ترجع خطورة مرض هشاشة العظام إلى أنه من الأمراض الصامتة والتي قد تنشأ بدون ألم وإذا لم يتم الوقاية من هذا المرض أو علاجه فيمكن للمرض أن يزيد دون حدوث أعراض إلى أن يحدث كسر في العظام وخصوصًا فى عظام الفخذ والرسغ والعمود الفقري. هذا المرض يؤدي إلى ضعف تدريجي للعظام بحيث تصبح ضعيفة وسهلة الكسر، فالعظام الطبيعية تشبه قطعة الإسفنج المليء بالمسامات الصغيرة، أما في حالة الإصابة بهشاشة العظام فيزداد حجم المسامات وتصبح العظام أكثر هشاشة وهناك نوعان من هشاشة العظام: - هشاشة أولية: يمكن أن تحدث في الجنسين في كل الأعمار لكن غالبًا ما تحدث عند النساء بعد سن توقف الحيض وتحدث في سن متأخرة عند الرجال بالمقارنة بالنساء. - هشاشة ثانوية: تنشأ عن الأدوية أو ظروف طبية أخرى أو أمراض. كما ذكرنا فإن الأعراض الأولية لمرض هشاشة العظام صامتة تخلو عادة من الآلام أو أي أعراض أخرى ولكن مع زيادة المرض وتطوره تبدأ بعض الأعراض في الظهور مثل ألم الفقرات الظهرية والأطراف وقد تصل إلى الكسور مع التعرض للصدمات البسيطة وهذا يجعلنا نتساءل من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة وما هي العوامل التي تساعد على حدوث الهشاشة؟ هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بهشاشة العظام فالنساء أكثر عرضة للإصابة وخاصة مع تكرار الحمل ومع انقطاع الطمث وكذلك التقدم في العمر يزيد من فرصة حدوث الهشاشة، كما أن أمراض الكبد والكلى وأمراض سوء الهضم وزيادة نشاط الغدة الدرقية تؤدي إلى حدوث الهشاشة. وبالمثل تناول بعض الأدوية كالكورتيزون وأدوية الصرع وسيولة الدم يزيد من نسبة الإصابة بالهشاشة وكذلك التدخين وتناول المشروبات الكحولية وقلة ممارسة الرياضة وقلة التعرض لأشعة الشمس من أسباب حدوث الهشاشة. وللوقاية من هشاشة العظام يجب الحفاظ على تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين (د) وعدم الإفراط فى تناول البروتين والأملاح والأغذية عالية الكافيين كالقهوة والمشروبات الغازية وكذلك الانتظام فى ممارسة الرياضة. وتشخيص هشاشة العظام يتم بإجراء اختبار كثافة العظام. ويمكن قياس كثافة العظام بطرق مختلفة، وأفضلها القياس بواسطة استعمال جهاز قياس كثافة العظام لأنه أدق طريقة لمعرفة قوة العظام وينصح بعمل قياس دوري للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالهشاشة. وأخيرًا فإن علاجات هشاشة العظام متاحة ومتعددة ومنها: العلاج الهرموني: وذلك بتناول هرمون الإستروجين الذى يتوقف إنتاجه مع وقف الدورة الشهرية. وهذا العلاج يساعد أيضا على تقليل الأعراض المصاحبة لانقطاع الدورة. ويجب أن يكون العلاج الهرموني تحت إشراف أحد أطباء أمراض النساء لتجنب حدوث أي أعراض جانبية. وهناك أيضا الكالسيتونين وهو هرمون طبيعي يعمل عن طريق منع فقدان المزيد من المادة العظمية كما أنه أيضا يخفف بعض الألم في حالة وجود كسر مؤلم. وحيث إن الكالسيتونين يتكسر فى المعدة، فيجب أن يعطى عن طريق الحقن أو الرذاذ الأنفي. وهناك أيضا مادة البيسفوسفونات: وهو علاج غير هرموني يعمل على وقف مفعول الخلايا المسؤولة عن تكسير العظام. ومن خلال هذا المفعول فإن هذه الأدوية تساعد على منع المزيد من فقدان المادة العظمية في المرضى الذين قد فقدوا بعضها بالفعل. وبعض هذه الأدوية يمكن تناوله مرة واحدة في الأسبوع. وأيضًا يمكن تناول فيتامين (د) وهو ذو فائدة كبيرة خاصة للنساء المسنات ذوات الكتلة العظمية القليلة، حيث يساعد على امتصاص الكالسيوم بالإضافة إلى تأثيره على خلايا العظام حيث يحفزها على ترسيب الكالسيوم في العظام. ويؤخذ فيتامين (د) مع الكالسيوم ويتم إعطاء إضافات الكالسيوم للنساء اللواتي يعانين من هشاشة العظام، وتكون عادة في شكل أقراص للمضغ أو مشروبات فوارة، وتبقى الوقاية دائمًا خير من العلاج.