وسط صمت حكومي مطبق، ارتفعت معدلات الجثث مجهولة الهوية في العاصمة العراقية بغداد وبعض مناطق محافظة ديالى شرقي البلاد. أشار مدير شرطة الكرخ اللواء علي الحكيم إلى أنه تم العثور على ست عشرة جثة، في مناطق متفرقة من بغداد قتلت رمياً بالرصاص، ملقاة في مكبات للنفايات وساحات عامة، بينما عثر على تسع جثث وجدت من قبل مواطنين في حي أور بمدينة الصدر. وأضاف الحكيم أن (الجثث بدت عليها علامات تعذيب وإطلاق رصاص في الرأس، في حين عثر أيضاً على إحدى عشرة جثة في منطقة الشعلة شمال غربي بغداد بينهم رجل دين)، موضحا أن (ثلاث جثث أخرى وجدت في حي العامل وسط بغداد لشبان يدعي ذووهم أنهم اعتقلوا من قبل عناصر مسلحة مجهولة ترتدي زياً عسكرياً قبل يومين خلال عملية دهم نفذت في المنطقة نفسها)، لافتاً أن )غالبية الضحايا ينتمون للطائفة السنّية). في السياق نفسه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، علي الرديني إن مستشفى الكاظمية العام استلم خلال الثمانية والأربعين ساعة الماضية خمس عشرة جثة مجهولة الهوية بدت عليها علامات تعذيب واضحة وكانت معصوبة الأعين ومكبلة الأيدي. وأكّد الرديني أن (المستشفيات في بغداد باتت تستقبل بشكل شبه يومي جثثاً مجهولة الهوية، يتم التعرف عليها بعد ساعات من قبل ذويهم أو معارفهم أو الشرطة)، مضيفا أن (ثلاجة حفظ الموتى تكتظ بالجثث المجهولة التي تكدست طيلة الأيام الماضية ولم يصل ذووهم إليها). واتهم رئيس منظمة (السلام العراقية) المعنية بحقوق الإنسان محمد علي مليشيات منظمة تحظى بدعم حكومي بالوقوف وراء عمليات القتل وانتشار الجثث المجهولة، قائلا إن (الظاهرة القديمة الجديدة عادت بقوة بعد إطلاق الحكومة يد المليشيات في بغداد من دون رقيب). ولفت علي إلى أن (الجثث يعثر عليها في مناطق تعد معاقل للمليشيات الشيعية المتطرفة وجميع الضحايا هم من العراقيين السنّة، حيث يتم اعتقال المليشيات لهم على مرأى ومسمع من قوات الأمن، ليقتلوا بعد يوم أو يومين من الاعتقال ثم تلقى جثثهم في مكب النفايات والساحات العامة). من جهتها، أكّد عضو (تحالف القوى الوطنية) عن محافظة ديالى النائبة غيداء كمبش، أن عودة الجثث المجهولة الهوية سواء في بغداد وديالى إلى مسرح الأحداث، مؤشر خطر على الأمن الداخلي. وقالت كمبش إن (ديالى شهدت في الأسابيع الماضية العثور على عشرات الجثث المجهولة كان آخرها في منطقة الوجهية الأمر الذي يستدعي وقفة عاجلة من قبل الحكومة المحلية والقوات الأمنية من أجل تطويق الأمر ومواجهة من يقومون بهذا العمل الإجرامي). كما طالبت القيادات الأمنية العليا في بغداد بضرورة الانتباه لملف المحافظة واتخاذ ما يلزم من قرارات لتدعيم الاستقرار الداخلي، موضحة (أن هناك قلقاً حقيقياً في ديالى بعد سلسلة الخروقات الأمنية الأخيرة مُجددا). واتهم كمبش الحكومة المركزية بضعف أجهزتها الأمنية أمام المليشيات التي باتت لها اليد المسيطرة في الدولة، وتوغلها بشكل كبير مما صعب على حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي مواجهتها والاصطدام معها، خشية سحب الدعم عنه وعن القوات الأمنية التي تخوض معارك شرسة مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).