في محاولة جادة منهم لمساعدة الفقراء والمحتاجين في بلدهم، انضم عشرات المليارديرات الأمريكيين، لحملة "تعهد بالعطاء" التي تهدف إلى إقناع المئات من المليارديرات الأمريكيين بالتبرع بمعظم ثرواتهم خلال حياتهم أو بعدها، ومن ثم جمع حوالي 600 مليار دولار أمريكي إجمالا في ختام هذه الحملة. وحتى الآن، انضم 57 مليارديرا من جميع أنحاء أمريكا للحملة التي أطلقها "بيل جيتس" مؤسس ميكروسوفت، و"وارن بافيت" رجل الأعمال الشهير في جوان الماضي، وكلاهما يعتبر من أغنى المليارديرات في الولاياتالمتحدة. ويقول "بافيت" الذي تتجاوز ثروتُه 47 مليار دولار، في بيان على موقع الحملة الإلكتروني: "تعهُّدي هو أن أوجِّه أكثر من 99% من ثروتي للأعمال الخيرية خلال حياتي أو بعد موتي". وعلي نفس خطى بافيت، قدم الملياردير بيل غيتس وزوجته "ميليندا" تعهدًا مماثلا، وتقدر ثروة غيتس بنحو 54 مليار دولار أمريكي. ومؤخراً انضم 17 شخصا من أغنى المليارديرات فى الولاياتالمتحدة إلى حملة "تعهد بالعطاء"، من بينهم مارك زوكربيرغ (26 عاما) مؤسس موقع فيسبوك الاجتماعي، الذي يعد أصغر ملياردير في العالم ويحتل المرتبة 35 في قائمة أغنى 400 شخص في الولاياتالمتحدة حيث قدرت ثروته بحوالى 6,9 مليارات دولار تعهد بالتبرع بنصفها. ومن بين الذين تعهدوا أيضا عمدة مدينة نيويوركالأمريكية مايكل بلومبرغ الذي يحتل المرتبة العاشرة في قائمة أغنياء أمريكا، والقطب الإعلامي ومؤسس شبكة "سي إن إن" تيد تيرنر، فضلا عن الخبير المالي كارل إيكان، ومؤسس شركة أمريكا أون لاين "ستيف كيس". وتطلب الحملة من أصحاب المليارات الأمريكيين التبرع بنصف ثرواتهم على الأقل في حياتهم أو بعد وفاتهم والإفصاح عن نواياهم في خطاب يفسرون فيه قرارهم. ولا يتضمن التعهد عقدا قانونيا ملزما، ولا يقبل القائمون علي الحملة أموالا بل يطلب من المنضمين للحملة تقديم التزام أخلاقي فقط بتخصيص ثرواتهم أو جزء منها لأعمال الخير من خلال بيان صحفي، ويحق للمتبرع اختيار الجهة التي يريد أن يمنحها هذه التبرعات. وفقا لمجلة فوربس، هناك أكثر من 400 ملياردير في الولاياتالمتحدة، التي لديها النصيب الأكبر في قائمة أثرى الأثرياء في العالم. رد الجميل ويؤكد الأثرياء الذين انضموا لحملة "تعهد عطاء" أنهم يسعون لرد الجميل لمجتمعاتهم، وأيضا تعزيز ثقافة العمل الخيري. ويقول "ديفيد جرين" مالك سلسلة "هوبي لوبي جرين ستورز"، وابن الواعظ الفقير (المبشر) الذي طالما كان داعما كبيرا للمؤسسات الخيرية المسيحية: " فكرة رد الجميل طالما شغلت جزءا كبيرا من حياتي". ويضيف جرين "لقد حباني الله بعائلة رائعة، وعمل ناجح وموظفين مهرة، فأنا لا أنظر لكل هذه النعم بلامبالاة، لذا يشرفني الانضمام إلي هذه الفكرة الرائعة". ومن بين محبي الخير أيضا أثرياء أمريكيون من أصول مهاجرة يريدون أيضا رد الجميل لمجتمعاتهم. وتقول الممثلة ميشيل تشان التي تنحدر من أصول صينية: "أمريكا كانت أرض الفرص بالنسبة لنا، كما حدث لكثير من المهاجرين، فنحن فخورون بأن نكون مواطنين أميركيين ونريد أن نرى بلدنا قويا، وأن نرد الجميل له". ويعد مارك زوكربيرغ مؤسس موقع فيسبوك الاجتماعي -أصغر مليارديرات الولاياتالمتحدة سنا- واحدا من الذين انضموا لحملة "تعهد بالعطاء"، وفي بيانه الذي أعلن فيه انضمامه للحملة، شجع زوكربيرغ الشباب الأثرياء على أمريكا أن يردوا الجميل لبلدهم. وقال زوكربيرغ: "الناس ينتظرون طويلا في حياتهم المهنية الناجحة لرد الجميل لبلدهم ومجتمعهم، ولكن لماذا الانتظار عندما يكون هناك الكثير الذي يمكننا بالفعل القيام به؟". وحسب مجلة فوربس يوجد في الولاياتالمتحدة 400 ملياردير، وإذا نجحت خطة غيتس وبافيت في إقناع هؤلاء الأثرياء بالتنازل عن نصف ثرواتهم، وهو المرجح حدوثه، فإن حجم الأموال التي ستذهب لأعمال الخير قد يبلغ 600 مليار دولار. وبات أثرياء الولاياتالمتحدة محل سخط الرأي العام الأمريكي وانتقادات سياسيين منذ الأزمة المالية التي ضربت الولاياتالمتحدة والعالم عام 2008، وقد تساعد هذه الحملة في تحسين صورتهم بين الأمريكيين، بحسب وسائل إعلام أمريكية. الجدير بالذكر أن عددا ليس بالقليل من الجامعات والمستشفيات في أوروبا والولاياتالمتحدة، تم بناؤه بأموال وقفية أو من تبرعات المقتدرين، لكن ممارسات بعض المليارديرات الأمريكيين ساهمت في تفاقم الأزمة المالية بالولاياتالمتحدة بل وفي نشوبها أيضا، كما تؤكد تقارير صحفية ودراسات أمريكية. * مؤخراً انضم 17 شخصا من أغنى المليارديرات فى الولاياتالمتحدة إلى حملة "تعهد بالعطاء"، من بينهم مارك زوكربيرغ (26 عاما) مؤسس موقع فيسبوك الاجتماعي، الذي يعد أصغر ملياردير في العالم ويحتل المرتبة 35 في قائمة أغنى 400 شخص في الولاياتالمتحدة حيث قدرت ثروته بحوالى 6,9 مليارات دولار تعهد بالتبرع بنصفها. * من بين الذين تعهدوا أيضا عمدة مدينة نيويوركالأمريكية مايكل بلومبرغ الذي يحتل المرتبة العاشرة في قائمة أغنياء أمريكا، والقطب الإعلامي ومؤسس شبكة "سي إن إن" تيد تيرنر، فضلا عن الخبير المالي كارل إيكان، ومؤسس شركة أمريكا أون لاين "ستيف كيس".