أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة وضوح سياسة الجزائر بخصوص التدخل العسكري للجيش الوطني خارج الحدود، حيث قال أنه لا مشاركة للجيش الشعبي الوطني خارج الحدود الجزائرية، موضحا أن الجزائر وبحكم التزاماتها الافريقية والعربية وافقت على الدعم اللوجستي للقوة العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب، في حين اشار المتحدث إلى أن الجزائر اقترحته بناء على المقترح المصري لمكافحة الإرهاب. وقال لعمامرة، على هامش الندوة الوطنية حول التجارة الخارجية أمس، ان الدعم اللوجستي يشمل النقل الجوي والتجهيز والتكوين وانضمام الجزائر للقوات العربية لمكافحة الإهاب اختياري وليس إجباريا، مؤكدا ان حديث الجزائر عن دعم لوجستي للقوة العربية المشتركة لم يكن موافقة منها على المشاركة في القوات العربية التي تقودها المملكة العربية السعودية لضرب الحوثيين في اليمن فيما يعرف بعاصفة الجزم. وأوضح لعمامرة في هذا الصدد أن قواتنا المسلحة لا تشارك ولا تخرج خارج الأراضي الجزائرية بينما سيكون الدعم عن طريق المساهمة في التكوين والتجهيز والدعم والنقل الجوي، وهو أقصى ما يمكن أن يتم توفيره للقوات العربية المشتركة وليس المشاركة العسكرية على حد تعبيره، حيث سبق للجزائر أن تحفظت على القوات المشتركة التي تقودها المملكة العربية السعودية لضرب الحوثيين في اليمن على حد تعبيره، مردفا أنها المبادرة التي حاولت الرياض إقناع الجزائر بها من خلال وزير خارجيتها سعود الفيصل الذي اجتمع بلعمامرة على هامش القمة العربية التي احتضنتها مدينة شرم الشيخ المصرية في محاولة لإقناع الجزائر للمشاركة عسكريا. من جانب آخر، يرى خبراء أن القوة العربية المشتركة يمكن أن تتدخل لتسوية الصراع في ليبيا، بينما من غير المحتمل أن تتدخل هذه القوة في سوريا. وأشار البيان الختامي للقمة العربية التي اختتمت أعمالها، إلى إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. ويأتي قرار القادة العرب في ضوء انطلاق العملية العسكرية عاصفة الحزم ، التي تقودها المملكة العربية السعودية ودول خليجية وعربية، ضد جماعة (أنصار الله) الحوثيين. وعبر الخبير العسكري المصري العميد خالد عكاشة، في تصريح صحفي نقله موقع سبوتنيك ، عن اعتقاده بأن القوة العربية المشتركة يمكن أن تتدخل في ليبيا، موضحاً أنه يجب أن يسبق ذلك تفاعلاً سياسياً، كالذي تم قبل عملية عاصفة الحزم في اليمن. وأشار عكاشة إلى أنه كانت هناك دعوات للحل السياسي، وجلسات حوار من جانب قوى إقليمية مختلفة والأمم المتحدة، وتلى ذلك طلباً من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل العسكري. واعتبر الخبير العسكري أن الوضع في ليبيا يحتاج لمثل تلك الاجراءات، حتى يتم التدخل عسكريا في ليبيا من جانب القوة العربية المشتركة . ورأى أن قرار إنشاء قوة عربية مشتركة، يتوافق مع الوضع الأمني في الإقليم، والتهديدات التي تفوق قدرات الأجهزة الأمنية الداخلية في كل دولة بمفردها، مشيراً إلى أن النشاط الإرهابي أصبح عالي المستوى من الناحية العددية والتكتيكية والتجهيز في ليبيا وسوريا واليمن. ولفت إلى أن العمل الموازي، المهدد لكيانات الدول، دفع إلى تشكيل القوة العربية المشتركة ، وهذا يضع العمل العربي في إطاره الصحيح، ويخفف من التدخل الخارجي في شؤون الدول العربية. وفيما يتعلق بطبيعة القوة المشتركة، يرى عكاشة أن القوة العربية غير منفصلة عن مفهوم الدفاع العربي المشترك، وأن القرار هو تطوير لمعاهدة الدفاع العربي المشترك.