تعهدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بأن الولاياتالمتحدة لن تكون شريكا متفرج، داعية الى البدء "فورا" في بحث القضايا الرئيسية في مفاوضات السلام بالتفصيل لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود طويلة. وقالت كلينتون، التي كانت تتحدث خلال ندوة نظمها مركز "سابان" الحواري"سوف نعمل على الحد من الخلافات عبر طرح الاسئلة الصعبة وعبر انتظار الاجوبة الحقيقية وعبر طرح افكارنا عندما يلزم الأمر ذلك". وأضافت "لا أذيع سراً عندما أقول أن الطريق أمامنا ما تزال طويلة، ولم نر من الطرفين ما يحتاجه السلام من قرارات صعبة"، متابعة "يجب العمل على إقرار التسويات للتوصل إلى اتفاق حول المسائل الجوهرية التي تعرقل اتفاقيات السلام، وعلى رأسها قضايا الحدود واللاجئين والاستيطان والقدس". وحذرت كلينتون إسرائيل من خطورة التأخر في إقرار اتفاق السلام الذي يسمح بقيام دولة فلسطينية، قائلة "التبدلات الديموغرافية الناجمة عن استمرار الاستيطان يهدد مستقبل إسرائيل كدولة يهودية". وشددت كلينتون على أن إعلان واشنطن عزمها عدم مواصلة الضغوط على إسرائيل لوقف الاستيطان لا يعني موافقتها على شرعية عمليات البناء، كما لفتت إلى ضرورة حل مسألة القدس بما تحمله من أهمية كبرى لأتباع الديانات الثلاثة، الإسلام والمسيحية واليهودية حول العالم. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي قد قال في وقت سابق أن كلينتون ستبلغ إسرائيل والفلسطينيين ان مسئولية حل الصراع بينهما تقع عليهما، وانها ستحث الطرفين على بدء التفاوض بشأن القضايا الاساسية. وصرح كراولي بأن بلاده لم تغير استراتيجيتها انما تكتيكها فقط وستركز الآن على التفاوض حول "مسائل أساسية" في هذا النزاع المستمر منذ ستين عاما. من جانبه أكد المتحدث باسم البيت الابيض ان الرئيس الامريكي باراك اوباما "سيبقى ملتزما بعملية السلام في الشرق الاوسط" رغم "اخفاقات" تتعلق بالاستيطان الاسرائيلي. وقال روبرت غيبس "الرئيس أوباما يعي ان عملية السلام ليست سهلة وتتطلب مشاركة دائمة ومتواصلة من جانبنا"، مضيفا :"ايا كانت الاخفاقات على المدى القصير فهو سيواصل الاهتمام بهذا الملف". وكانت كلينتون قد أجرت محادثات في واشنطن مع مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين. وعقب اجتماعها مع الجانب الفلسطيني صرح رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بأنه سيحمل مجموعة من الرسائل للرئيس عباس من الجانب الأمريكي. وقال عريقات إنه من السابق لأوانه الحديث عن إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مشيراً إلى أن المرحلة الحالية هي مرحلة مشاورات. في هذه الاثناء، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن أوساط حكومية رفيعة المستوى قولها إن إسرائيل "مطمئِنة" إلى أن الولاياتالمتحدة لن تحمّلها المسؤولية عن فشل جهودها لاستئناف المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية على أساس تجميد البناء في المستوطنات لفترة أخرى، متوقعة أن تواصل واشنطن، عبر الموفد الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل الذي يصل إلى إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية غدا، مساعيها لمواصلة العملية السياسية. وأضافت أن الولاياتالمتحدة قررت إعادة تقويم الوضع لبحث سبل إحياء المفاوضات.