* مختصون يحذرون من مخاطر استعمالها دون استشارة الطبيب تعتبر الجزائر واحدة من أحسن البلدان من ناحية المناخ وذلك على المستوى العالمي بسبب تمتعها بالفصول الأربعة للسنة، فالسياح الذين يقصدونها يستمتعون فيها ببرد الشتاء وشمس الصيف، هاته الشمس التي تعد لها الجزائريات العدة بحلول فصلي الربيع والصيف من خلال اقتناء كريمات واقية من أشيعتها ولكن هذا الاقتناء يكون بطريقة عشوائية، فالفتيات يشترينَ هذا النوع من المستحضرات من الباعة الفوضويين الذي يعرضونها على طاولات بالأرصفة والأسواق بأثمان بخسة دون استشارة المختصين.
عتيقة مغوفل كثيرات هنَ من وقعن ضحية الاستعمال العشوائي وغير المنتظم لكريمات الوقاية من الشمس ظنا منهن أن استخدام هذا النوع من الكريمات تحمي البشرة وتؤخر ظهور التجاعيد بمرور الزمن وتقي من الإصابة بسرطان الجلد، إلا أنه هناك محاذير تتعلق بنوعية تلك الكريمات وطريقة استخدامها التي قد تصيب المرأة بحساسيات جلدية خطيرة، وقد تجولت(أخبار اليوم) ببعض الأسواق بالجزائر العاصمة من أجل معرفة أسعار هذه المستحضرات ومدى إقبال النساء عليها.
الطاولات الفوضوية فضاء واسع لعرضها أول الأسواق التي زارتها (أخبار اليوم) سوق ميسونيي بالجزائر العاصمة الذي يعرف إقبالا كبيرا عليه من طرف النساء خصوصا هذه الأيام لأن الجو ربيعي دافئ يشجع الكثيرات على الخروج للتبضع قليلا، ومن بين السلع المعروضة في هذا السوق وبكثرة مستحضرات التجميل وعلى مختلف أنواعها ومن بين السلع المعروضة إلى جانب هذه المستحضرات كريمات الوقاية من الشمس الموجودة بأسعار مختلفة فقد تراوحت أثمانها ما بين 700دج إلى غاية 3000دج وذلك مراعاة للماركات المعروضة، فالمستوردة تكون طبعا أغلى ثمنا من المحلية، وما شد انتباهنا إقبال الفتيات على اقتناء هذا النوع من الكريمات خصوصا وأن أشعة الشمس قد بدأت تشتد حرارة يوما بعد يوم، وما لفت انتباهنا أيضا طريقة عرض هذا النوع من الكريمات التي كانت معروضة على طاولات داخل السوق مقابلة للضوء وغير مخزنة بطريقة جيدة، مع أن الكثير منها يلزمها عناية خاصة في الحفظ من أهمها عدم عرضها للحرارة المرتفعة أو تركها في الأماكن الرطبة، إلا أن هؤلاء الباعة يحتفظون بها في علب وتحت الطاولات التي ينصبونها غير مبالين بدرجة حرارة التخزين، ولا حتى تاريخ نهاية الصالحية وهو ما سيعرض حتما الكثير من الزبونات إلى مشاكل صحية كبيرة.
