تحولت الجارة المغرب في السنوات الأربع الأخيرة إلى ملاذ آمن للمجرمين الصهاينة، هؤلاء يوطّدون علاقاتهم بالعصابات الإجرامية المحلية ويشاركون في صفقات تهريب الزطلة إلى دول الجوار على رأسها الجزائر، أين تشير آخر التقارير الرسمية إلى أن المغرب تعد المصدر الأساسي لنحو 90 بالمائة من السموم المحجوزة ببلادنا. وفضح تقرير حديث للقناة الثانية بالتليفزيون الصهيوني، تحول المغرب في السنوات الأربع الأخيرة إلى نقطة جذاب للمجرمين الإسرائيليين، حيث هرب إليها العشرات من أعضاء عصابات المافيا الإسرائيلية ونجحوا في بناء حياة خاصة جديدة هناك. وأضاف التقرير أن أغلب من يتوجهون إلى هناك بشكل عام هم من أبناء يهود المغرب الذين هاجروا إلى إسرائيل، وما زال لديهم أقارب في المغرب. فبعد بقائهم هناك لمدة أسابيع، ودفع بضع مئات من الدولارات لتسريع الإجراءات، يحصلون على جواز سفر وإمكانية العمل وإجراء صفقات، ما يؤكد تواطؤ نظام المخزن المغربي بشكل أو آخر. ويضيف ذات المصدر أن أغلب الإسرائيليين يوطدون علاقاتهم بالعصابات الإجرامية المحلية في المغرب ويشاركون في صفقات تهريب الحشيش المغربي إلى أوروبا وشمال إفريقيا، والظاهرة في ازدياد بمرور الوقت. وتقول الشرطة الإسرائيلية إنها ترصد طوال الوقت عمليات تعاون بين مجرمين إسرائيليين هاربين إلى المغرب ومجرمين محليين في إسرائيل بمجال تهريب المخدرات والمقامرات والدعارة. ويقول ضابط بالشرطة الإسرائيلية إن مستوى الحياة في المغرب منخفض للغاية، وهو ما يحث المجرمين الإسرائيليين المقيمين هناك على القيام بالأعمال والاستمتاع بالحياة، فيعقدون صفقات تعاون قوية مع عصابات في المغرب، بل إن هناك مجرمين مغاربة وصلوا مؤخرا إلى إسرائيل، حيث تستضيفهم العصابات الإسرائيلية في فنادق فاخرة ويتم استقبالهم استقبال الملوك. وكان أول من اكتشف المغرب كملاذ آمن هم المجرمون الإسرائيليون شالوم دومرانى، عامير مولنر، وضلعهم الثالث جابى بن هاروش، وأقاموا فيها لفترات طويلة. وتقدر الشرطة الإسرائيلية أنه خلال عامي 2012 و2013 قام الثلاثة بتحويل عشرات الملايين من الدولارات إلى إسرائيل بغرض استثمارها في تجارة المخدرات والدعارة، وموضوعة في حسابات سرية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن واحد من كبار مسؤولي الجالية اليهودية في المغرب إن حقائب مليئة بالدولارات والأورو وصلت إلى المغرب مع المجرمين الإسرائيليين الهاربين، الذين يرون أنهم يعيشون حياة طيبة في منفاهم الاختياري. ويقول: (إنهم يفعلون هنا كل ما يحلو لهم، يسافرون بسيارات فخمة، ويعيشون كالملوك، فقد هربوا من الشرطة الإسرائيلية، ولا أحد يتعرض لهم هنا، إنهم يعيشون في الجنة). أما المجرم الإسرائيلي الأشهر، فهو الحاخام إليعازر برلاند، رئيس مدرسة دينية كانت في القدسالمحتلة باسم "شوفو بانيم"، حيث هرب من إسرائيل عام 2012 بعد اكتشاف ارتكابه سلسلة جرائم جنسية بحق نساء يهوديات كن يترددن على هذه المدرسة الدينية اليهودية. وهرب برلاند إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية أولا، ومنها إلى سويسرا، ثم المغرب. وبعد إقامته هناك 8 شهور، مارست الجالية اليهودية المغربية ضغوطا لرحيله، فغادر المغرب فعلا على متن طائرة خاصة يملكها مليونير يهودى، ومنذ ذلك الحين يتنقل من دولة لأخرى، فجاء إلى مصر، ثم سافر إلى موزمبيق، ومنها إلى زيمبابوى، وجميعها دول إفريقية لا توجد اتفاقات لها مع إسرائيل لتسليم المجرمين. يشار إلى أن المغرب يواصل إغراق الجزائر بكميات معتبرة من المخدرات، حيث تشير أحدث الأرقام إلى أن الجارة الغربية للجزائر تعد المصدر الأساسي لنحو 90 بالمائة من (السموم) المحجوزة في بلادنا، فيما تبقى كميات أخرى خارج الحجز تعبث بعقول شبابنا وتزيد من حدة الانحرافات والآفات. وفي السياق تم حجز كمية تفوق 24 طنّا من القنب الهندي خلال الشهرين الأولين لسنة 2015 في الجزائر، منها 90ر87 بالمائة بغرب البلاد، حسب الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها.