حذر عضو اللجنة المركزية لحركة ”فتح”، اللواء توفيق الطيراوي، من انفجار وشيك في الأراضي الفلسطينية، نتيجة انسداد الأفق السياسي بسبب التعنت الإسرائيلي، وتحديدا فيما يتعلق بالاستيطان اليهودي في الضفة الغربية قال الطيراوي، في حوار خاص مع صحيفة ”الغد” الأردنية الصادرة أمس ”لدى السلطة الفلسطينية عدة خيارات سلمية ستلجأ إليها تباعا عند الحاجة إلى ذلك”، وأضاف المسؤول الفلسطيني يقول ”نحن في مرحلة عنوانها الرئيسي تصلب وتعنت وتشنج وغطرسة إسرائيلية”، مشيرا إلى أنه ”كان هناك خريطة طريق أمريكية وأن الفلسطينيين طبقوا كل ما عليهم من استحقاقات والإسرائيليون لم يطبقوا أي استحقاق، خاصة في قضية الاستيطان الذي هو استحقاق وليس شرطا”، وتابع ”كنا نعتقد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسير على الطريق الصحيح، لكن سرعان ما تراجعت عن كل مواقفها نتيجة الضغط الإسرائيلي والصهيوني فباتت كسابقاتها مؤيدة بشكل كامل لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي أو على الأقل لا تحرك ساكنا”. ونبه عضو اللجنة المركزية لحركة ”فتح” إلى أنه ”إذا انهار حجر من الأقصى، لا يستطيع أحد أن يتكهن كيف يمكن أن تجري الأمور، وهذا الأمر تتحمل مسئوليته أولا إسرائيل، وثانيا الولاياتالمتحدة وأوروبا” محذرا من أن ”استهداف الأقصى سيكون هو الفتيل الذي يشعل المنطقة”. وفي سياق متصل، أكد مسؤول في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أمس السبت أن الجانب الفلسطيني لن يعقد أي اجتماعات ثنائية مع مسؤولين إسرائيليين في واشنطن على هامش المشاورات الجارية لبحث مستقبل عملية السلام. ونقلت مصادر صحفية عن المسؤول أنه ”ليس من المخطط عقد أي لقاءات ثنائية من أي نوع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في واشنطن وأوضح أن اللقاءات الجارية حاليا في واشنطن تقتصر على محادثات أمريكية منفصلة مع كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لبحث الأفكار المطروحة إزاء مستقبل عملية السلام وسبل استئناف المحادثات المباشرة وتجاوز القضايا الخلافية. ويجري كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، عن الجانب الفلسطيني مشاورات مع الإدارة الأمريكية بالتزامن مع زيارة عدد من المسؤولين الاسرائيليين، بينهم وزير الدفاع، إيهود باراك واشنطن. وعقد عريقات الذي وصل الى واشنطن أمس محادثات مع طاقم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية والمبعوث الأمريكي الخاص بعملية السلام، جورج ميتشل. كما يزور واشنطن هذه الأيام رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض. كما من المقرر أن يصل جورج ميتشل إلى المنطقة خلال اليومين القادمين حيث يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الثلاثاء المقبل في رام الله. وكانت الإدارة الأمريكية أكدت أمس أن الرئيس باراك اوباما سيبقى ملتزما بعملية السلام في الشرق الأوسط مهما كانت الإخفاقات على المدى القصير وذلك رغم ”إخفاقات” تتصل بالاستيطان الإسرائيلي. وأعلنت واشنطن قبل أيام تخليها عن مطلبها بتجميد البناء الاستيطاني الإسرائيلي لاستئناف محادثات السلام المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتي علقت في الثاني من أكتوبر الماضي بسبب الخلاف على الاستيطان. البيت الأبيض يؤكد أن أوباما سيبقى ملتزما بعملية السلام رغم ”الإخفاقات” أكد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، سيبقى ملتزما بعملية السلام في الشرق الأوسط رغم ”إخفاقات” بسبب الاستيطان الاسرائيلي. وقال روبرت غيبس، المتحدث باسم أوباما إن ”الرئيس يعلم أن عملية السلام هذه ليست سهلة وتستدعي التزاما دائما لبلادنا”، وأكد المتحدث أن ”الرئيس سيواصل التزامه