بدأ البريطانيون الإدلاء بأصواتهم اليوم الخميس في انتخابات عامة تحتدم فيها المنافسة بشكل لم تشهده البلاد منذ عقود، حيث أظهر استطلاع للرأي قبل بدء الاقتراع تقدم حزب المحافظين بنقطة مئوية واحدة على حزب العمال. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها اليوم في الساعة السادسة صباحا بتوقيت غرينتش وتغلق في التاسعة مساء بالتوقيت نفسه. وتنشر نتائج الاستطلاعات بعد التصويت فورا، وتبدأ النتائج الأولية بالظهور قرب منتصف الليل، بينما يتوقع صدور النتائج النهائية بعد ظهر الجمعة. وكشف استطلاع أجراه مركز كومريس عن حصول حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ديفد كاميرون على 35% دون تغير عن نتائجه أول أمس الثلاثاء، مقابل 34% لحزب العمال المعارض بزعامة إد ميليباند، بزيادة نقطتين مئويتين عن النتائج السابقة.وأوضح الاستطلاع -الذي أجري لصالح قناة آي تي في نيوز وصحيفة ديلي ميل- أن نسبة التأييد لحزب الديمقراطيين الأحرار الشريك الأصغر في الحكومة الائتلافية الحالية لم تتغير، واستقرت عند 9%.وأشار إلى حصول حزب الاستقلال البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي على 12% بانخفاض نقطتين وحصول حزب الخضر على 4%.يأتي هذا فيما قالت صحيفة "ذا صن" البريطانية إن عدد مسلمي المملكة المتحدة من الممكن أن يتحكم في موزاين القوى في الانتخابات التشريعية البريطانية، الأسبوع المقبل. وأشارت الصحيفة إلى تقرير جمعية "هنري جاكسون" الذي أوضح أن المسلمين يمتلكون موازين القوى في واحد من أربعة مقاعد، مؤكدةً أن نتائج التقرير تكشف مدى التغير الذي يشهده المجتمع البريطاني.وأوضح التقرير أن أعداد المسلمين في دوائر المملكة المتحدة الانتخابية زادت بنسبة 25.2 %، بينما توقع التقرير أن يؤثر اليهود على 11 مقعدًا هامشيًا فقط.ومن جانبه، قال "آلان مندوزا"، مدير جمعية "هنري جاكسون"، إن الأقليات في بريطانيا كالمسلمين، والبوذيين واليهود قد يؤثرون بشكل كبير على نتائج الانتخابات خاصةً المقاعد الهامشية، وذلك حسب مكان الدوائر. يذكر، أن 68 % من الأقليات صوتت لصالح حزب العمال في الانتخابات التشريعية لعام 2010.ويدلي البريطانيون بأصواتهم في نحو خمسين ألف مركز اقتراع منتشرة في كافة أنحاء بريطانيا، وفي أماكن غير اعتيادية مثل الحانات والمنازل المتنقلة ومرائب السيارات. وتم تسليم أول صناديق الاقتراع إلى مناطق نائية من بريطانيا، مثل جزيرة راثلين قبالة السواحل الشمالية الشرقية لإيرلندا الشمالية.ويسير حزب المحافظين وحزب العمال كتفا بكتف في استطلاعات الرأي منذ أشهر، مما يشير إلى أنه لن يتمكن أي منهما من الفوز بما يكفي من المقاعد للحصول على أغلبية مطلقة في البرلمان المؤلف من 650 مقعدا.ومن بين سبعة استطلاعات للرأي نشرت في اليوم الأخير قبل الانتخابات، أظهرت ثلاثة تعادل الحزبين الرئيسيين. وأشارت ثلاثة استطلاعات أخرى إلى تقدم المحافظين بنقطة مئوية واحدة، وأظهر استطلاع واحد تقدم العمال بفارق نقطتين. وتوقع بيتر كيلنر خبير استطلاعات الرأي البارز من مركز يوغوف، أن يحصل حزب المحافظين على 284 مقعدا مقابل 263 للعمال و48 للقوميين الأسكتلنديين و31 للديمقراطيين الأحرار ومقعدين لحزب الاستقلال البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي ومقعد للخضر، و21 مقعدا للأحزاب في ويلز وإيرلندا الشمالية.ومع استبعاد فوز أي من الحزبين الكبيرين بأغلبية تؤهله لتشكيل حكومة قوية، وتزايد نفوذ الأحزاب الصغيرة، فإنه من المرجح أن تكون هذه الانتخابات مؤشرا على تقلص سياسة الحزبين التقليدية في بريطانيا، وصعود سياسة الأحزاب المتعددة المنتشرة في أوروبا.