سمحت إنارة جسور ومعالم مدينة الصخر العتيق علاوة على مراسم الافتتاح الشعبي لتظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية بانتعاش الحياة الليلية مجددا بالمدينة وبتجديد المواطن القسنطيني العهد مع الخرجات والنشاطات الليلية. ويشهد وسط مدينة قسنطينة الذي يخلو في العادة من المارة في الفترة المسائية منذ أسبوع حيوية بلغت أوجها مع افتتاح التظاهرة يوم الأربعاء الفارط من خلال تواجد ما لا يقل عن 30 ألف شخص بشوارع سيرتا العتيقة، فمنذ أكثر من أسبوع تجوب عشرات العائلات القسنطينية الشوارع الرئيسية للمدينة وتمر عبر الجسور المضاءة للتمتع بجمال أخاديد وادي الرمال أو نصب الأموات ذلك الصرح الذي ظل مهجورا لعدة عقود بسبب غياب الأمن. وأشاد العديد من أرباب العائلات الذين كانوا بمعية زوجاتهم وأبنائهم ب(الجهاز الأمني) الذي تم تسخيره بالمناسبة والذي مكنهم من العودة لهذا الموقع الرمزي الذي كان يتجه إليه القسنطينيون في الماضي القريب بشكل منتظم وهي المبادرة التي مكنت الأطفال من اكتشاف المكان للمرة الأولى في الفترة الليلية على اعتبار أن هذا الأمر (لم يكن يخطر على البال) في وقت سابق حسب ما أضاف ذات المتحدثين. ولم يعد أمرا نادرا مصادفة عائلات كاملة خلال هذا الأسبوع بوسط المدينة تأتي للاطلاع على مدى تقدم أشغال إعادة تأهيل عدة مباني مثل قصري الثقافة مالك حداد ومحمد العيد آل خليفة ومشاهدة أشغال إعادة تهيئة ضفاف وادي الرمال أو حتى مجرد التجول بالمدينة في الليل وهو الأمر الذي لم يقوموا به منذ عدة سنوات. ففي ليلة الأربعاء خرج حوالي 30 ألف من سباتهم الليلي لحضور استعراض عربات 22 دولة عربية في إطار الافتتاح الشعبي لتظاهرة (قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015)، وخلال هذا الموعد شكلت عربات مزينة برموز التراث الثقافي لكل دولة مشاركة والفرق الممثلة للثقافات الشعبية لهذه البلدان والفرق الفلكلورية لمختلف مناطق الوطن (مصدر جاذبية غير عادي) في تلك السهرة القسنطينية. و اعترف بعض الطلبة الشباب الذين خرجوا للتمتع باستعراض العربات بأنه لم يسبق لهم حضور حدث (في مثل هذه الضخامة تمكن من إضفاء حركية كبيرة على قلب المدينة)، وعقب الاستعراض تجمع مئات القسنطينيين أسفل جسر صالح باي للتمتع بالمنظر الجديد لمدينة الصخر العتيق والتقاط صور في انتظار اكتشاف بقية برنامج الأنشطة الثقافية للتظاهرة حسب ما أعربوا عنه مؤكدين بأنهم سيكونون في الموعد.