أكدت بعض المصادر النقابية انتشار ظاهرة التدخين في الوسط المدرسي بشكل مخيف، في مختلف المؤسسات التربوية بوهران، وهي عيّنة ومثال عن ما يحدث في مدارسنا عبر الوطن، وذلك في غياب رقابة الأولياء لما له من أضرار على صحة الطفل المتمدرس. وقامت مصلحة المتابعة والمراقبة الصحية المدرسية بتحقيق صحي شمل كافة المؤسسات التربوية بمدينة وهران في السنة الجارية، وتبين من خلال النتائج النهائية أن 21 بالمائة من التلاميذ المتمدرسين بمختلف الأطوار التعليمية، مدمنون على التدخين، حيث خضع التلاميذ لفحوصات طبية متخصصة في الفصل الأول والثاني من السنة الدراسية الحالية أثبتت تعاطي أزيد من 500 تلميذ مختلف أنواع التبغ، والأخطر من هذا كله فقد أثبتت التحقيقات المذكورة أن الظاهرة توسعت لتشمل تلاميذ الطور الابتدائي الذين لا تتعدى أعمارهم التسع سنوات، حسب ما كشف نفس الفحص، لتتأكد الكارثة بالأرقام الرسمية عقب اكتشاف أن 3 بالمائة منهم مدمنون على مختلف أنواع السجائر. وتأكد حسب مصادر من أطباء الصحة المدرسية أن الأطوار الأخرى أثبت كثير من التلاميذ من خلالها أنهم مدخنون بامتياز، حيث توصلت التحقيقات لنتائج وخيمة تعكسها الأرقام، بعد أن بلغت نسبة المدخنين من بين تلاميذ الطور المتوسط 17 بالمائة، فيما بلغت نسبة المدخنين بالطور الثانوي رقما قياسيا حسب النتائج المذكورة، حيث بلغت 30 بالمائة، ما يؤكد بلغة الأرقام أن أزيد من 10500 تلميذ مدمنون على التدخين وطنيا. وأشارت المصادر إلى أن هذا الإجراء تم التوصل إليه بأساليب عالية التقنية للتأكد من إدمان التلميذ من عدمه، تتمثل في فحص الأظافر والأسنان، حيث يؤكد الأطباء أنها تحمل دلالات علمية واضحة تثبت تدخين الشخص من عدمه. وتشير الأرقام المستقاة إلى هول الكارثة الصحية التي تهدد التلاميذ بوهران بشكل خاص، وفي الجزائر عموما، بعد تفشي هذه الظاهرة في الأوساط المدرسية، خاصة إذا ما علمنا أن التدخين لا يقتصر ضرره على المدخن وحده فحسب، بل يتعداه إلى الشخص السليم غير المدخن، بما يعرف بالتدخين السلبي عند الأطباء، بعد أن أثبتت الدراسات العلمية الميدانية أن الأشخاص المدخنين يؤثرون سلبا على غير المدخنين المهددين بنفس الأمراض الشائعة التي تتسبب فيها هذه الآفة، كسرطاني الرئة والبلعوم، وأمراض القلب وغيرها، ما يؤكد أن كافة التلاميذ المتمدرسين أضحوا مهددين بالإصابة بنفس الأمراض نتيجة احتكاكهم المستمر في ساحات المدارس مع المدخنين من زملائهم.