أيّد المشاركون في ندوة (الإسلام ورسالة السلام والتسامح)، التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع الجمعية الإسلامية في كمبوديا، في بيانهم الصادر في ختام أعمال الندوة، عمليات (عاصفة الحزم) التي أعلن عن انطلاقتها باسم التحالف الخليجي والعربي؛ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. واستعرضت الندوة مفهوم السلام والتسامح في الإسلام، وأثر الإسلام في تحقيق السلام العالمي، من خلال تعزيز التعايش السلمي، وإشاعة التراحم بين الناس، ونبذ العنف والتطرف بكل صوره ومظاهره، وأهمية الحوار الهادف بين أتباع الأديان والثقافات لمواجهة المشكلات، وتحقيق السلام بين مكونات المجتمعات الإنسانية، وتعزيز جهود المؤسسات الدينية والثقافية في ذلك. وتطرق المشاركون في الندوة إلى ما قدمه المسلمون في دول شبه جزيرة الهند الصينية (كمبوديا- فيتنام - لاوس) من جهد مشكور في التعريف بالإسلام، وقدروا إسهاماتهم الحضارية؛ وتواصلهم مع شعوب المنطقة، ودعوهم إلى بذل المزيد من الجهود، والتعاون والتنسيق في المستجدات المتلاحقة، واتخاذ مواقف تحفظ عليهم دينهم، وتصون أخوتهم، وتستبقي أُلفتهم، وتستكمل مسيرتهم في نشر رسالة التسامح في الإسلام، وتعزيز الأمن والعدالة والسلام، واندماجهم في مجتمعهم بما يسهم في ذلك. وأوصى المشاركون بإنشاء مكتب إقليمي لرابطة العالم الإسلامي في دول شبه جزيرة الهند الصينية، بالتعاون مع الجمعية الإسلامية في (كمبوديا) ودعم التعليم الديني في المنطقة وتطوير مناهجه، والاهتمام بإنشاء مدارس ومعاهد إسلامية تسد احتياجات المسلمين التعليمية، وتزودهم بالأئمة والمدرسين الذين يتحلون بوسطية الإسلام واعتداله، ويحذرون من الإفراط والتفريط، وتوفير المنح الدراسية في الجامعات الإسلامية للطلبة المسلمين من دول شبه جزيرة الهند الصينية؛ ودعوة رابطة الجامعات الإسلامية إلى التنسيق مع مؤسسات التعليم في ذلك. توصيات هامة كما أوصوا بإعداد الأئمة وتأهيل المدرسين، والعمل على ترشيد مناهج الدعوة الإسلامية، وربطها بمنهج الإسلام في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وحث مؤسسات الدعوة في دول شبه جزيرة الهند الصينية على التعاون في ذلك مع الرابطة وهيئاتها وتوزيع ترجمات معاني القرآن الكريم والكتب الإسلامية التي تبين أحكام الإسلام باللغات المحلية. وأشادت الندوة بإسهام مسلمي دول شبه جزيرة الهند الصينية في التعايش السلمي في المجتمع والحرص على وحدته، ودعتهم إلى المزيد من الالتزام بالقيم الإسلامية في التعامل مع المكونات الثقافية المختلفة، ومشاركة مواطنيهم مسيرة البناء، والتعاون معهم في تحقيق المصالح الوطنية، مؤكدة على أن التعاون على الخير مبدأ إسلامي أصيل (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). وأكدت الندوة على أهمية إشاعة قيم الإسلام لما تتضمنه من مُثل سامية تعزز العلاقات مع الآخرين، وتؤسسها على قواعد راسخة من العدل والتراحم والإحسان. وأكد المشاركون في الندوة على أن الإسلام يؤسس علاقاته مع الآخرين على جملة من المبادئ، منها أن الاختلاف بين الناس سنة كونية، والحوار المؤدي إلى نتائج إيجابية، فقد أمر الله المجادلة بالتي هي أحسن، وجعلها مسلكاً للإقناع والتعامل مع الآخرين وتجاوز الخلافات واحترام الكرامة البشرية؛ وتحقيق العدالة الاجتماعية؛ وصون حقوق الإنسان، هي أسس بناء العلاقات الصحيحة الرائدة التي عاشها المسلمون مع غيرهم في المدينةالمنورة، وعبرت عنها وثيقة المدينةالمنورة بما حددته من أطر التعاون على تحقيق المصالح المشتركة، وإرساء قيم العدل والبر والإحسان وغيرها من القيم التي تحقق العيش المشترك، وتحفظ كرامة الإنسان. وأشادت الندوة بتسامح المسلمين في دول شبه جزيرة الهند الصينية، وأكدت على أهمية استمرار الروح الإيجابية التي كان عليها المسلمون طوال القرون الماضية في حسن التعامل مع الآخرين والتعايش معهم، ودعت المكونات المختلفة للمجتمع إلى بذل الجهود الحثيثة لتعزيز المواطنة، وتعميق الحوار البناء بينهم. وأوصت بالحفاظ على وحدة المسلمين في دول شبه جزيرة الهند الصينية، ومواجهة التحديات التي تقوض السلم الاجتماعي، وتثير الخلاف بين مكونات المجتمع وتعزيز الحوار، واعتباره ضرورة لا غنى عنها في تحقيق التعارف والتعاون وترسيخ القيم الإنسانية المشتركة، والتضامن في حماية المصالح الوطنية العامة، وتذليل الصعوبات التي تعوق التعايش الآمن. ودعت إلى العمل على ترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة وتشجيع الممارسات الاجتماعية السامية، وضرورة التعاون في التصدي للتحديات الأخلاقية والبيئية والأسرية، وتعزيز التعاون في إيجاد تنمية مستدامة يسعد بها الجميع ومواجهة ظاهرة (الإسلاموفوبيا)، واعتبارها وليدة الجهل بحقيقة الإسلام وإبداعه الحضاري وغاياته السامية، والدعوة إلى الموضوعية والتخلص من الأفكار المسبقة، والتعرف على الإسلام من خلال أصوله ومبادئه. كما دعت المؤسسات الدينية والتعليمية لإشاعة ثقافة التعاون والتفاهم، وتعزيز القيم الدينية التي ترسخ التعايش الإيجابي ودعوة رابطة العالم الإسلامي لعقد مؤتمر عن خطر الطائفية وأثرها في تمزيق وحدة المسلمين.