مرة أخرى ضرب شباب فريق شباب جيجل بقوة أمام ضيفه حمراء عنابة مسجلا انتصارا جديدا فوق أرضية ملعبه هو الثالث له منذ انطلاق الموسم، وهو الانتصار الذي سمح لنمور الكورنيش بمواصلة عزفهم المنفرد على مستوى ريادة الترتيب بمجموع (11) نقطة وبفارق ثلاث نقاط عن الملاحقين المباشرين وفاق المسيلة واتحاد عين البيضاء. ورغم صعوبة منافس “النمرة” ليوم الجمعة والذي لم يكن سوى حمراء عنابة التي حلت بجيجل في ثوب الفريق المرشح لإحداث المفاجأة والعودة الى مدينة بونة على الأقل بنقطة واحدة، إلا أن نمور الكورنيش تمكنوا مرة أخرى من قول كلمتهم والفوز بالنقاط الثلاث التي قد تكون بمثابة منعرج البطولة بالنظر الى قيمتها الكبيرة وانعكاساتها السحرية على معنويات رفقاء بن شويب خلال بقية مشوار البطولة. الحمراء “دارت الخلايع” في الدقائق الأولى وقد يخيّل من شاهد لقاء “النمرة” ضد حمراء عنابة بأن الفريق العنابي الذي بدأ هذه المواجهة ليس هو نفسه الذي لعب بقية أطوار اللقاء، وذلك بالنظر الى الوجهين المختلفين اللذين ظهرت بهما الحمراء، حيث استهل أشبال خروف المواجهة بقوة وكادوا أن يخلطوا حسابات النمور منذ الدقيقة الخامسة لولا براعة الحارس بوڤادوم الذي تصدى بأعجوبة لقذيفة وسط ميدان الحمراء صبيحي، وهي اللقطة التي أسالت العرق البارد لنمور الكورنيش وأنصارهم وكانت وراء دخول هؤلاء في المواجهة وإظهار وجه مغاير تماما خلال العشرين دقيقة الأخيرة من المرحلة الأولى. دروّة كان في الموعد مرة أخرى وكسر جدار العنانبة وكما كان عليه الحال خلال المواجهات الفارطة فقد استعادت التشكيلة الخضراء توازنها وفعاليتها مع مرور الوقت مستفيدة من تألق بعض عناصرها، وفي مقدمتهم المبدع دروّة الذي أعاد سيناريو لقاء القل قبل ثلاث دقائق من نهاية المرحلة الأولى من خلال افتتاحه لمجال التهديف لصالح الفريق الجيجلي، بعد عمل جماعي بينه وبين مجموعة من زملائه مفجرا بذلك مدرجات ملعب الشهيد حسين رويبح التي كان يخيّم عليها الصمت من جراء الهجمات الخطيرة التي كان يقوم بها الفريق الزائر من حين الى آخر، والتي تعامل معها دفاع “النمرة” بكثير من الرزانة هذه المرة على عكس ما حدث في لقاء الجولة الفارطة، حين ارتكب الخط الخلفي للفريق الجيجلي الكثير من الأخطاء التي كانت وراء عودة دلافين القل في النتيجة. هدف هاين أنهى المباراة مبكرًا وبينما كان الكل ينتظر دخولا قويًا للفريق العنابي في الشوط الثاني بغرض تعديل الكفة على الأقل حدث العكس تماما، حيث كانت المبادرة مرة أخرى من جانب تشكيلة بوريدان التي دشنت هذه المرحلة بهدف ثانٍ وقّعه المدافع هاين عن طريق ركلة جزاء بعد عرقلة زميله المهاجم سعودي في منطقة العمليات، وهو الهدف الذي كان بمثابة رصاصة الرحمة بالنسبة لأبناء بونة، بل وكان كافيا لإنهاء المقابلة قبل الأوان خاصة بعد استسلام الضيوف للأمر الواقع وتسليمهم بالخسارة، في الوقت الذي أبدى فيه النمور اقتناعا واضحا بالنتيجة بدليل اكتفائهم خلال بقية أطوار المرحلة الثانية بتسيير اللعب وانتظار الصافرة النهائية للحكم. طلحي دخل أساسيًا وزيدان غاب في آخر لحظة وقد عرفت التشكيلة التي لعبت مواجهة عنابة بعض التغييرات الاضطرارية، حيث أقدم المدرب بوريدان على حذف اسم وسط الميدان زيدان من التشكيلة الأساسية بعد الوعكة الصحية التي ألمت به مقابل إقحامه للاعب السابق لشباب الميلية طارق طلحي الذي وجد نفسه لأول مرة ضمن التشكيلة الأساسية في حين وجد بعض اللاعبين أنفسهم خارج قائمة ال“18” في صورة عجو ابراهيم وقريشي اللذين تابعا المواجهة من المدرجات. الحَكَمة فريدة مولة ومساعدتها بلقاضي صنعتا الحدث في جيجل هذا وقد صنعت حَكَمة اللقاء الآنسة فريدة مولة وكذا مساعدتها بلقاضي الحدث بعاصمة الكورنيش جيجل كونها المرة الأولى التي تسند فيها مهمة إدارة لقاء من لقاءات “النمرة” لطاقم تحكيم تقوده امرأة، وهو ما يفسر الذهول الذي عم مدرجات ملعب بوالرمل بمجرد دخول الحَكَمة ومساعدتها الى أرضية الميدان، بل إن الأكثرية من أنصار “النمرة” ظلوا مشدوهين حتى بعد انطلاق اللقاء، وحتى وإن لم ترتكب الحكمة مولة أخطاء مؤثرة في لقاء الجمعة إلا أن الكثيرين تساءلوا عن سر إسناد مهمة إدارة لقاء بهذا الحجم لطاقم تحكيم يتشكل من امرأتين ورجل، خاصة في ظل أهمية هذه المقابلة وموقع طرفيها في سلّم الترتيب، متسائلين عما كان سيحدث لولم تفز “النمرة” بهذه المواجهة الحاسمة خاصة بعدما بدت الحكمة “مولة” عاجزة عن مواكبة سرعة اللاعبين وتحركاتهم بدليل أنه حتى ركلة الجزاء التي منحتها لصالح النمور أعلنتها وهي على خط وسط الميدان وهو ما أثار احتجاجات لاعبي الفريق العنابي.