أغرب ما شدّ انتباهي نهاية الأسبوع الأخير هو تعيين حكمين من الجنس اللّطيف لإدارة مباراة لكرة القدم جمعت بين شبيبة جيجل وحمرة عنابة برسم الجولة الثامنة لبطولة القسم الوطني هواة عن المجموعة الوسطى الشرقية. وقد صنعت كلّ من الآنسة سليجة مولى وخديجة بلقاضي الحدث بمدينة بجيجل، حيث أدارتا المباراة بكلّ مهارة وجدارة· وحسب البعض ممّن حضروا اللّقاء السالف الذّكر، فقد حظيت كلّ من الآنسة مولى كحكمة رئيسية والآنسة بلقاضي كمساعدة لها بتصفيق كبير فاق ذلك الموجّه لفريق النّمرة على الرغم من كون هذا الأخير كان متفوّقا بملعب رويبح حسين· جميل أن نرى مستقبلا حكّاما لكرة القدم من الجنس اللّطيف، لكن الأجمل أن يلاقي هذا التعيين استحسانا من طرف روّاد الملاعب. فحتى وأن استحسن الجمهور الجيجلي هذا التعيين الفريد من نوعه، إلاّ أن عقلية الكثير من جماهير الكرة عندنا ونقولها بكلّ صراحة ليست في درجة النّضج كي يتقبّل الجميع وجود حكّام من الجنس اللّطيف. فكيف سيواجه هؤلاء غضب الجماهير إذا احتسب هدف مشكوك فيه أو ضربة جزاء لمصلحة الفريق المنافس أو مخالفة داخل منطقة العمليات للفريق الزائر؟ أكيد أن حاملة الصفارة ومساعديها حتى ولو كانا من الجنس الخشن سيسمعون ما لا أذن سمعت من كلام بذيء· فكم من حكم ومساعديه تعرّضوا للإهانة بعد خروجهم من الملعب، إلى درجة أن هناك حكّاما وجدوا أنفسهم تحت رحمة سوط جماهير ومسيّري الفرق، وكم من حكم أعلن اعتزاله التحكيم وهو في عزّ عطائه لا لشيء إلاّ لعدم قدرته على تقبّل تلك الإهانات والشتائم الصادرة من أفواه الجماهير، فما بالكم بحكّام من الجنس اللّطيف؟ وفي انتظار أن تتحوّل ملاعبنا إلى أماكن للفرجة والمتعة والتسلية وما شبه ذلك، وإلى أن تتحوّل ملاعبنا إلى مكان تؤمّه العائلات، حينها نقول مرحبا بالتحكيم النّسوي في ملاعبنا، لكن مادامت ملاعبنا محرّمة حتى أبناء البيت الواحد فتجربة التحكيم النّسوي في ملاعبنا ستبوء بالفشل·