تواصلت، صباح أمس الجمعة، عملية فرز أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية البريطانية التي شهدتها البلاد أول أمس الخميس ، فيما كشفت النتائج الأولية فوز حزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون بأكبر عدد من المقاعد، لكنه لم يحقق بعد الاغلبية المطلقة· وجاءت النتائج الأولية التي أظهرت تقدم حزب المحافظين على منافسيه حزب العمال بزعامة رئيس الوزراء جوردن براون والأحرار الديمقراطيين بزعامة نيك كليج بعد فرز نتائج أكثر من 500 دائرة انتخابية. وأظهرت النتائج الأولية واستطلاعات الرأي تقدم حزب المحافظين بفارق لا بأس به عن حزب العمال، حيث سيحصل على 305 مقاعد، ولكنها تقل عن حسم الأغلبية بواحد وعشرين مقعداً، حيث يبلغ عدد مقاعد مجلس العموم البريطاني إلى 650 مقعد· وفاز حزب العمال الذي يحكم بريطانيا منذ 13 عاما ب 225 مقعد، بينما سيحصل حزب الليبراليين الديمقراطي على 61 مقعداً· ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون، صباح أمس الجمعة، وفور إعلان النتائج الأولية ''من الواضح أن حكومة العمال خسرت التفويض لتحكم''، لكنه لم يعلن فوز حزبه بالانتخابات· أما رئيس الوزراء وزعيم حزب العمال جوردن براون، الذي جاء في المركز الثاني حسب النتائج الأولية، قال عقب إعلان فوزه في دائرته باسكتلندا ''أنه ملتزم بأن تكون هناك حكومة قوية أيا كانت نتائج الانتخابات النهائية''· وعدد براون إنجازات حكومته فيما فسره البعض على أنه اعتراف منه بنهاية فترة حكم حزبه· ولم يحقق حزب الديموقراطيين الأحرار الذي نال زعيمه نيك كليج شهرة واسعة في المناظرات التلفزيونية النتائج المأمولة ومازال نصيبه من المقاعد حتى الآن أقل مما كان عليه في الانتخابات الأخيرة· والعادة في بريطانيا أن يُمنح الحزب الذي يحصل على الأغلبية الفرصة الأولى لتشكيل الحكومة، وأن يصبح زعيمه رئيساً للوزراء، ولكن في حال لم يحصل أي حزب على الأغلبية، فإنه يحق لرئيس الوزراء القائم، وفي هذه الحالة جوردون براون، البقاء في منصبه وتشكيل الحكومة ومحاولة الحصول على الثقة في البرلمان· في غضون ذلك، تمكن حزب الخضر في بريطانيا من تحقيق إنجازه السياسي الأول التاريخي بعد أن حجز لنفسه مقعدا في البرلمان، وتفيد الأنباء أن الحزب فاز بمقعد له في البرلمان عن بلدة برايتون الساحلية في جنوبإنجلترا· وفازت كارولاين لوكاس زعيمة الحزب المدافع عن البيئة والعضو في البرلمان الأوروبي عن جنوب شرق إنجلترا بمقعد برايتون بافيليون· وقالت لوكاس وهي في قمة السعادة ''الليلة صنع سكان برايتون بافيليون التاريخ بانتخاب أول نائب برلماني من الخضر في بريطانيا''·وأضافت ''أشكركم جدا على أنكم قدمتم سياسة الأمل على سياسة الخوف، ويهتم الحزب بالقضايا البيئية، وقد خاض الانتخابات التي شاركت فيها أحزاب صغيرة مثل حزب ''الاحترام'' وهو مناهض للحرب، تتزعّمه المسلمة المحجبة سلمى يعقوب ويضم في صفوفه جورج جالاوي· وكان ملايين الناخبين البريطانيين ''قد أدلوا بأصواتهم فيما يعتقد أنها أكثر الانتخابات تنافسا منذ عام .1992 وتحتدم المنافسة في انتخابات 2010 بين حزب العمال الحاكم بزعامة رئيس الوزراء الحالي جوردون براون وحزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون وحزب الديمقراطيين الأحرار بزعامة نيك كليج· وفتح أكثر من 42 ألف مركز اقتراع أبوابها، أول أمس الخميس، في السابعة صباحا بالتوقيت المحلي لاستقبال أكثر من 45 مليون ناخب، حيث استمر التصويت حتى العاشرة مساء· وصوت المقترعون لاختيار نواب البرلمان إضافة إلى ممثلي المجالس البلدية في 164 سلطة محلية في إنجلترا· وجرت الانتخابات العامة في 649 دائرة انتخابية تنافس فيها أكثر من 4100 مرشح·