أعرب سكان مزرعة رقم 20 المعروفة بحوش فابر الواقع ببلدية موزاية غرب ولاية البليدة عن استيائهم وامتعاضهم الشديدين جراء الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها منذ سنوات دون أن تطرأ أي تغيّر نحو الأحسن بسبب تقاعس السلطات المحلية في حل المشاكل العالقة بالمزرعة منذ أكثر من ربع قرن. و لعلّ الزائر الى البقعة المذكورة يلحظ ملامح التخلّف من الوهلة الأولى ، و كأنّك تعيش في زمن الاستعمار حيث لايزال هؤلاء السكان يفتقرون لأدنى شروط الحياة الكريمة انطلاقا من اهتراء الطرق و غياب مياه الشروب وصولا الى انعدام قنوات الصرف الصحي . و قال السكان في معرض حديثهم مع الجزائرالجديدة أنّ السلطات المحلية لم تحرّك ساكنا في سبيل التقليص من معاناتهم رغم الشكاوي العديدة المقدمة في هذا الخصوص، و حسب ما أدلى به هؤلاء فانّ المشكل الرئيسي الذي يعترضهم هو ندرة المياه الصالحة للشرب التي يكثر عليها الطلب خلال هذا الفصل بالذات ، حيث تضطرّ العائلات الى جلب الماء من مصنع عمّور المجاور و الذي يبعد عن المنطقة بحوالي 4 كيلومترات ، و حسب تأكيدات سكان الحي فالاشكال مطروح منذ 38 سنة ما تسبّب في خلق متاعب جمّة لهم سيما الأطفال الذين يتكبّدون يوميّا مشاقّا كبيرة أثناء جلبهم لهذه المادّة الحيويّة حيث أصبحوا يتحاشون الدخول الى المنزل تجنبا لاقتناء المياه نظرا للارهاق الشديد الذي يتعرّضون اليه ، مع العلم أنّ معظم السكان يعانون الفاقة فيما اقتصرت ظاهرة اقتناء صهاريج الماء على العائلات التي تعرف وضعا ماديا معتبرا. لذا يناشد سكان مزرعة سي بن عيسى السلطات المحلية الاتفات الى هذا الحوش وادراج برامج تنموية تمكنهم من نسيان جحيم ا لعزلة و التهميش التي تطبع يومياتهم جراء افتقارهم لأدنى ضروريات العيش الكريم من حافلات للنقل و طرقات معبدة و منازل محترمة. و ما زاد من مغبة السكان تلك المفرغة العمومية التي جعلت من حيهم قبلة للمركبات التي ترمي بفضلاتها بمحاذاة سكناتهم.