يتهافتون على اقتناء أجهزة بديلة لانقطاع التيّار الكهربائي الجزائريون يتزوّدون لموسم (الظلام)! تشهد الأيّام الأخيرة إقبالا متزايدا للمواطنين على أسواق الأجهزة الكهربائية في مختلف ولايات الوطن، ولعلّ اللاّفت للانتباه هو التهافت على اقتناء أجهزة لمواجهة الانقطاع المتكرّر في التيّار الكهربائي، فيما يبدو أن الجزائريين غير مقتنعين بتطمينات شركة (سونلغاز) ويحضّرون بجدّية لموسم (الظلام) الذي يتزامن غالبا مع فصل الصيف ويتعاظم أكثر فأكثر خلال شهر رمضان. شرعت سوق الأجهزة الكهربائية في الجزائر في الإعلان عن أجهزة لمواجهة الانقطاع المتكرّر في التيّار الكهربائي، يأتي هذا فيما تتحدّث الحكومة عن أساليب وخطط بديلة لتقليل فترات انقطاع التيّار الكهربائي خلال الصيف المقبل، بينما يؤكّد مدير عام مجمّع (سونلغاز) أن صيف 2015 لن يشهد انقطاعات في الكهرباء. ومنذ أيّام بدأت مناطق تجارة الأجهزة الكهربائية وخاصّة سوق (الحميز) شرق العاصمة الإعلان عن كشّافات ضوئية تعمل حال انقطاع التيّار الكهربائي ولعدد كبير من الساعات، كما أعلنت عدّة محلاّت عن توفير مصابيح تظل مضيئة عقب انقطاع التيّار الكهربائي لساعات طويلة. كما أعلنت محلاّت أخرى عن توفير مولّدات كهربائية حديثة تعمل دون إصدار أيّ أصوات خلافا لتلك التي كانت تصدر أصواتا صعبة لا يتحمّلها العديد من المواطنين وخاصّة المرضى منهم. وقال صاحب محلّ أجهزة كهربائية بسوق الحميز ل (أخبار اليوم) إن الفترة الماضية شهدت ركودا كبيرا في سوق الأجهزة الكهربائية، لكن مع قدوم موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة وبدء انقطاع التيّار الكهربائي بدأت المبيعات تتحرّك بنسب كبيرة، وأوضح أن عددا كبيرا جدّا من محلاّت الأجهزة الكهربائية بالسوق اقتنت أجهزة بديلة عن انقطاع التيّار الكهربائي مثل مولّدات التيّار الكهربائي الحديثة التي تعمل دون أيّ صوت والكشّافات الضوئية التي تعمل لعدد طويل من الساعات، إضافة إلى المصابيح التي تظلّ مضيئة حتى بعد انقطاع التيّار الكهربائي. وتكرّر نفس المشهد تقريبا في سوق (دبي) في مدينة العلمة، وهو الأكبر من نوعه في الجزائر، حيث كشف أصحاب محلاّت مختصّة في بيع الأجهزة الكهرومنزلية ل (أخبار اليوم) عن تسجيل انتعاش كبير في المبيعات منذ نهاية شهر أفريل المنصرم، فيما نالت المصابيح المضيئة بعد انقطاع التيّار والكشّافات الضوئية نصيب الأسد من المبيعات بفعل توجّسات المواطنين من قدوم موسم الانقطاعات الكهربائية، حسب ما استنتجته ذات المصادر. وقال وزير الطاقة يوسف يوسفي مؤخّرا إن الجزائريين لن يعانوا مجدّدا من انقطاع التيّار الكهربائي بفعل الجهود التي تقوم بها الدولة في هذا المجال من أجل توفير هذه المادة من خلال بعث المشاريع المتعلّقة بالتوزيع وتوليد هذه المادة ونقلها، ما يسمح -حسبه- بالقضاء على المشكل نهائيا في آفاق 2017. من جانبه، أكّد المدير العام لمجمّع (سونلغاز) نور الدين بوطرفة أنه تمّت الاستفادة من عشرات المحوّلات الكهربائية الجديدة في إطار الإجراءات المتّخذة من طرف المديرية العامّة من أجل تحسين الخدمة المقدّمة في مجال توزيع الكهرباء استعدادا لفصل الصيف الذي يشهد ضغطا كبيرا على شبكة الكهرباء في السنوات الأخيرة تزامنا مع شهر رمضان المعظّم. لكن يبدو أن تجربة الجزائريين مع الانقطاعات المتكرّرة للكهرباء خلال المواسم الماضية جعلتهم لا يثقون في تطمينات المسؤولين ويسارعون إلى اقتناء آخر ما جادت به التكنولوجيا في المجال لعلّهم يقون أنفسهم وأهليهم ظلام صيف الجزائر 2015. وشهد صيف 2014 أزمة انقطاعات للكهرباء، خصوصا وأنه تزامن مع شهر رمضان الكريم أين يزيد الضغط، ولم تخلُ ذات الفترة من التذمّر الشعبي والاحتجاجات المتكرّرة للمواطنين على تدهور الخدمة المقدّمة في مجال توزيع الكهرباء، احتجاجات أخذت في بعض الأحيان طابعا عنيفا مثلما حدث في بعض بلديات الجزائر العاصمة، وهران والشلف.