** ما حكم الدين في بعض المدرِّسين الذين يغالون في أجور دروسهم الخصوصية؟ * يجيب عن هذا السؤال الدكتور صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر يقول: إن الله تعالى رفع من شأن العلم والعلماء فقال جل شأنه: "إنما يخشى الله من عباده العلماء" وقال تعالى: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" وهذا معناه إن الله تعالى فضل العلماء على غيرهم لذلك نرى الآية القرآنية تصرح بذلك تصريحا واضحا حيث قال جل شأنه: "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون". فكل هذا يؤكد لنا على منزله العلم والعلماء في الإسلام، وإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز للعلماء أن يجعلوا العلم وسيلة للاتجار به بل عليهم أن ينشروا العلم كل في مجال تخصصه ويرضى برزق الله الذي يأتيه، ولكن المدرِّس الذي يعطي دروساً خصوصية لمن يقوم بالتدريس لهم فهذا حرام أو على الأقل فيه شبهة لأن التلميذ في الغالب لا يأخذ درساً لدى مدرسه إلا من اجل تيسير أمور أخرى وهذا يؤدي إلى الغش والخداع وأكل المال الحرام. أما إن كان المدرس يعطي دروساً لمن يحتاج فقط ولا يقوم بالتدريس له فلا مانع من ذلك بشرط عدم المبالغة في الأجر الذي يحصل عليه ويكون هذا الأجر مقابل احتساب الوقت الذي يقتطعه المدرس من اجل تيسير الأمر وتبسيط العلم لمن يحتاج إليه، والاعتدال في كل شيء مطلوب وخير الأمور أوسطها. والله اعلم.