ق. حنان مع اقتراب دخول موسم الصيف، وتزايد ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى الأجواء المشمسة التي تيمز الكثير من هذه الأيام، فقد بدأت الكثيرات يشعرن بمدى الحاجة إلى استخدام كريمات الوقاية من الشمس، خاصة قبل الدخول الفعلي لموسم الصيف، وذلك لتجنب الآثار السيئة التي تخلفها الشمس والحرارة على البشرة، والحفاظ على بشرة نضرة طيلة الموسم، وهو ما يحتم على الكثيرات، مادام أن الجنس اللطيف، هو اكبر المهتمين بمجال الوقاية من أشعة الشمس الحارقة، اقتناء تلك الكريمات والمراهم المتوفرة بكثرة، سواء في محلات بيع مواد ومستحضرات التجميل، أو الصيدليات، أو حتى في طاولات البيع الفوضوية المنتشرة عبر الأحياء والأسواق الشعبية وغيرها، وهي في الواقع، أكثر الأماكن التي تبحث عنها حواء عن مواد التجميل عامة، وكريمات الوقاية من الشمس، باعتبارها السلعة الأكثر رواجا هذه الأيام، على وجه الخصوص، سيما وان أسعارها تبدو مناسبة للقدرة الشرائية لعدد كبير منهن، كونها تراوح ما بين 450 إلى 600 دج، فيما إن أسعارها الحقيقية قد تصل إلى حوالي 1800 أو 2000 دج، بالصيدليات، ما يؤكد أن الرخيصة الأسعار، مجرد ماركات مقلدة، لا غير، ما يمكن أن يعرض بشرة مستعمليها إلى مخاطر حقيقية، بفعل حروق الشمس، أو بفعل تفاعل المواد الكيمياية التي تدخل في تصنيع هذه المستحضرات. وناهيك عن شراء أنواع غير معلومة المصدر، ومعروضة وفق شروط غير ملائمة، كتعريضها للحرارة ولأشعة الشمس المباشرة، فان اغلب من يقتنونها لا يعلمون الفرق بين الأنواع الكثيرة المعروضة، ولا يدركون أيضا، الاختلافات الموجودة في كل بشرة، ودرجة الحساسية التي تميز كلا منها، إضافة إلى أن اغلبهن يقتنيها، دون مراجعة الطبيب، ويستعملون أنواعا كثيرة في فترة معينة، وكلها عوامل تؤدي إلى أضرار ومخاطر صحية حقيقية، قد تكلف في النهاية، مبالغ طائلة، لدى أخصائيي الأمراض الجلدية، علما أن اغلب كريمات الوقاية من أشعة الشمس يتوقف مفعولها بعد ساعتين من وضعها. هذا فيما أظهر بحث علمي مؤخرا أن مستحضرات الوقاية من الأشعة الشمسية تلعب دورا أقل فعالية مما كان متوقعا في الوقاية من أشعة الشمس الضارة التي تسبب سرطان الجلد. ووجد علماء في مؤسسة طبية قامت بالبحث، أنه رغم وضع المستحضرات بالكميات الصحيحة، فإن الأشعة فوق البنفسجية قادرة على خرق الجلد. ويعرف أن الأشعة فوق البنفسجية تسبب سرطان الجلد أو الورم القتاميني، بالإضافة إلى ظهور عوارض الشيخوخة المبكرة. وحسب البحث فإن مستحضرات الوقاية من الشمس من المحتمل أن تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الجلد بسبب الشعور الزائف بالأمان الذي توفره للناس، الذين يقومون بالجلوس تحت الشمس لفترات طويلة. وتسعى المؤسسة الطبية التي قامت بالبحث إلى التعاون مع الشركات المصنعة للمستحضرات، والقيام باختبارات لتطوير مستحضرات للوقاية من أشعة الشمس أكثر فعالية.