استطلاع يكشف مشاعر الكراهية لتعاليم الإسلام أظهر استطلاع رأي قامت به مؤسسة إيفوب الفرنسية في نهاية مارس المنصرم أن 45 في المائة من الفرنسيين، يعارضون بناء المساجد في فرنسا، بينما تطالب الجالية المسلمة في فرنسا حاليا بالمزيد من دور العبادة. وقال رئيس مؤسسة إيفوب إن: (هذه الأرقام تؤكد مرة أخرى تنامي مشاعر الخوف من الإسلام لدى المجتمع الفرنسي، وتشبثه بمبدأ العلمانية)، وأفاد أيضا أن المشاركين في هذا الاستطلاع ينتمون إلى حزبي اليمين واليسار. كما قدم رئيس المؤسسة أرقاما أخرى، تفيد بأن 72 في المائة من الفرنسيين يوافقون على قانون يمنع ارتداء الحجاب داخل الجامعات الفرنسية، وأن 68 في المائة يعارضون ارتداء الحجاب للأمهات، اللاتي ترافقن أبناءهن في نزهات مدرسية بإشراف من المدارس الفرنسية. حقد دفين أثار طلب رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية دليل بوبكر بمضاعفة عدد المساجد في فرنسا، موجة من ردود الأفعال العنيفة في مختلف الأوساط السياسية. وأعلن حزب (الجبهة الوطنية) اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، معارضته لزيادة عدد المساجد في فرنسا، معتبرا أن (هناك ما يكفي من المساجد . ونقلت قناة إي-تلي الفرنسية عن الناطق الرسمي باسم الحزب لوران فيليبو قوله إذا وافقنا على طلب دليل بوبكر فهذا يعني أن علينا بناء ثلاثة مساجد في اليوم الواحد، وسيكون هذا أكبر مشروع بناء في تاريخ فرنسا). وأضاف: إن (هدف دليل بوبكر ليس الحصول على مساجد بل الزيادة في النفوذ، فكلما زادت المساجد زاد نفوذ مجلس الديانة الإسلامية)، مطالبا الحكومة بتجميد كل تراخيص بناء المساجد في فرنسا، لأن (المساجد تشكل المكان الأول والمناسب للتطرف)، على حد تعبيره. من جهته، انتقد حزب اليمين الوسط بقيادة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي تصريحات دليل بوبكر، داعيا إلى (وقف بناء المساجد في فرنسا، واعتماد مبدأ الوقاية في انتظار توفر الإمكانات لتنظيم المسلمين في فرنسا). وقال عمدة مدينة نيس كريستيان استروزي (إن دليل بوبكر صرح قبل أسابيع بأن مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا لا يملك الوسائل اللازمة لدرء التشدد، ولا يمتلك الضمانات الكافية بعدم وقوع تطرف للشباب داخل المساجد)، وأن المجلس (يفتقد التنظيم حتى يستطيع محاربة خطب الأئمة المتشددين). وكشف عمدة نيس في حوار مع جريدة (فالماتان)، عن استراتيجيته (الصارمة) في التعامل مع المساجد والمؤسسات الإسلامية بجنوب فرنسا، مشيرا إلى أن الصرامة والتحقيق في مصادر تمويل المساجد هما الضمان لمحاربة التطرف. وأقفل ستروزي عددا من المساجد بجنوب فرنسا بدعوى أنها (تروج لأفكار تشجع على التطرف) وأن (مصادر تمويلها مشبوهة). ولم يفوت حزب الخضر فرصة إظهار رفضه القاطع لزيادة المساجد في فرنسا، فعبر النائب البرلماني فرانسوا دو ريغي عن سروره تجاه تسطيح الأفكار عن المساجد في فرنسا، قائلا: إن (فرنسا في الطليعة منذ ثلاث سنوات لمحاربة هذا الجنون والتعصب الفكري، فبدل الحديث عن المساجد علينا الاهتمام بمواضيع أخرى كالمسيحيين المضطهدين في الشرق). أما حزب اليسار الحاكم في فرنسا فلم يعلق على هذا الأمر، مفضلا توجيه الأنظار صوب الجهود التي تبذلها الحكومة الحالية من أجل إقرار (خطة للإصلاح ونشر الإسلام المعتدل) الذي يتماشى مع قيم الجمهورية الفرنسية، ولعل أهمها تدريب الأئمة والخطباء، وتعليمهم اللغة الفرنسية ومبادئ العلمانية. وكان دليل بوبكر قد عبر، خلال اللقاء السنوي لاتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا، عن رغبته في مضاعفة عدد المساجد بحلول عام 2017م، لافتا إلى أن العدد الحالي (2200 مسجد ومصلى) لا يستوعب عدد المسلمين المتنامي، والذي يقدر حاليا ما بين 5 إلى 6 ملايين مسلم. وفي محاولة للتخفيف من وقع تصريحات بوبكر على الرأي العام الفرنسي، أوضح رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا عمار لصفر، في تصريح لإذاعة أوروبا 1، أن (عدد المساجد ليس مشكلة في حد ذاته، وإنما المشكلة في مساحة المساجد وقاعات الصلاة التي لا يتسع أغلبها لأكثر من مائة مصل، فعدد المسلمين في فرنسا يحتاج إلى مساجد واسعة حتى لا يلجؤوا للصلاة في الشارع ويخرقوا بذلك قوانين عديدة .