مرض هشاشة العظام لم يعد مقتصرا على فئة كبار السن أو المصابين بالسمنة، فلقد أكد المختصون أن هذا المرض الذي ليس له علاج مباشر، أصبح يطارد فئة النساء بمختلف الأعمار، كما أن استهلاك التبغ أصبح عاملا مضاعفا لهذا العلة الخطيرة، والتي تعد من ضمن الأمراض الصامتة.. احتضنت العاصمة أول أمس ندوة خاصة حول إبراز أهمية تحديد عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام وتفادي تعقيدات هذا المرض الذي يمس أغلبية النساء بعد سن اليأس. وأكد البروفيسور جودي خلال لقاء حول هشاشة العظام عند النساء بعد سن اليأس بالمؤسسة الاستشفائية المختصة للدويرة بالجزائر أن النساء ما بعد سن اليأس هن الأكثر عرضة لهذا المرض، موضحا أنه يظهر بالجزائر في حدود 62 عاما تقريبا. وأوضح أن تراجع هرمونات الأوستروجين خلال مرحلة سن اليأس يتسبب في الحد من مقاومة العظام التي تعد سببا في المرض، و من بين عوامل الخطر ذكر البروفيسور جودي وجود سوابق في العائلة خاصة لدى الأم. وأضاف المختص أن الأشخاص النحفاء وذوي القامة القصيرة والوزن الخفيف ينتمون كذلك إلى هذه الفئة بسبب نقص في النسيج العضلي الذي يحمي الهيكل العظمي بفعالية أقل. ويشكل النقص في الحركة والنشاط البدني عاملين آخرين من العوامل المسببة لهذا المرض لأن النشاط البدني يسمح في مرحلة أولى بالحد من فقدان الكتلة العظمية والحفاظ على القوة العضلية. وقال البروفيسور جودي في هذا السياق إن استهلاك التبغ يعد خطرا آخرا للإصابة بهذا المرض مقارنة بالأشخاص الذين لا يدخنون. كما تطرق إلى العوامل الغذائية موضحا أن نقص الكالسيوم والفيتامين (د) في الجسم يتسبب في هشاشة العظام، وكذا تناول بعض الأدوية لا سيما الهرمونات الكظرية المضرة للعظام. ويأتي فقدان كتلة العظام من اختلال التوازن بين تلاشي وتكوين العظام في حين يحدث فقدان كثافة العظام تغييرا في شكل الهيكل العظمي. هشاشة أو ترقق العظام يجعل العظام أكثر هشاشة، بحيث أنها تكون قابلة للكسر بسهولة. وهو أكثر شيوعا في النساء عنه في الرجال، وقد يتسبب في مضاعفات خطيرة. هشاشة العظام تصيب النساء في منتصف الأربعينات بل وأيضا في الثلاثينات من العمر كما تصيب المتقدمات في السن. مخاطرة حدوث كسر في الورك بسبب هشاشة العظام عند النساء تفوق إجمالي مخاطرات حدوث سرطان الثدي وعنق الرحم والرحم والمبايض مجتمعة، وأن واحدا من بين خمسة أشخاص من الذين يتعرضون لكسر في الورك يموتون خلال سنة واحدة. نعم، إن هشاشة العظام قد تمثل خطرا كبيرا على صحة المراة بل وعلى سلامة حياتها.. وهشاشة العظام تنشأ عادة على مدى عدة سنوات، إذ تصبح العظام تدريجيا أكتر رقة وأكثر هشاشة. وهذه هي الفترة قبل أن يحدث تلف شديد وقبل أن تنكسر العظام التي فيها نحتاج فعلا أن نحدد الأشخاص المصابين بهشاشة العظام، لأنه توجد الآن طرق للعلاج. وحيث أن مرض هشاشة العظام من الأمراض الصامتة والتي قد تنشأ بدون ألم وأول أعراضه هو حدوث الكسور، لذلك فإنه من الضروري جدا أن نبني عظاما قوية في شبابنا، ونحافظ عليها مع تقدم العمر. ويجب أن نعرف ما إذا كنا معرضين للإصابة بهشاشة العظام، حتى يمكننا اتخاذ الخطوات التي قد تمنع حدوث هذا المرض.. ولقد توصل فريق من العلماء الأمريكيين إلى أن مرض السكر يسهم بصورة كبيرة في تدهور حالة وسلامة العظام لتتضاعف فرص إصابة مرضى السكر بهشاشة في العظام. وفي محاولة لتقييم التأثير السلبي لمرض السكر على حالة العظام، عكف العلماء على قياس كثافة العظام بين مرضى السكر، خاصة النوع الثاني بين 60 سيدة في مرحلة سن اليأس ونحو 30 سيدة يعانين من مرض السكر النوع الثاني ليتم مقارنة النتائج التي تم التوصل إليها بين سيدات لا يعانين من المرض تراوحت الفئة العمرية مابين 50 إلى 60. وأشارت المتابعة إلى تراجع كثافة وقوة العظام بين مريضات السكر، خاصة اللاتي أُصبن بالمرض لسنوات طويلة وبين السيدات اللاتي لا يعانين من المرض.