يتجه الكثيرون في الوقت الحالي مع اقتراب موسم الصيف وتزايد حرارة الجو وازدياد الأشعة الشمسية إلى استخدام مستحضرات الوقاية من أشعة الشمس رجالا كانوا أم نساء رغبة في حماية بشراتهم من التأثيرات الجانبية والسلبية لأشعة الشمس التي قد تكون ضارة في بعض الأحيان ومسببة للكثير من الأمراض، خاصة إذا كانت هذه المستحضرات من النوع الذي يباع بأثمان تتراوح ما بين 350 إلى 550 دج، حيث أن النوعيات الجيدة تتجاوز ال1200 دج، وهي من الماركات العالمية المعروفة، وسواء كان مستخدمو هذه المستحضرات يستعملون المحلية منها أم المستوردة، فإنهم يشتركون في بعض التصرفات الخاطئة التي تعود بأثر سلبي على صحتهم لاحقا، حيث يعتقدون أن مجرد استعمالهم هذه الكريمات الواقية يجعلهم في مأمن من أشعة الشمس فيجلسون تحتها لفترات طويلة، مع العلم أن هذه المستحضرات تطلق بعض المواد الكيماوية قد تقضي على الخلايا. وبالنظر إلى الإحصائيات المتوفرة على الصعيدين المحلي والعالمي بخصوص انتشار مرض سرطان الجلد فهذا يعني أن مستحضرات وقاية البشرة من أشعة الشمس لا تحمي من سرطان الجلد، رغم أن الأمر يتعلق في الأول والأخير حسب بعض المختصين في الأمراض الجلدية بفهم الناس ووعيهم لفاعلية تلك المستحضرات وكيفية استعمالها، إذ يخطئ من يعتقد بأنه كلما وضع كميات من الكريم الواقي من الشمس بإمكانه البقاء مدة أطول تحت أشعتها الحارقة فالوقاية التي يحصل عليها الإنسان بواسطة المستحضرات هي في الغالب لا تتعدى 20٪. وكثيرات لا يتبعن للأسف الخطوات الصحية السليمة في اختيار ما يرينه مناسبا وصحيا لبشرتهن، ولذلك نراهن يتهافتن على كل المستحضرات حتى تلك المقلدة منها أو التي أشرفت على انتهاء صلاحيتها، وقد أخذت في الانتشار منذ أيام قليلة بكثرة عبر أغلب الأسواق الشعبية وعلى الأرصفة في غياب جميع أشكال الرقابة. وعلى الرغم من أن معظم المقبلات على شراء هذه المواد مقتنعات بأنها لا تضمن لهن النتائج المرغوب فيها، إلا أن أسعارها المنخفضة مقارنة بتلك المتواجدة في المحلات الكبرى أو الصيدليات تعميهن عن تلك الحقيقة الثابتة وهي أن جميع المواد التجميلية ومستحضرات العناية بالجسم المعروضة على الطرقات والأرصفة قد تسبب لهن أنواعا من التفاعلات كالحساسية اللمسية والتهييج الجلدي... وفي أحيان كثيرة تؤدي إلى تغيير في لون البشرة وظهور بقع غامضة وسوداء خاصة في المناطق المعرضة لأشعة الشمس، حيث تبدأ التأثيرات على الجلد في شكل احمرار أو تقشر ثم تتطور إلى التهابات شديدة تحتاج إلى علاج طبي مكثف. وعموما فإن هذه المستحضرات لا يمكن الاعتماد عليها اعتمادا كليا في الحماية برغم أهميتها وعلى الناس وقاية أنفسهم من التعرض المباشر لأشعة الشمس وتقليل وقت ذلك وارتداء ملابس تحمي منها، فهذا أفضل من البقاء مدة طويلة تحت الشمس حتى مع استخدام كريمات الوقاية، التي توضح تعليماتها مقدار ما تسمح بعبوره من أشعة فوق البنفسجية وليس مدى استطاعتها منع وصول تلك الأشعة إلى داخل الجلد.