توصلت مديرية الصحة الولائية لوهران لنتائج كارثية تتعلق تؤكد بصفة رسمية ومؤكدة انتشار ظاهرة التدخين في الوسط المدرسي، بعد أن قامت مصلحة المتابعة والمراقبة الصحية المدرسية بتحقيق صحي شمل كافة المؤسسات التربوية بالمدينة في السنة الجارية، تبين من خلال النتائج النهائية أن 21 بالمائة من التلاميذ المتمدرسين بمختلف الأطوار التعليمية مدمنون على التدخين، حيث خضع 586109 تلميذ لفحوصات طبية متخصصة أثبتت تعاطي 127 525 تلميذ مختلف أنواع التبغ. الأخطر من هذا كله، فقد أثبتت التحقيقات المذكورة أن الظاهرة توسعت لتشمل الطور الابتدائي، أين اخضع 125925 طفل لا تتعدى أعمارهم التسع سنوات لنفس الفحص، لتتأكد الكارثة بالأرقام الرسمية عقب اكتشاف أن 3 بالمائة منهم مدمنون على مختلف أنواع السيجارة، بما بعادل 3777 طفل مدخن متمدرس بالابتدائيات الموزعة على مختلف مناطق الولاية. وكان حال الطور الابتدائي أحسن بالمقارنة مع الأطوار الأخرى التي شملها الفحص الذي بادرت به مديرية الصحة الولائية، فإن الأطوار الأخرى أثبت التلاميذ من خلالها أنهم مدخنون بامتياز.. حيث توصلت التحقيقات إلى نتائج وخيمة تعكسها الأرقام، بعد أن بلغت نسبة المدخنين من بين تلاميذ الطور المتوسط 17 بالمائة من مجموع 11050 تلميذ شمله التحقيق، أي بعملية حسابية بسيطة تأكد من خلالها أن 18708 تلميذ يدخن بانتظام في الطور المتوسط، فيما بلغت نسبة المدخنين بالطور الثانوي نسبا قياسية، حسب النتائج المذكورة، بعد أن بلغت 30 بالمائة من بين 350134 تلميذ ثانوي بالولاية، ما يؤكد بلغة الأرقام أن 105040 تلميذ ثانوي يدمن على السيجارة القاتلة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن التحقيق أجري خلال فترة الموسم الدراسي 2011 / 2012 بالاستعانة بأساليب عالية التقنية للتأكد من إدمان التلميذ من عدمه تتمثل في فحص الأظافر والأسنان، حيث يؤكد الأطباء أنها تحمل دلالات علمية واضحة تثبت تدخين الشخص من عدمه. وتشير الأرقام المستقاة إلى هول الكارثة الصحية التي تهدد التلاميذ بوهران بعد تفشي هذه الظاهرة في الأوساط المدرسية، خاصة إذا علمنا أن التدخين لا يقتصر ضرره على المدخن وحده، بل يتعداه إلى الشخص السليم غير المدخن، بعد أن أثبتت الدراسات العلمية الميدانية أن الأشخاص المدخنين يؤثرون سلبا على غير المدخنين المهددين بنفس الأمراض الشائعة التي تتسبب فيها هذه الآفة، كسرطانات الرئة والبلعوم وأمراض القلب وغيرها، ما يؤكد أن كافة التلاميذ المتمدرسين أضحوا مهددين بالإصابة بنفس الأمراض نتيجة احتكاكهم المستمر في ساحات المدارس مع المدخنين من زملائهم.