* من إضرابات الأساتذة إلى غضب التلاميذ * في ظل غياب مخططات مدروسة، سواء سياسية أو تربوية لإنقاذ المنظومة التربوية من الانسداد الذي تعيشه، تتواصل سلسلة الإضرابات والاحتجاجات لأساتذة والنقابات لتمتد إلى تلاميذ الأقسام النهائية، حيث (انفجروا) أمس وعبروا عن غضبهم من خلال رفضهم اجتياز الامتحانات واعتصامهم في ساحات الثانويات، وإذا كان الأمر لا يشمل كل (تلاميذ الباك) فإن رقعة الغضب في اتساع ويبدو الامتحان المصيري في خطر حقيقي. قام أمس تلاميذ الأقسام النهائية المقبلين على شهادة البكالوريا بالاعتصام داخل ساحات الثانويات التي يدرسون فيها، رافضين اجتياز الامتحانات أو ما أسموه (بالامتحانات الوهمية) التي كانوا بصدد اجتيازها صبيحة أمس. وأكد بعض التلاميذ أنهم لا يقبلون أن يكونوا فئران تجارب لكل من الوزارة والأساتذة. وقد توجهت (أخبار اليوم) أمس إلى بعض الثانويات في الجزائر، على غرار متقنة حي فايزي ببرج الكيفان وثانوية (رابح بيطاط) بحي الموز وثانوية (عبان رمضان) بالمحمدية، حيث اعتبر أغلب التلاميذ الذيم حادثتهم (أخبار اليوم) أن ما وصلت إليه المؤسسات التربوية في الوقت الراهن هو سابقة خطيرة جداعلى مستقبلهم. وأضاف هؤلاء التلاميذ أن الإضرابات المتتالية التي شهدها القطاع، سواء من قبل الشركاء الاجتماعيين أو الأساتذة راح ضحيتها التلاميذ، خاصة أصحاب الأقسام النهائية على غرار البكالوريا، ومنه قال (ع. أيمن) تلميذ القسم النهائي بمتقنة فايزي بلدية برج الكيفان في تصريح ل (أخبار اليوم) إنه يعيش في دوامة لا يعرف المغزى منها أو إلى أين ستوصله ولا يعلم بالضبط -على حد تعبيره- إذا كان سيجتاز امتحان البكالوريا في ظروف عادية، مع العلم أنه وزملاءه في الصف لم يدرسوا عند بعض الأساتذة منذ شهر من الزمن. (الكناباست) تهدد بالتصعيد من جانب آخر، هددت نقابة (الكناباست) أمس في حال مواصلة تعنت الوزارة معها بأنها ستدخل في اعتصام وطني موحد سيحدد تاريخه لاحقا، حيث تجمع أمس العشرات من الأساتذة الثانويين المنضوين تحت لواء نقابة (الكناباست) أمام مقر مديريات التربية عبر كامل التراب الوطني استجابة لنداء النقابة القاضي بمواصلة الإضراب. كما وجهت (الكناباست) على لسان الأساتذة المحتجين نداء استغاثة إلى كلّ الفاعلين والهيئات العليا في البلاد بلتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والسير بالمدرسة إلى بر الأمان. وقال خراشي عمر وحدادي علي، أستاذان في التعليم الثانوي بثانوية (أحمد البيروني) باعتبارهما نقابيين منضويين تحت لواء نقابة (الكناباست) في تصريح ل (أخبار اليوم) من أمام مقر مديرية التربية الجزائر شرق إن اعتصامهم جاء استجابة للنداء الذي دعت إليه النقابة كطريقة أخرى للتصعيد وهذا لعدة أسباب تتمثل على -حد تعبيرهما- في عدم استجابة الوزارة الوصية لمطالبهم التي قالا إنها مشروعة وطعن الوزارة في شرعيتها واعتبار بعضها تتجاوز صلاحياتها، إلى جانب انسداد قنوات الحوار مع الوزارة الوصية والاستمرار في سياسة الهروب إلى الأمام واتباع سياسة الكيل بمكيالين من طرف الوصاية، بالإضافة إلى التنديد بالتقزيم والتهميش الذي مورس على النقابة، وكذا استنفاد كل الطرق والوسائل واحتراق كل الأوراق التي استخدمتها الوزارة لثني تنظيمينا النقابي عن مطالبه وانتهاج الوصاية حلولا بعيدة كل البعد عما يعيشه القطاع ومشاكله العالقة. وفي هذا الإطار، أعلن الأساتذة المحتجون تمسكهم والتفافهم اللا مشروط ب (الكناباست)، مهيبين بكل المناضلين الذين لبوا النداء من أجل انتشال المدرسة الجزائرية بصفة خاصة والمنظومة التربوية بصفة عامة من التدهور الذي تشهده عاما بعد عام في الوقت الذي يراهن فيه على المدرسة في الدول المتقدمة لقيادة قاطرة التنمية في شتى المجالات. ومن بين الشعارات المرفوعة (الأستاذ راهو يعيش أين أنت يا رئيس؟)، (الأستاذ فاعلا وليس مفعول به)، وكذا (بن غبريط لا تراجع لا تفريط) وغيرها من الشعارات.