كشف معرض العسل ومنتجات الخلية الذي أقيم بجسر قسنطينة مؤخرا، عن الكثير من المزايا العلاجية التي وضعها الله عز وجل في النحل، وان كان الكثير من المواطنين الذين اقبلوا على هذا المعرض بأعداد غفيرة، لاقتناء أجود أنواع العسل والاقتراب من هذا العالم الواسع، واكتشاف كل ما يتعلق بالعسل وببقية المنتجات الأخرى، كحبوب الطلع والغذاء الملكي، والشمع وغيرها، فان ذلك لا يعني أن فوائد النحل الكثيرة تقتصر في هذه المنتجات فقط لا غير، خاصة في ميدان التداوي، ذلك أن حتى سم النحل بإمكانه أن يكون عالما قائما بذاته في مجال التداوي من شتى الأمراض، فلسم النحل فوائد جليلة أيضا، حسب الكثير من الدراسات الطبية العالمية، ولا يقل أهمية عن العسل وغيره من مشتقات الخلية، رغم انه لا زال مجالا غير معروف وغير مشهور هنا في الجزائر ويمارس على نطاق ضيق، حسبما كشف عنه بعض من منتجي ومربي النحل الذين حاورتهم "أخبار اليوم" حول هذه النقطة بالذات، فمع اعترافهم وإلمام بعض منهم، بالفوائد العجيبة للتداوي بسم النحل، إلا انه اجمعوا على انه ميدان يحتاج إلى الكثير من الإمكانيات، والدراسات، وبصفة خاصة إلى تكوين أخصائيين وممارسين على دراسة شاملة وواسعة بطرقه وأساليبه، حتى يمكن الاعتماد عنه كمجال آخر من مجالات الطب البديل باعتباره جزءاً منه، بإمكانه أن يحقق الكثير من النتائج الايجابية، تماما مثلما هو معمول به في العديد من الدول. ورغم إقراره بأنه علاج مفيد وذو أهمية، إلا أن السيد عوايدن عبد الحكيم وهو مرب نحل من بئر توتة بالعاصمة، قال انه لا زال يمارس على نطاق ضيق، وينحصر في الأقارب والأصدقاء والمعارف، يمارسه بعض من مربي النحل، ممن يكونون ملمِّين بالقواعد البسيطة لهذا العلاج، ويعرفون بالضبط مما يشتكي منه الأشخاص الذين يطلبون هم بأنفسهم هذا النوع من العلاج، مؤكداً أنه من المستحيل أن يقوم أي مربي نحل أو متخصص في هذا المجال، بفتح الباب للتداوي بسم النحل، دون أن يكون له دراية واسعة بأصول هذه الممارسة الطبية، ولذلك لا زالت هذه الطريقة في العلاج لم تعرف طريقها إلى الانتشار في الجزائر، مع أن بإمكانها أن تقدم الكثير. ويعنى العلاج بلسع النحل، لسع أماكن معينة في جسد المريض بترتيب معين وبطريقة محددة وذلك حسب نوعية كل مرض ودرجة وشدة المرض فيحتاج كل مرض إلى عدد من الجلسات وعدد من اللسعات مختلف عن الآخر. وبحسب الدراسات التي أجريت في هذا الإطار، فإن سم النحل يحتوي على مادة الميليتين وهى مادة مضادة للالتهاب تبلغ قوتها مئة مرة ضِعف قوة الكورتيزن ويحتوي أيضا على مادة الادولابين وهى مادة مسكنة للألم عشرين مرة ضعف قوة المورفين وهى أيضا خافضة للحرارة خمسة أضعاف قوة الأسبرين ويحتوى سم النحل أيضا على مادة الابامين المحفزة لتوصيل الإشارات العصبية. كما يحتوي على هرمونات ومواد بروتينية كثيرة تعمل على زيادة كفاءة الجهاز المناعى وزيادة نشاطه وتعمل على زيادة سريان الدورة الدموية، ويؤثر سم النحل على الجسم بأكمله ويزيد قدرته على المقاومة إذ يتركب من حمض اللأيدروكلوريك والفورميك والأرثوفوسفوريك والكولسين والهستامين والتبوفان وفوسفات المغنسيوم والكبريت، كما يحتوي على آثار النحاس والكالسيوم وعلى نسبة كبيرة من البروتينات والزيوت الطيارة وهى التي تحدث الألم عند اللسع فسم النحلة هو تركيب من الإنزيمات والبروتينات والأحماض الامينية. ويستعمل لسع النحل في علاج الكثير من الأمراض كالحمى الروماتزمية، الروماتزم، التهاب المفاصل، التهاب الأعصاب والتهاب جذور الأعصاب، الذئبة الحمراء، عرق النسا، الخشونه، الدوالي، الغضروف، آلام الظهر والمفاصل، الانزلاق الغضروفي، التهابات العصب الوركي والفخذ، تصلب الأعصاب، صعوبة الحركة، تنشيط القدرة الجنسية وعلاج الضعف الجنسي، نقص الخصوبة عند الرجال، ضعف التبويض عند النساء، ضعف الجهاز المناعى، التهاب الكلى، التهابات الكبد، وغيرها من الأمراض الكثيرة التي لا مجال لحصرها. تبلغ نسبة النجاح بلسع النحل بحسب الخبراء 90% من الحالات، ويتم العلاج بلسع النحل بطريقة معينة وترتيب محدد وفى أماكن محددة وهو يترك مادة تقوي جهاز المناعة ومضادة للالتهاب بشدة وتنبه الجهاز العصبي وتغسل المفاصل في مكان اللدغة ويحتوى سم النحل على تركيبة مدمرة للميكروبات ومضادة للالتهاب ومنشطه. ويحتاج المريض عادة عشر جلسات للتداوي بلسع النحل أن شاء الله وقد يحتاج إلى أقل من هذا العدد وذلك حسب المرض وشدته. كما تبلغ نسبة الحساسية من لسع النحل واحد في المليون بمعنى أن من بين كل مليون فرد يوجد فرد واحد مصاب بالحساسية، والحساسية هنا تكون عبارة عن رد فعل موضعي مع احمرار وورم يحيطان بموضع اللدغة وسرعان ما تزول هذه الأعراض. إلا انه من جهة أخرى يوجد مرضى لا يصلح لهم هذا النوع من العلاج مثل مرضى القلب ويستعمل بحذر خاصة مع الأطفال الذين عندهم حساسية والاحتراس في أمراض السل والسكر وتصلب الغشاء الهضمي الهلامي، وبعض الأمراض التناسلية وأمراض القلب الوراثية. ولا يستخدم هذا النوع من العلاج مع المرضى الذين لديهم حساسية تجاه سم النحل حتى لا يتعرضوا لرد فعل حاد.