بقلم: عبد الحفيظ عبد الحي * 19 مارس من كل عام تحتفل الجزائر بعيد النصر الذي يؤرّخ للاتفاق على وقف إطلاق النار بين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وحكومة الاحتلال الفرنسي بتاريخ 19 مارس 1962م بعد مفاوضات بين الطرفين عرفت باتفاقيات إيفيان. مفاوضات مصيرية عاد الوفدان إلى قصر الحظيرة بمدينة ايفيان لجولة أخيرة من المفاوضات استمرت من 07 إلى 18 مارس 1962بين بن يوسف بن خدة ولوي جوكس ممثلا الطرفين الفرنسي والجزائري وقد كان من المتوقع أن تكون هذه المفاوضات عسيرة وصعبة قد تكون الأخيرة لذلك سعى كل طرف من أجل الحصول على اتفاقيات لاسيما الوفد الجزائري الذي كان قد لقي معارضة قيادة الأركان على الاتفاقيات وكان الوفد الفرنسي مطلعا على هذا وعارفا بأن الجزائريين سيوظفون تلك المعارضة، كان الجو السائد في تلك الندوة منذ البداية متوترا وزاد من شدة التوتر معطيات الوضع العسكري نتيجة انتقال منظمة الجيش السري إلى التقتيل الجماعي والتخريب الشامل، كما ركزت هذه المفاوضات على تشكيل المجلس التنفيذي وسلطاته وتكوين القوة البوليسية والعفو عن المسجونين السياسيين وتبادل الأسرى لدى الجانبين. بنود الانفاق: وقف إطلاق النار بكامل التراب الوطني ابتداء 19 مارس 1962 الاعتراف باستقلال الجزائر ووحدة ترابها ولدراسة الأوضاع المستجدة في الجزائر تباحث الطرفان في مسائل إعادة التنظيم والتعاون المستقبلي بين الجزائروفرنسا وباقتراب يوم الاستفتاء أي شهر جويلية اتصلت منظمة الجيش السري بجبهة التحرير قصد توقيف العمليات العسكرية وبالفعل تم الاتفاق بينهم يوم 17 جوان 1962. وفي مطلع اليوم الأول من شهر جويلية بدأت عملية الاستفتاء على تقرير المصير وفي كل أنحاء القطر، وكان إعلان النتائج في اليوم الموالي كالتالي 5975581 انتخبو ا ب(نعم) من أصل 5992115، وبهذا اعترفت الحكومة الفرنسية باستقلال الجزائر في 3 جويلية 1962، حيث تسلم كرستيان فوشي من الجنرال ديغول رسالة ليبلغها إلى عبد الرحمان فارس رئيس الهيئة التنفذية يعترف فيها ديغول باستقلال الجزائر ونص الرسالة هو: إن فرنسا نظرا لاستفتاء تقرير المصير المؤرخ في 10 جويلية 1962 وسريان تصريحات 19 مارس 1962قد اعترفت باستقلال الجزائر ونتجة لذلك فإن الصلاحيات المتعلق بالسيادة على إقليم المقاطعات الفرنسية السابقة بالجزائر، واعتبارا من اليوم قد حولت السلطة التنفذية المؤقتة إلى الدولة الجزائرية وأجرى ديغول استفتاء بفرنسا يوم 08 أفريل 1962حول تقرير مصير الشعب الجزائري، وبعد الاعتراف بالاستقلال من طرف الحكومة الفرنسية تم تحديد يوم 5 جويلية 1962 كموعد رسمي للاستقلال. وهكذا تحقق النصر للشعب الجزائري الذي خاض حرب إبادة لم يعرف التاريخ لها مثيل وتحقق له الاستقلال التام رغم كل المناورات الفرنسية.