يبدو أن القرار الأخير الذي أعلنته وزير التربية الأقراص المضغوطة بهدف استدراك الدروس الضائعة، سيتسبب في أزمة جديدة في القطاع، بعد أن لقي استنكارا واسعا بين أطراف المعادلة التربوية على غرار التلاميذ المقبلين على امتحانات الباكالوريا والأساتذة، حيث قالوا أن هذا القرار سيؤزّم الوضع في المنظومة التربيوية أكثر مما هي عليه الآن. ومازاد الطين بلة دعوة ممثلي أولياء التلاميذ إلى تأجيل البكالوريا للسنة الجارية، وهذا الطلب سيدفع بخروج التلاميذ إلى الشارع، مع العلم أن جميع الأطراف لا يحبذون بلوغ هذا النصاب من التأزم بالقطاع. السيديات تفجر أزمة جديدة .. تنقلت أخبار اليوم ، أمس، عبر بعض المؤسسات التربوية التي تشهد استمرار إضراب الأساتذة خاصة الثانويات، لمعرفة رد الفعل بخصوص اعتماد الاقراص المضغوطة للتلاميذ، فلاحظنا حيرة وتوجس الأولياء على مصير أبنائهم تحصيل حاصل، ووقوفهم ضد إضرابات الأساتذة أمر واقع. وبينما عبر كثير من التلاميذ وأوليائهم عن رفض مطلق لهذه الطريقة في التلقين، قال البعض أن القرص المضغوط هو وسيلة تعلم بشروط وآليات دقيقة، مشيرين إلى أن القرار الصادر عن وزيرة التربية سيجعل من هذا القرص يصلح أكثر كسكين دائري يذبح العقل عوض مساعدته على التعلم. وفي سياق ذي صلة، أكد بن يطو مختار عضو الاتحادية الوطنية المستقلة لمستخدمي قطاع التربية (السناباب) أن الأقراص المضعوطة التي أعلنت عنها وزيرة التربية نورية بن غبريط اول أمس، لا تعوض الأستاذ مطلقا، قائلا أن الوزيرة عوض أن تدرس القضية كما ينبغي وتحل المشكل مع الكناباست قامت بتقديم حل يزيد الوضع تأزما. وأوضح بن يطو في تصريح ل أخبار اليوم أن التلميذ لا يمكنه استعاب الدروس بدون تلقين وشرح من قبل الاستاذ، مشددا على ضرورة حل المشاكل قبل تأزم الوضع في المؤسسات التربوية وخروج التلاميذ إلى الشارع، وقال بن يطو أن احتجاج التلاميذ هو ما يخشاه الأساتذة، حيث أضاف أمر صعب أن يخرج التلميذ للشارع، مبديا خوفه من استغلال ذلك لأغراض سياسية وأمنية تضر بمصلحته أكثر مما تنفعه. وعن كلام وزيرة التربية أول أمس، ذكر المتحدث أنه جاء بطريقة محرضة لأولياء التلاميذ والرأي العام، وهمشت الجهة الأساسية على حد تعبيره في الموضوع وهي نقابة معتمدة الكناباست ، مردفا أن الوزيرة هي المسؤولة الأولى عن المشكل ولابد من أرضية وفاق لحله قبل تازم الوضع واعتماد الحوار لطريقة اساسية في ذلك، مشيرا إلى أن بن غبريط قامت بالاستجابة لأغلب المطالب التي قدمها التكتل النقابي، وتساءل لما لا تقوم بنفس الشيء مع الكناباسات. سقطة أخرى.. اعتبر الأستاذ كريم عبيد معلم بثانوية احمد البيروني بالجزائر، أن قضية القرص المضغوط هذه سقطة أخرى من سقطات الوزيرة والتي قال انها تثبت في كل مرة عدم فقهها عمق مشاكل قطاع التربية والذي تحتاج لكثير من الوقت لفقهها. وأوضح الأستاذ عبيد في تصريح ل أخبار اليوم أمس، أن علاقة الأستاذ بتلميذه والتلميذ بأستاذه أكبر من علاقة مرسل ومتلقي للمعلومة، مؤكدا أن من هذا المنطلق يمكن القول أن الوزيرة بعيدة كل البعد عن عمق قطاع التربية، وأضاف المتحدث أنه كان حريا بها الاشتغال في مجال البحث والتنظير الذي تمكنت منه حسب تصريحاتها الإعلامية، أو على الأقل التفكير في استبدال المحفظة التي قصمت أظهر تلاميذنا لكثرة الكتب التي يتحملون نقلها يوميا من والى بيوتهم، تلك الكتب التي تكلف خزينة الدولة الكثير . وفي هذا الإطار، قال الأستاذ عبيد أنه لا يكمن بأي حال من الأحوال أن تعوض الوسائل التكنولوجية التي نرحب بها وبتوسيع استعمالها بقطاع التربية أن تعوض دور الأستاذ القدوة الذي يواجه تلاميذه بالقسم