شيّعت جموع من أهالي بلدة الطور إلى الشرق من بلدة القدس القديمة، في ساعات الفجر الأولى من امس الاثنين، جثمان الشهيد الفتى علي محمد أبو غنام (16 عامًا)، وسط انتشار شرطي وعسكري مكثف. وسار موكب التشييع الغاضب مخترقًا شوارع البلدة، في وقتٍ اصطف فيه المئات من المواطنين المقدسيين على امتداد موكب التشييع لوداعه، مرددين الهتافات الغاضبة، بالرغم من تحذير سلطات الاحتلال لعائلة الشهيد من مغبة القيام بأي أعمال احتجاج خلال تشييع الجثمان. وكانت سلطات الاحتلال أجبرت عائلة الشهيد أبو غنام، على دفع مبلغ مالي قبيل تسليمهم جثمان ابنهم الشهيد علي، إذ أفادت العائلة، بأنّها دفعت مبلغ 20 ألف شيقل (5 آلاف دولار) كفالة مالية، لضمان سير جنازة الشهيد بهدوء، وعدم اندلاع مواجهات خلال تشييع الجثمان، في ما هددت المخابرات بعدم استرداد المبلغ، في حال أُلقي حجر واحد. محامي مؤسسة الضمير، محمد محمود ومحامي هيئة الأسرى، طارق برغوث، كانا قد تقدما في وقت سابق من مساء الأحد، بطلب لمحكمة الصلح ، غربي القدس، لتسليم جثمان الشهيد دون قيد أو شرط، إلا أن القاضي قرر في نهاية الجلسة (أن المخابرات هي من تحدد موعد تسليم الجثمان، عقب انتهاء التحقيق في حادثة محاولة الطعن على حاجز الزعيّم)، كما قرر القاضي (ألا يتجاوز عدد المشاركين في التشييع 50 شخصًا). وأوضح المحاميان، في بيانٍ صحافي، أنّهما تمكنا من الوصول إلى اتفاق مع شرطة الاحتلال يقضي بتسليم جثمان الشهيد علي، لدفنه في مقبرة الطور، بشرط وجود 70 شخصًا فقط عند تسلم الجثمان، وبالمقابل لن يتم فرض أي قيود أو تحديد أعداد المشيعين في المقبرة. احتجاجات عارمة قي القدس من جهةٍ أخرى، تجددت المواجهات ليل الأحد الى الاثنين، في أحياء عدة من القدسالمحتلة، ما أوقع إصابات في صفوف الشبان، في وقت تعرضت فيه أهداف استيطانية وعسكرية لهجمات بالحجارة والزجاجات الحارقة. وأصيب ما لا يقل عن خمسة شبان في بلدة العيسوية، شمالي شرق القدس بالرصاص المعدني، ووصفت إحدى الإصابات في الوجه بأنها متوسطة الخطورة. وفي البلدة القديمة من القدس هاجم شبان فلسطينيون مقرًا لشرطة الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، في حين هاجم شبان من بلدة صور باهر جنوبي القدس، سيارات للمستوطنين بالقرب من مدخل البلدة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مستوطنين، وتطاير شظايا الزجاج من السيارة.