مخلفات خطيرة على الجلد بعد الجولة التي قادتنا إلى سوق (ميسوني) ورؤية الكمية الكبيرة من الكريمات الواقية للشمس المعروضة هناك، أردنا معرفة آراء بعض الفتيات التي تستعمل هذا النوع من المستحضرات والغاية منها، فكانت أول من قابلناها الآنسة (سهيلة) التي تبلغ من العمر 22 ربيعا تقوم دوما في هذه الفترة من السنة باقتناء الكريمات الواقية من الشمس فحسبها تساعدها هذه الكريمات على حماية بشرتها من أشعة الشمس الحارقة التي يمكن أن تسبب لها سرطانات في المستقبل، بالإضافة إلى هذا فإنها كلما تتعرض لأشعة الشمس دون أن تضع لوجهها الوقاية اللازمة فإن بشرتها تصبح سوداء وباهتة. بعد سهيلة قابلتنا السيدة (نورة) التي تعمل كسكرتيرة بإحدى المؤسسات الخاصة هي الأخرى كلما تبدأ أشعة الشمس تبدأ في استعمال الكريمات الواقية منها، وذلك لأن لها بشرة حساسة جدا كلما تتعرض لأشعة الشمس تبدأ بالتقشر والاحمرار، وقد زارت مرة طبيبا مختصا في الأمراض الجلدية وقد نصحها بوضع كريمات واقية لأشعة الشمس كلما حل فصل الربيع والصيف إلى غاية فصل الخريف وذلك حفاظا على سلامة بشرتها. البروفيسور بوحجار: المراهم المقلدة خطر على البشرة
وحتى نعرف رأي المختصين في استعمال الكريمات الواقية من أشعة الشمس ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالبروفيسور (بوحجار) المختص في الأمراض الجلدية الذي أوضح لنا بدوره أن استعمال هذه الكريمات له فوائد لأنها تحمي من أشعة الشمس الضارة كالأشعة فوق البنفسجية التي قد يكون لها تأثيرات وخيمة على البشرة على المدى البعيد، ولكنه ومن جهة أخرى حذر من الاستعمال العشوائي لهذه الكريمات خصوصا عند اقتنائها بماركات غير معروفة والتي لا لم تخضع للمراقبة من طرف المخابر الطبية، فالكريمات والمراهم التي تقي من أشعة الشمس بمختلف أنواعها خاصة منها المقلدة تكون لها الأخطار الجانبية التي تحملها هذه الكريمات خاصة عند استعمالها دون استشارة الطبيب المختص لأن هناك بعضا منها تتضمن بعضا من الزيوت التي تعرض الإنسان للإصابة بالسرطان، لهذا ينبغي قراءة مكونات تلك الكريمات والاطلاع على النشرات المرفقة بدقة والاهتمام بمعرفة نسب الأوفبنزون والمكسوريل وأكسيد الزنك وينبغي الاهتمام بالأفوبنزون بالذات لفائدته في تحقيق الوقاية، كما صرح لنا البروفيسور أن هناك حالات كثيرة من سيدات دأبن على الاستعمال المتكرر والعشوائي ما سبب احمرارا في الوجه وكذا حروق والتهابات، بالإضافة إلى ظهور البقع الداكنة، حب الشباب وتشوهات على مستوى الوجه خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة وظهور حروق وبثور لدى إحدى النساء التي كانت تستعمل إحدى الماركات المحلية وكذا ظهور شعر كثيف في وجهها الأمر الذي استدعى قيامها بعملية الليزر لإزالته. حرزلي: لابد من تكثيف الرقابة لحماية المستهلك وفي ذات السياق حذر السيد حرزلي محفوظ رئيس جمعية الوطنية لحماية المستهلك في اتصال هاتفي ب(أخبار اليوم) من الاستعمال المفرط والعشوائي لكريمات التفتيح المضادة لأشعة الشمس، خاصة في ظل غياب مخبر وطني مختص لمراقبة مكونات الكريمات والمراهم وجودتها خاصة منها التي تنعدم فيها العلامة التجارية، إضافة إلى غياب رقابة على مستوى المطارات والموانئ وكذا الحدود للحد من التجارة غير الشرعية لمثل هذه المواد التي تعتبر أدوية وموادا طبية غير مرخص للتجارة بها، وأضاف المتحدث أن نقص الثقافة الاستهلاكية للمواطن الجزائري وراء تفشي ظاهرة (الكابا)، فدور المستهلك فعال في حماية نفسه من الأخطار الصحية الناجمة عن استخدام مثل هذه المواد.