عادت وتيرة الاتهامات الفرنسية للجزائريين خاصة، والمسلمين عامة، بقوة، لكن هذه المرة في حلة جديدة، بعدما اكتست التهمة السابقة حلة شارلي إيبدو لمدة لابأس بها من الزمن، حيث ادّعى وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف أمس، أن الشرطة أوقفت طالبا جزائريا يبلغ من العمر 23 سنة حاول تفجير كنيستين حسب وثائق عثر عليها في بيته، كما تم العثور على بندقية رشاشة من نوعية كلاشنيكوف وذخيرة، كما يشتبه أنه قاتل أستاذة تربية بدنية. وزعم وزير الداخلية الفرنسي، في تصريح لوسائل الإعلام أن مصالح الأمن أحبطت عملية إرهابية عن طريق الصدفة، فبعد تلقي مصالح الإسعاف الطبي المستعجل يوم 19 أفريل بلاغ عن وجود شخص في المقاطعة الباريسية الثالثة عشر مصاب بجروح إطلاق نار، مردفا أن مصالح الأمن تنقلت وعثرت على شاب قال أنه تعرض لاعتداء، وقام رجال الشرطة باقتفاء آثار الدم التي أوصلتها لسيارة عثر بداخلها على بندقية رشاشة من نوع كلاشنيكوف، صدرية مضادة للرصاص، على حسب قوله. وحسب رواية وزير الداخلية الفرنسي، فإن الشخص المصاب الذي تم نقله للمستشفى، طالب جزائري في الإعلام الآلي انتقل للعيش الى فرنسا سنة 2009 للالتحاق بأفراد عائلته، هذا الأخير اعترف في المستشفى للمحققين أنه صاحب السيارة، وعقب تفتيش منزله عثر المحققون على وثائق تثبت أن الشاب كان يحضر لعملية تفجير كنيستين، كما تم العثور على صدريات أخرى ما يوحي حسب الوزير عن وجود شركاء. واضاف برنار كازنوف أن الشاب معروف لدى مصالح الاستعلام بعد أن أراد سنة 2014 الالتحاق بسوريا. وتحوم شكوك حول أن هذا الشاب الجزائري الجنسية يكون (قاتل أستاذة تربية بدنية بضواحي باريس يوم الأحد الفارط) حسبما لفق له من قبل الوزير والسلطات الفرنسية، ويبدو حسب الوزير الفرنسي أن الشاب أراد سرقة سيارتها. وللتذكير، ومنذ زمن ليس بالبعيد أقامت فرنسا الدنيا ولم تقعدها من اجل الهجوم الذي شنّ على صحيفة شارلي إبدو وهو هجوم وقع باقتحام ملثمين إثنين مقر الصحيفة الساخرة شارلي إيبدو في باريس في 7 جانفي 2015 بحدود الساعة 11 صباحًا بتوقيت وسط أوروبا. أدى هذا الهجوم إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة 11 آخرين. دخل المسلحون المبنى وبدؤوا إطلاق النار من أسلحة كلاشنكوف حسب رواية الفرنسيين، وفي 14 جانفي ظهر تسجيل مصور تبنى فيه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب العملية وقال فيه المتحدث باسم التنظيم أن العملية تمت بأمر زعيم التنظيم أيمن الظواهري. وفي هذا الإطار، قامت في فرنسا وقتها مسيرات تحت اسم مسيرة الجمهورية مدعومة بمسيرات في مدن أخرى في العالم. هذه المسيرات أصبحت الأكبر في تاريخ البلاد، حيث ناهزت 000 700 3 مشارك منهم حوالي 2 مليون في باريس وحدها، المسيرة المقامة في باريس شارك فيها حوالي 50 من قادة العالم. خلف الهجوم واليومين اللذان تلاه 20 قتيلا في باريس وضواحيها، وذلك في عدة هجمات مختلفة، بينهم مرتكبي الهجمات الثلاث، سعيد كواشي وشريف كواشي وأميدي كوليبالي12، في هجوم شارلي إبدو، 4 في احتجاز رهائن بورت دو فإنسان، و1 في حادثة إطلاق النار في مونروج، وللعلم، تعتبر أكبر حصيلة قتلى تتلقاها فرنسا منذ عقود.