الجيش الجزائري لن يشارك في مهام قتالية خارج الحدود لعمامرة: "يمكن للجزائر تقديم دعم لوجيستي في حالات الضرورة عارضت الحكومة الجزائرية عمليات "عاصفة الحزم" العسكرية الجوية التي تقودها السعودية ودول الخليج العربي ضد معاقل جماعة الحوثي باليمن،وعبّرت عن قلقها البالغ من التطورات الخطيرة في هذا البلد معربة عن أملها في أن "يقوم جميع الأطراف بالتغلب على الخلافات وحل الأزمة الحالية من خلال الحوار السياسي لإعادة الاستقرار الوطني والنظام بأسرع ما يمكن". أكد وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أن الجزائر "تتابع بانشغال شديد وقلق عميق التطورات والمستجدات الخطيرة في اليمن الشقيق جراء تصعيد المواقف بما قد يؤدي إلى إجهاض العملية السياسية وزيادة حالة الانقسامات وأعمال العنف وانتشار الإرهاب بشكل يهدد أمن واستقرار ووحدة اليمن الشقيق". وردا على سؤال حول ما تردد عن وجود تحفظ جزائرى على الضربة العسكرية، قال لعمامرة "نحن لم نطرح الموضوع بنعم أولا، وإنما ننظر إلى الموضوع اليمنى ونرى أنه يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عدد من المعطيات الأساسية". وأكد لعمامرة أن الحوثيين هم طرف أساسى فى المعادلة السياسية اليمنية، لذلك فإن الجزائر تركز على ضرورة إجراء حوار سياسى، موضحا أنه "سيضطر الجميع إلى العودة إلى الحوار، لأن الحوار ضرورى". وبالمناسبة، نقل لعمامرة دعوة الجزائر لكافة الفرقاء اليمنيين إلى "التحلي بالحكمة وتغليب لغة العقل والحوار وفق مرجعياته والجهود الأممية، والتي تبقى السبيل الوحيد لإيجاد حل سياسي توافقي يمكن من تحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب اليمني الواحد ويحفظ وحدته وسيادته وسلامة أراضيه ويعزز من تماسك نسيجه المجتمعي". كما ناشدت الجزائر كافة الأطراف الفاعلة في الأوضاع الحالية أن "تحتكم الى إرادة الشعب اليمني مع احترام الشرعية المؤسساتية اليمنية والشرعية الدولية". وبالمناسبة، أكد وزير الشؤون الخارجية أن الجزائر "تعرب عن تضامنها الكامل مع الشعب اليمني الشقيق في هذه المرحلة العصيبة والفارقة من تاريخه وتعتبر أن التصعيد في المواقف المتشددة والمواجهات لا يساهم في حل الأزمة، بل يؤدي إلى تفاقمها وزيادة معاناة الشعب اليمني الشقيق". رفض جزائري مطلق للمشاركة في "قوة عربية مشتركة" وعلى صعيد آخر جدد وزير الشؤون الخارجية أن الجزائر لن تسمح بمشاركة وحدات من جيشها الوطني الشعبي في مهام قتالية خارج حدودها وذلك في رد على سؤال حول موقف الجزائر من إنشاء قوة عربية مشتركة. وقال لعمامرة في تصريح صحفي في ختام لقاء أجراه مع نظيره العماني يوسف بن علوي على هامش أشغال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية "نحن نقدر الاقتراح المقدم من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمثل هكذا أفكار خدمة للعمل العربي المشترك والأمن القومي العربي وفي نفس الوقت نعتقد أننا لا بد أن نستفيد من تجربة غيرنا" مشيرا الى التجربة الإفريقية والواسعة التي من الممكن جدا أن "نتخذها كمصدر إنارة عند دراستنا ومعالجتنا لمقومات الأمن الجماعي". وتابع لعمامرة قائلا "أنا أعتقد أنه أولا وقبل كل شيء يجب أن تكون كل حلقة من الحلقات المكونة لهذه المنظومة قوية ومتماسكة وبالتالي لا بد من التركيز على الأمن والاستقرار وتنظيم البيت في كل بلد من البلدان العربية. كما أن ثمة ايضا إجراءات وقائية يجب أن تتخذ في كل بلد من البلدان حيث لا بد من بناء مجتمع متسامح ومتكامل تسوده العدالة الاجتماعية لمختلف فئات المجتمع بما فيها عنصر الشباب وهناك أيضا ما يتعلق بالحكم الراشد في البلدان العربية وتكثيف الجهود الرامية إلى الحلول السلمية للمشاكل القائمة" مؤكدا أن الوقاية تتطلب كل هذا. وأوضح لعمامرة أنه "إذا تعذرت كل هذه الامور والوسائل على المساعدة في الحل لا بد من التفكير في استغلال ما لدينا من وسائل متوفرة في ميثاق الجامعة العربية والأمم المتحدة كقوات حفظ السلام وهناك إمكانية للدول التي تسمح دساتيرها بذلك العمل في هذا الإطار". اللواء عبد العزيز مجاهد: "الجزائر يستحيل أن تتدخل في اليمن ولا أن تقدم دعما لوجيستيا" نفى الخبير في الشؤون الأمنية اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد، ما نقلته وسائل إعلامية عربية حول نية الجزائر في تقديم "الدعم اللوجيستي" للدول العشر المشاركة في العدوان على اليمن، دونا عن التدخل العسكري المباشر، موضحا بأنه يستحيل أن تفكر الجزائر في التدخل في أي دولة كانت، من باب احترامها لمبدئها الدستوري الذي ينص على عدم تدخل الجيش الجزائري خارج أراضيه، ولا حتى تقديم الدعم اللوجيستي لأي تدخل كان، مشددا على أنها تبقي على خيار الإصلاح بين الأطراف المتنازعة عن طريق الحوار السياسي كخيار فعال لحل جل الأزمات، وأضاف بأنها تتخذ موقفا حياديا من جميع الأطراف اليمنية، وترى في ضرورة تقريب وجهات النظر بينها الخطوة الأمثل. واتهم مجاهد في اتصال ب«البلاد"، الدول المشاركة في العملية، بخدمة أجندات أجنبية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، قائلا إنها دول فاقدة لسيادتها ما دامت سمحت لدول أجنبية بإقامة قواعد عسكرية على أراضيها، مشيرا إلى وقوف أمريكا وإسرائيل وراء جميع الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية، وأوضح بأن الجزائر تملك مواقف ثابتة لا تتغير بتغير الزمن أو الظروف، ولهذا فمن الصعب إقناعها بحرب غير محسوبة العواقب، التي ستظهر تداعياتها جليا على المنطقة العربية، مذكرا بمواقف الجزائر من مختلف الأزمات، التي لعبت فيها دور الشقيقة المساعدة والوسيط بين الأطراف المتنازعة، خدمة للدول والشعوب، مثلما فعلت في لبنان، فلسطين، وما تفعله مؤخرا في مالي وليبيا. وشدد الخبير العسكري، على أن الدول المشاركة في قصف اليمن، لابد أن تتدارك الخطأ، داعيا الشعوب العربية إلى الضغط على حكوماتها وأنظمتها، لمنع تفاقم الوضع مما سيؤثر على جميع الدول الأخرى، كما أشار إلى أن محاولات الضغط على الجزائر لتغيير موقفها، لن تأتي بنتيجة، مادامت حافظت على القيم والثوابت لسنوات طويلة، فمن غير المعقول أن تتخلى عنها الآن. هدى مبارك