* ندوة في ماي لفضح جانب من جرائم فرنسا في الجزائر يبدو أن مسألة تجريم الاستعمار الفرنسي للجزائر قد عادت إلى الواجهة بقوة لتشعل (أزمة دبلوماسية) جديدة بين الجزائروفرنسا، في ظل ما يمكن وصفه بالتراشق في التصريحات بين اثنين من أبرز مسؤولي البلدين، الأول هو رئيس تلك الدولة الاستعمارية الطاغية المدعو فرونسوا هولاند، والثاني هو وزيرنا للمجاهدين الطيب زيتوني، الأول يرى أن بلاده المعروفة بسوابقها الإرهابية لم تقم بحرب إبادة في الجزائر وأنها ليست مطالبة بالاعتذار لها، والثاني لم يتردد في قصفه بالثقيل، مشيرا إلى أن الاعتذار الفرنسي للجزائر سيأتي، ولو بعد حين.. وأشعل وزير المجاهدين الطيب زيتوني الساحة، سياسيا وإعلاميا، ودبلوماسيا أيضا، بتصريحات (شُجاعة)، لم يجامل فيها رئيس دولة فرنسا الغارق في شوفينيته، حيث قال الطيب زيتوني، يوم الخميس بالجزائر العاصمة إن فرنسا ستعترف بالجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري خلال الحقبة الاستعمارية آجلا أم عاجلا، معلنا عن تنظيم ندوة جديدة، لكشف جانب من جرائم فرنسا في الجزائر. وأفاد السيد زيتوني في تصريح للصحافة على هامش جلسة علنية بمجلس الأمة خصّصت لطرح الأسئلة الشفوية، أن فرنسا (إن لم تعترف بجرائمها في الجزائر اليوم فستعترف بها غدا). وأضاف الوزير في رده على سؤال حول التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي هولاند قائلا: (سنبلغ الرسالة جيلا عن جيل (...) ونحن نفتخر بأسلافنا). وفي سياق متصل، كشف السيد زيتوني بأنه سيتم تنظيم ندوة يومي 4 و5 ماي المقبل بوهران تخصص موضوع التعذيب الذي تعرض له الشعب الجزائري خلال الحقبة الاستعمارية، مبرزا أن هذا اللقاء يندرج في إطار المجهود الرامي إلى التعريف بالمآسي التي طالت الجزائريين خلال تلك الحقبة. كما أشار الوزير بالمناسبة إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها كاتب الدولة الفرنسي المكلف بقدامى المحاربين والذاكرة جان مارك تودشيني إلى الجزائر، معتبرا هذه الزيارة بمثابة (خطوة لا بأس بها")، لكنها تبقى --كما قال-- (غير كافية). وفي هذا الاطار، ذكر الوزير بالمجازر التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر، سواء خلال الثورة أو قبلها، مستدلا بمجازر الثامن ماي 1945 وآثار التفجيرات النووية بالصحراء الجزائرية والمآسي التي خلفها ولا يزال خطا شال وموريس وغيرها. للإشارة، فقد قال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بكل وقاحة، إن (فرنسا لم ترتكب حرب إبادة في الجزائر بل حرب وكفى).. جاء ذلك خلال حديث أجراه رئيس (فافا") مع تلاميذ ثانوية باريسية بعضهم من أصول جزائرية سألوه عن قضية اعتراف فرنسا بمجازرها في الجزائر، فكان رده أن (فرنسا لم ترتكب حرب إبادة في الجزائر). وقد قوبلت حماقة هولاند بسيل من التعاليق الجزائرية الغاضبة والرافضة، حيث عبّر الجزائريون عن سخطهم على (فافا) ورئيسها، وقال أحدهم معلقا: (ليست إبادة.. أحرقتم الأخضر واليابس فقط)، فيما أجرى آخر عملية حسابية، اعتمادا على تعداد شهداء ثورة التحرير، وقال أن فرنسا التي قتلت مليون ونصف مليون شهيد في ظرف سبع سنوات ونصف، قتلت ما معدله 548 شهيد كمعدل يومي.. 548 شهيد يوميا ويقول ليست إبادة بل حرب وفقط.. فرنسا إرهابية وتبقى إرهابية).. برنامج خاص لإعادة الفحوص الطبية للمجاهدين وذوي الحقوق من جهة أخرى، أكد السيد زيتوني في رد على سؤال عضو مجلس الأمة، محمد زبيري، بأن (كل الملفات التي كانت مُودعة لدى الوزارة إلى غاية ديسمبر 2014 والخاصة بالمنح وتحديد نسبة العطب لفئة المجاهدين، قد صفيّت بأكملها، كما تم أيضا تصفية ملفات شهري جانفي وفيفري، في حين تجري دراسة الملفات الجديدة). وفي إطار ضمان أحسن تكفل بهذه الفئة، كشف الوزير بالمناسبة عن (برنامج خاص لإعادة الفحوص الطبية للمجاهدين وذوي الحقوق). وبشأن اقتراح تقدم به السيد زبيري حول تقليص آجال منح رخصة اقتناء السيارات السياحية للمجاهدين وذوي الحقوق من 5 إلى 3 سنوات، اعتبر السيد زيتوني بأن (أحكام هذا الامتياز قد أقرها القانون ولا يمكن مراجعتها إلا من خلال الإجراءات المعروفة في إطار تعديل القوانين)، لافتا إلى أن هذه الآجال (5 سنوات) (معقولة ومقبولة). وعن اقتراح تعميم نسبة العجز أو العطب لدى كل المجاهدين، أكد الوزير بأن هذا الأمر (من اختصاص اللجان الطبية على مستوى الولايات تحت إشراف اللجنة المركزية الطبية المؤهلة لضبط نسبة العطب والمصادقة عليه وفق معايير محددة).