وخارجه، يسمع منهم ويسمعونه ويتعلمون من حركاته وسكناته وقيّمه ومباديئه وصدقه في ملامح وجهه أكثر مما يتعلمونه أمام أحدث الأجهزة تطورا . وأردف قائلا: لقد أثبت التلاميذ وعيا كبيرا مؤخرا برفضهم حتى إجراء الامتحانات التي لم يعدها أساتذتهم المضربون، فكيف بهم يقبلون فكرة القرص المضغوط والتي وإن تقبلها التلاميذ فرضا استنكرها أولياؤهم على اختلاف مستوياتهم بالجزائر العميقة . وفي ختام تصريحه قدم الأستاذ عبيد نصيحة لبن غبريط، داعيا إياها كأستاذ بالنزول إلى الميدان دون بروتوكولات لتكتشف تغليط التقارير التي ترفع إليها، عن نسبة الإضراب وعن ما يتركه من تأثير على نفسية الأستاذ والتلميذ على حد سواء، فمنصب وزير التربية ليس بمنصب أكاديمي ولا يحل مشاكل القطاع إلا ابن القطاع. نحو الدعوة إلى تأجيل بكالوريا 2015 قال رئيس الإتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ خالد احمد، أنه في حال استمرار النزاع القائم بين الوزارة، والأساتذة، والذي يهدد المنظومة التربوية ككل، فإن ذلك سيدفع بخروج التلاميذ إلى الشارع، مؤكدا أنه كرئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ سيطالب بتأجيل البكالوريا للسنة الجارية. أشار خالد أحمد في تصريح ل أخبار اليوم أمس، أنه في حال فشلت الوزارة في تعويض الأساتذة المضربين بالأساتذة المتعاقدين، سيتم بالتأكيد تأجيل البكالوريا للسنة الجارية، باعتبار أنه من غير المعقول اللجوء إلى عتبة الدروس، مع امتحان التلميذ في فصل واحد، لأن هذا سيؤدي إلى الرسوب المدرسي. وفي هذا الإطار، أكد خالد احمد بخصوص إصدار أقراص مضغوطة لتدريس التلميذ، ان الوزيرة بن غبريط مجبرة على تطبيق هذا الإجراء من اجل تعويض التلاميذ، خصوصا في ظل تعنت الاساتذة المضربين في العدول في قرارهم، موضحا أن الوزارة استنفدت كل طاقتها لإنقاذ القطاع من (شبح السنة البيضاء) الذي يخيم بالمنظومة، مشيرا أنه في حال فشلت بن غبريط في إيجاد الحلول سيتحركون لإنقاذ الأوضاع. الكلا تفتح النار على بن غبريط فتحت نقابة الكلا على لسان رئيس ثانويات الجزائرية إيدير عاشور، النار على وزيرة التربية نورية بن غبريط، وقال إنها لازالت تنتهج سياسة (الكيل بمكيالين)، وسياسة (ذر الرمال في العيون) بسبب استمرارها في تأزيم الأوضاع و(انتهاج سياسة البريكولاج). قال عاشور في اتصال له مع أخبار اليوم ، هناك غياب ملحوظ للميكانزمات، الاستراتيجيات الضرورية التي من شأنها أن ترفع من المدرسة الجزائرية ولكن في المقابل هناك استراتيجية منظمة، محكمة من طرف بن غبريط لتهديم المدرسة العمومية واتهم النقابي ذاته الوزارة ب التعنت ، إصدار قرارات سياسية لأنها صادرة من الحكومة، ليس منا. وأضاف المتحدث، أن كل الوزاراء لا يملكن صلاحيات، سلطة القرار لفرض رأيهم، (بل الحكومة هي التي تحوز على هذه السلطة) وقال إيدير عاشور (قرار بن غبريط غير صائب) وسيؤثر سلبا على مستوى أبنائنا المتمدرسين لأن مستواهم أصبح ضعيفا جدا، وسيؤدي على تفجر الأوضاع وخروج التلاميذ إلى الشارع). الأسنتيو: قرار يُساعد التلاميذ النجباء فقط كما أوضح الأمين العام لنقابة عمال التربية (الاسنتيو) عبد الكريم بوجناح أمس، في تصريح ل(أخبار اليوم) أن قرار الوزارة (إضطراري) فقط، غير ناجع، لأنه يخدم التلاميذ النجباء فقط لا غيرهم، مشيرا أنه على الوصاية إيجاد الحلول للمشاكل المتراكمة قبل تأزم الأوضاع، مبديا تخوفاته من مصير التلاميذ المقبلين على اجتياز الإمتحانات المصيرية خصوصا امتحانات البكالوريا، في إشارة منه على ضرورة الوصول على اتفاق مع نقابة (الكنابست) من أجل الحفاظ على استقرار السنة الدراسية الجارية.