مهما كانت الاخفاقات على المدى القصير”. ويعد بناء المستوطنات الاسرائيلية ”غير شرعية” بموجب القانون الدولي يشكل حجر عثرة رئيسي على طريق استئناف المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية المباشرة. من جهتها، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، أن الولاياتالمتحدة ستحث القادة الفلسطينيين والإسرائيليين على البدء بدون تأخير فى بحث القضايا الأساسية فى مفاوضات السلام بين الطرفين وهي الحدود والقدس واللاجئين الفلسطينيين والمياه ومصير المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية والأمن. وقالت كلينتون فى خطاب ألقته أول أمس الجمعة أمام منتدى في واشنطن أن الولاياتالمتحدة ”سوف تدفع الطرفين لتقديم مواقفهم من القضايا الاساسية بلا تأخير وبالتفصيل” وإنها ستركز الآن على السعى الى تضييق شقة الخلافات بشأن هذه القضايا الأساسية. وتعهدت الوزيرة الأمريكية بأن ”الولاياتالمتحدة لن تكون شريكا متفرجا”، قائلة إن بلادها ”سوف تعمل على الحد من الخلافات عبر طرح الاسئلة الصعبة وعبر انتظار الاجوبة الحقيقية وعبر طرح افكارها عندما يلزم الامر ذلك”. وأعلنت كلينتون فى هذا الاطار أن الولاياتالمتحدة ستبدأ جولة جديدة من المفاوضات المكوكية مع الجانبين بهدف تحقيق تقدم حقيقى فى الاشهر القليلة المقبلة تجاه التوصل الى اتفاقية اطار للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وسترسل واشنطن مبعوث السلام الامريكي الخاص، جورج ميتشل، الى المنطقة الاسبوع القادم. وألقت كلينتون كلمتها أمام منتدى ”سابان” في معهد بروكنغز الذي يجمع متخصصين فى شؤون منطقة الشرق الأوسط وذلك بعد أيام من إعلان واشنطن تخليها عن السعى لاقناع اسرائيل بتجميد جديد للاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة. ودعت كلينتون في كلمتها الطرفين الى التوصل إلى ”تسويات” وعلى أخذ ”قرارات صعبة” حتى فيما يخص قضية القدس التى قالت عنها إنها ”المسألة الأكثر حساسية بين كل المسائل الاخرى”. وحذرت من أن ”جدية الطرفين فى سعيهما الى اتفاق ستقاس بمدى التزامهما في هذه القضايا الأساسية”. وأكدت كلينتون من جديد أن الولاياتالمتحدة تعتبر استمرار بناء المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعي. روسيا تؤكد دعمها لإقامة دولة فلسطينية أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أول أمس الجمعة، دعم بلاده لإقامة دولة فلسطينية عن طريق الحوار معربا عن قلق روسيا بشأن التوقف الطويل في عملية المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وذكرت وكالة الأنباء الروسية ”نوفوستي” أن لافروف أيد في اتصال هاتفي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، ”تفعيل تنسيق الجهود الدولية المشتركة لتخطي المأزق الحالي”. ونقلت الوكالة عن دائرة الإعلام والصحافة في الخارجية الروسية قولها إن لافروف وضع الأمين العام لجامعة الدول العربية في صورة الاتصالات التي يجريها الجانب الروسي لهذا الغرض. ومن جانبه، أعرب موسى عن خيبة أمله من موقف سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي ترفض الأخذ برأي المجتمع الدولي الداعي لتمديد تجميد النشاط الاستيطاني في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. واتفق الجانبان على مواصلة تبادل الآراء بشكل دوري حول الوضع على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي بما في ذلك الاتصالات الجارية لمناقشة هذه المسألة في جامعة الدول العربية. وكانت المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الأولى منذ سنتين انهارت بسبب رفض إسرائيل تمديد قرار تجميد الاستيطان بعد انتهاء مدته في 26 سبتمبر الماضي بعد انطلاق المحادثات.