استدراج المسلمين لشرب الخمور اتخذ طرقا متعددة، فرغم تقارير منظمة الصحة العالمية وقرارات الأممالمتحدة التي تحذر من مضار الخمر على الصحة العامة وسلامة المجتمع، بل ومحاولات الغرب الجادة في التقليص من شرب الخمور وحظر الدعاية والإعلان لها في الإعلام الرسمي وحظر استعمالها في الأماكن العامة، يحاول هذا الغرب نفسه تشجيع المسلمين على شربها رغم تحريمها القطعي في القرآن الكريم منذ الاف السنين. مكعبات ثلج تحمل بداخلها زجاجات ذات تصميم جذاب، هكذا سوّقت الشركة الإسبانية (فريسكنت ليقيرو) لمنتوجها المتمثل في خمر منزوع الكحول تحت مسمى (حلال) بصالون الصناعة الغذائية (جازاقرو) بقصر المعارض (صفاكس)، وهو ما استقطب عددا من الزوار وعرف إقبالا بدافع الفضول وتلبية غريزة الاكتشاف. خمور من كل نوع ومذاق لكنها حلال، هذا ما تصفه الشركة المصنعة منتوجها الذي سيسوق قريبا في الجزائر. حيث أكدت ممثلة الشركة الإسبانية أن هذا المنتوج أي خمور (ليجرو) و(إيشال) في الأصل هي عصير عنب مخمّر منزوع الكحول، بمعنى أنه خمر منزوع الكحول، أما بحصوص الثمن فتقول إن أسعاره ستكون نوعا ما مرتفعة وليست في متناول الجميع لأنها مصنوعة من مواد طبيعية 100 بالمائة يتم زرعها وجنيها وتخميرها بطرق وفق آلات ومعدات خاصة تحرص عليها الشركة الأجنبية، وهو بألوانه الثلاثة المستخلص من العنب الأحمر، الأبيض والمشروب الوردي، وسيكون بوسع الجزائريين تذوقه -على حد قول المتحدثة- دوما بداية من نهاية الشهر الجاري في المراكز التجارية الكبرى، مشيرة إلى أن المنتوج مراقب من المجلس الإسلامي في إسبانيا والهيئة الدينية المسجلة في وزارة العدل. * رفض قاطع من طرف المواطنين من هذا المنطلق قامت (أخبار اليوم) برصد آراء المواطنين حول شرعية استهلاك هذه الخمور، حيث أثارت استياء العديد من زوار المعرض. البداية كانت مع (محمد) الذي أشار إلى أنه (في المحاولة الأولى لم يفلحوا في تسويق وتحرير بيع الخمر الحرام بعد الضجة التي أثيرت، لكنهم لم يستسلموا وها هم يحاولون هذه المرة مع الخمر الحلال لكسر الحاجز النفسي وتهيئة الأرضية لإعادة المحاولة الأولى)، واصفا هذا التفكير ب (التفكير الإبليسي). أما (فرح) فتقول: (إنهم يحاربون الإسلام بالشبهات، إن الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من النّاس، فالوقوع في الشبهة وقوع في الحرام نفسه، وهو ما سيؤثر على الأطفال إن سار على الدرب الكبار ولابد، من تنشئتهم تنشئة إسلامية شعارها القرآن الكريم والسُنّة النبوية الشريفة). من جهته، استنكر (منير) تصرّف بعض الجزائريين الذي تذوقوا هذه الخمور في صالون الصناعة الغذائية بمجرد أن قيل لهم إنها حلال، متسائلا حتى وإن كانت حلالا ما الفائدة منها؟ هل تحتوي على فيتامينات أم أن الزجاجة هي التي تجذب؟ مؤكدا أنه لا يمكن تصور هذه الزجاجات تدخل البيوت الجزائرية، معتبرا الأمر سخافة وغباء، وهو المعنى الحقيقي للتحايل على الشرع وحرب على الأجيال القادمة. * فقهاء الدين يحرّمون شرب هذه الخمور كما أثارت قضية تناول الخمور منزوع الكحول العديد من الجدل من ناحية الشرع والدين، لهذا ربطنا اتصالا بالإمام (ن. جلول) الذي ضم صوته إلى كل الفقهاء والعلماء الذين حرّموا شرب هذه الخمور المنزوعة الكحول، مشيرا إلى أنه قد يبقى شيء من الكحول في ماء الشعير لذا لا يجوز اقتناءها ولا شربها ولا بيعها ولا المتاجرة فيها، موضحا أن هذه علامة من علامات قروب الساعة لقول الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم: (يسمّون الأشياء بغير أسمائها)، فلطالما كان الخمر والميسر محرّما لقوله تعالى: {يا أيّها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلّكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدّكم عن ذكر اللّه وعن الصلاة فهل أنتم منتهون}. وفي انتظار رد فعل المسؤولين حولة قضية دخول هذه المشروبات المثيرة للجدل السوق الجزائرية يبقى الجدل حول شرعية استهلاكها قائما.