يسير الوضع في اليمن إلى مستقبل غامض بعض تسارع الأحداث في الأيام الأخيرة احتدام الصراع بين دول المنطقة بقيادة السعودية والحوثيين، حيث رحبت الجامعة العربية ودعمت الخطوة العسكرية لقصف قواعد الحوثيين، فيما حذرت أصوات أخرى من الخطوة وانعكاساتها. وسمت السعودية وحلفاؤها حملتهم العسكرية في اليمن "عاصفة الحزم"، والتي أطلقت في جنح الظلام تلبية لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالدفاع عن الحكومة الشرعية ومواجهة الحوثيي جاء إعلان بدء العملية من واشنطن على لسان السفير السعودي، فيما فصل بيان مشترك لخمس دول خليجية أسبابها، الحملة حتى الآن تقتصر على الضرب جوا، عشر دول انخرطت في العملية.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن وزراء الخارجية العرب وافقوا على مشروع قرار بإنشاء قوة عسكرية مشتركة، مضيفا أن عملية عاصفة الحزم باليمن لاقت تأييدا عربيا ودعما سياسيا وعسكريا. وصرح الأمين العام للجامعة العربية أن إنشاء قوة عسكرية مشتركة للحفاظ على الأمن القومي العربي خطوة تاريخية، مضيفا أن العملية العسكرية الجارية في اليمن قانونية استنادا إلى المادة الثانية من معاهدة الدفاع المشترك. وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، الخميس 26 مارس/آذار، أكد أن العملية العسكرية "عاصفة الحزم" تستند إلى معاهدة الدفاع العربي المشترك، وإلى قوانين ومبادئ الجامعة العربية. وشدد نبيل العربي على أن الجامعة العربية تؤيد هذه العملية، مبرزا أنها تستند إلى ميثاق جامعة الدول العربية وقراراتها بشأن الأوضاع في اليمن، كما تستند إلى المادة الثانية من معاهدة الدفاع المشترك. وأوضح العربي خلال افتتاح اجتماع وزراء الخارجية العرب تمهيدا للقمة العربية في دورتها ال26 أن الرئيس هادي يمثل الشرعية في اليمن والعملية العسكرية "عاصفة الحزم" جاءت بعد فشل محاولات صد انقلاب الحوثيين.
**** 4 بوارج حربية مصرية تعبر قناة السويس متجهة إلى اليمن
عبرت الخميس 26 مارس/آذار، 4 بوارج حربية تابعة للسلاح البحري المصري قناة السويس، متجهة إلى اليمن دعما للعملية العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين. وقال مصدر بقناة السويس أن 4 بوارج دخلت القناة حوالي الساعة 11 بالتوقيت المصري، لتواصل سيرها نحو عدنجنوب اليمن في وقت لاحق من اليوم ذاته، مؤكدا أنها ستشارك في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية لضرب مواقع المتمردين الحوثيين في اليمن. وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت دعمها السياسي والعسكري الكامل للرياض، مشيرة إلى أن التنسيق جار مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية. وأفادت السلطات المصرية أن التدخل ضمن عمل الائتلاف يعتبر دفاعا عن أمن واستقرار اليمن، وحفاظا على وحدة أراضيه وصيانة لأمن الدول العربية.
***السعودية تقود عملية "عاصفة حزم" في اليمن
أعلنت الرياض فرض حظر جوي وبحري في اليمن، وأغلقت كافة مطاراتها الجنوبية وعززت إجراءاتها الأمنية على الحدود والمنشآت الحيوية، فيما رجح مصدر سعودي احتمال اللجوء لشن هجوم بري. ودفعت السعودية ب100 مقاتلة و150 ألف عسكري لا يزالون عند الحدود، الإمارات حركت 30 مقاتلة، الكويت والبحرين كلّ منهما أرسل 15 مقاتلة، وقطر هي الأخرى دفعت ب10 مقاتلات، كما أحجمت مصر القوة العسكرية في المنطقة عن تقديم أعداد القطع العسكرية واكتفت بالإشارة إلى أنها تقدم دعما جويا وبحريا، فيما قالت خارجيتها إنها لا تستبعد تحريك قوات برية إن لزم الأمر، كذلك أكدت الولاياتالمتحدة تقديمها دعما استخباراتيا ولوجيستيا. أما المواقع المستهدفة فهي نقاط عسكرية للحوثيين وقوات نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، أبرزها قاعدة الدّيلمي الجوية، ومقر الفرقة الأولى مدرع ومعسكرات السواد والشرطة العسكرية والقوات الخاصة وقوات الاحتياط ومنطقة الجراف، بالإضافة إلى محيط دار الرئاسة ومطار صنعاء الدولي. وفي الشمال، ضربت المقاتلات مطار صعدة ومنطقتي ضحيان والنقعة وهما معقلا الحوثي. إضافة إلى نقاط عسكرية أخرى تابعة لهم في الحديدة والضالع وتعز ولحج جنوب اليمن. المملكة التي تلقي بثقلها في العملية، قالت إن الغارات دمرت الدفاعات الجوية للحوثيين بالكامل وأكدت فرضها حظرا جويا وبحريا في اليمن، فيما أوضح مسؤول عسكري أن الرياض قد تشن هجوما بريا.
طالب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بوقف العمليات العسكرية باعتبارها انتهاكا لسيادة اليمن، موضحا أنّ بلادَه ستبذل قصارى جهدها لاحتواءِ الأزمة في هذا البلد. البرلمان الإيراني كان أكثر تشددا في الرد، إذ قال رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية علاء الدين بروجوردي إن نيران الحرب سترتد على السعودية، فيما جعل التلفزيون الرسمي الذي مدد فتراته الإخبارية، قناة المسيرة التابعة لحركة أنصار الله، مصدرا رئيسا لمعلوماته. إيران، التي يرى كثيرون أنها باتت في الفناء الجنوبي للسعودية، وأقرب إلى مضيق باب المندب على البحر الأحمر، لا تزال، وبالرغم من علو صوت السلاح في اليمن، تدعو إلى حل سياسي أساسه الحوار. ويستبعد الإيرانيون أن تفضي الأمور إلى مواجهة عسكرية مباشرة تشترك فيها إيران، إلا أن مراقبين يرون أن طهران قد ترسل مستشاريها العسكريين إلى حلفائها الحوثيين.