها والعزلة المفروضة عليهم في حوش يفتقر إلى ابسط الظروف الطبيعية كباقي المواطنين وأعرب السكان عن امتعاضهم من هذه وضعية، سكناتهم التي أضحت مهددة بالسقوط نظرا للتصدعات التي ألحقت بها وأضاف محدثينا أنها تحتاج إلى ترميم شامل ، لكن تخوفهم من قيام السلطات المحلية بهدم بناياتهم في حال إذا ما حاولوا بالمبادرة ، هذا الأمر جعلهم في حيرة ، ولم يجدوا حلا لمعضلتهم سوى رفع مطالبهم وشكاويهم للجهات الوصية لأجل النظر في أوضاعهم وتسويتها، وذلك بمنحهم عقود ملكية أراضيهم، وهذا حتى يتسنى لهم القيام بأشغال التهيئة واستكمال ماهو موقف منذ سنوات طويلة . ومن جهتها استقت "أخبار اليوم" من مصادر موثوقة من البلدية خلال استفسارها عن الوضعية ، أن هذا الأمر خارج عن نطاقها، والمخول الوحيد الذي له صلاحيات منح عقود الملكية للمواطنين هي دائرة احمر العين وليست البلدية. انعدام ممر علوي للراجلين يضع حياة السكان في خطر أيضا من بين النقائص التي تنغص على سكان حوش النخل راحتهم ، انعدام ممر للراجلين بالمنطقة، ما يضطرهم إلى قطع الطريق السريع، وهو ما يشكل خطرا يعرض حياتهم لموت محقق ، وحياة أطفالهم، خاصة ونحن يضيف السكان في فصل الشتاء فالتلاميذ يقومون بقطع الطريق للوصول إلى مقاعد دراستهم، وهو الأمر الذي يجعل من أوليائهم يعيشون حالة من الخوف والقلق من إمكانية تعرض أطفالهم للموت في أي لحظة ، كما أن بعضهم يضطر إلى اصطحابهم إلى مدارسهم نظرا للخطر الذي يتربصهم جراء قطعهم للطريق، وهذا ليس حلا يقول السكان، إنما الحل في إنشاء ممر علوي للراجلين، حتى يضمنوا سلامتهم وسلامة الأطفال الصغار، أوعلى الأقل توفير نقل المدرسي للأطفال حفاظا على أرواحهم كباقي الأحياء المجاورة من البلديات التي استفادت حافة نقل المتمدرسين وحتى في القرى الداخلية من الوطن استفادت من هذه المبادرة إلا حيهم حسب تعبيرهم غاز المدينة وتعبيد الطرقات من أهم مطالب حوش النخل يشتكي سكان حوش النخل من غياب الغاز الطبيعي، وهو المشكل الذي زاد من معاناة السكان الذين يتكبدون عناء جلب قارورات غاز البوتان عبر مسافات تبعد مئات الأمتار من مقر سكناهم، الوضعية التي قال عنها السكان أنها أضحت غير محتملة وغير قابلة للسكوت عنها، خاصة وأن حوشهم هو الحوش الوحيد غير المزود بالغاز الطبيعي على غرار الأحواش الأخرى المنتشرة عبر تراب البلدية، ويضيف السكان أنهم رفعوا عدة مطالب بهذا الشأن للسلطات المحلية قصد تلبيتها، إلا ان الردود تبقى دائما حبر على ورق و وشعارات تهدئة لامتصاص غضب المواطنين لا غير فالمتجول في طرقات حوش النخل ، يلفت انتباهه الحالة الكارثية التي هي عليها، فهي عبارة عن مسالك ترابية ،إضافة إلى الحفر البليغة وبالتالي يصعب حتى على الراجلين السير بها أما أصحاب السيارات يجبرون على القيادة بحذر كبير خوفا من الوقوع في إحدى الحفر التي تؤدي إلى اعطاب وحسب السكان أن الطرقات والتي لم تعرف ترميمات أو إعادة تهيئة منذ أكثر من 20 سنة ، وأمام هذه الوضعية يطالب سكان النخل حوش من السلطات العليا على رأسها رئيس الجمهورية انتشالهم من الحياة البدائية والعزلة والتهميش المفروض عليهم من طرف مسؤوليهم وإدراج حيهم ضمن المشاريع التنموية والمطالبة بمنحهم عقود ملكية أراضيهم حتى يتسنى لهم تهيئة سكناتهم للعيش حياة كريمة كباقي المواطنين الجزائريين .