ويندرج هذا المشروع في اطار التحضير لتظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015، حيث سيتم الاعتماد على تقنيات جد متطورة ستستخدم من أجل إعادة تأهيل «درب السياح» الذي أبدع فيه المهندس الفرنسي فريديريك ريمس العام 1895، للتذكير فقد أصبح الموقع الخلاب «درب السياح» بأخاديد وادي الرمال الذي أغلق في وجه الزوار منذ العام 1958 في طي النسيان. فمعظم الشباب القسنطينيين وكذا الأكبر سنا منهم وبخاصة الذين سمحت لهم الفرصة في الماضي بزيارة هذا الموقع السياحي ارتاحوا لخبر إعادة تأهيل هذا الدرب من جديد وذلك من خلال أشغال التهيئة الكبرى الجارية حاليا بمدينة الصخر العتيق. فمنذ خمسين سنة وأكثر كانت مجلات متخصصة ومطويات سياحية ودعائم إشهارية أخرى مثل «مجلة تورينغ كليب فرنسا« الصادرة في أفريل 1945 التي جاء فيها «زيارة أخاديد الرمال تعد بالنسبة للسياح الذين لا يخشون المشي ولا المنحدرات متعة لا نهاية لها...». وكانت زيارة هذه الأخاديد العملاقة تمثل فضولا وعنصر جذب لا مثيل له وذلك انطلاقا من أسفل الموقع عند وادي الرمال في عمق ما يسميه القسنطينيون «الريميس« وهو تحريف لاسم فريديريك ريماس مهندس مختص في الجسور والطرق الذي يعود له الفضل في تصميم و إنجاز «درب السياح» في الفترة من 1843 إلى 1895، وتعرض هذا الموقع السياحي الممتد على طول يقارب 2,5 كلم منذ غلقه إثر السيول الجارفة التي ألحقت عام 1958 إضرارا بمسبح «سيزار« إحدى المحطات الهامة التي كان يتوقف عندها الزوار، للإهمال والتدهور، وأدى ذلك إلى تشويه هذا المعلم السياحي وتلويثه بمختلف البقايا والنفايات التي طالت مساحاته الخضراء وحدائقه المغلقة. وبالرغم من التدهور الذي طال هذا الموقع السياحي لمدة عشرات السنين فإن القسنطينيين الذين مازال يربطهم الحنين لمدينتهم يعلقون آمالا كبيرة في هذه المشاريع التي توجت بإنجاز «التيليفيريك» وقرب الانتهاء من أشغال إنجاز الجسر العملاق ومشاريع اخرى من شأنها أن تمكن من تجاوز حالة اللامبالاة التي كانت مفروضة على سكان هذه المدينة الذين أبدوا صمتا «سلبيا» لمدة طويلة أمام تدهور غير مبرر للمعالم والمواقع التاريخية التي تصنع شهرة ومجد مدينتهم على غرار ضريح «سيدي إبراهيم بن معيزة» الذي هدمه تقنيو المدينةعلى إثر حريق نشب العام 1984 داخل بناية مجاورة له تعلو الضفة اليسرى لوادي الرمال. كما تستدعي عملية إعادة تأهيل أخاديد وادي الرمال الموقع الطبيعي الخلاب وسط بيئة حضرية تثمين وإعادة الاعتبار للآثار التاريخية التي تشكل التراث غير المادي الذي ظل منذ قرون مصدر إلهام لمشاهير الكتاب