مع بداية موسم الأمطار تبدأ معاناة سكان الأحياء الفوضوية مع تلك الأوحال التي يتسبب فيها تساقط الأمطار مما اجبر سكانها على الاهتداء إلى حلول من شانها أن تخفف عنهم ذلك الإزعاج الذي تسببه الأوحال والأتربة وكذا الطين المتراكم بالقرب من سكناتهم الفوضوية مما جعلهم يعيشون حياة غير عادية وسط تلك الأوحال التي يجبرون على اجتيازها والعبور وسطها في كل يوم وان كان الحال يسيرا بعض الشيء في مواسم الحر بالنظر إلى جفاف تلك الأوحال، فانه يستعصى تحمل تلك الأوحال في موسم الأمطار بالنظر إلى استعصاء العبور بمحاذاتها. ذلك ما دفع اغلب سكان تلك الأحياء إلى الاهتداء إلى حلول من شانها أن تخفف بعض الشيء من معاناتهم مع تلك الأتربة المتناثرة هنا وهناك والتي تزيد الأمطار حالتها سوءا خاصة وان تلك الأحياء تنعدم فيها أدنى المرافق الضرورية التي تضمن العيش الهنيء، اقتربنا من بعض تلك الأحياء المنتشرة عبر العاصمة على غرار عين النعجة، السمار... لنرصد معاناتهم التي تتنوع حسب الفصول فبعد الحر الذي تبعثه الأسقف المشكَّلة من الزنك والتي تضاعف من حرارة المناخ، يجدون أنفسهم في الشتاء في مواجهة خطر الفيضانات وكذا الحر الذي يتحول إلى صقيع إلى جانب تلك الأوحال المتراكمة أمام البيوت القصديرية والتي يتعذر بسببها العبور بعد تهاطل الأمطار.ما لاحظناه أثناء زيارتنا إلى بعض تلك الأحياء هي المعاناة التي يتكبدها هؤلاء السكان وأطفالهم مع بداية فصل الشتاء الذي يكون أصعب مقارنة مع فضل الصيف لاسيما وان خطر الفيضانات وتسرُّب المياه إلى بيوتهم يهددهم في كل لحظة خاصة تلك المتواجدة بمحاذاة الوديان والتي يسهل تعرُّضها إلى فيضانات في أي وقت. تقربنا من بعض المواطنين الذين أبانوا غيظهم خاصة وأنهم لا ينعمون بحياة مثل تلك التي ينعم بها الآخرون هم وفلذات أكبادهم الذين يعتبرون الضحية الأولى لتلك الظروف المزرية، ذلك ما عبر عنه مواطن من عين النعجة الذي قال انه يأسف كثيرا لرؤية تلك مناظر هؤلاء الأطفال في كل صباح وهم يتحدون الظروف، ويصارعون تلك الأوحال من اجل الذهاب إلى المدرسة وان وجد هؤلاء الحل في الأحذية الشتوية البلاستيكية فإن آخرين لا يليق بهم لبسها كونها لا تتوافق مع بعض الوظائف ذلك ما اجبر البعض على التزود بحذاءين احدهما قديم والآخر جديد ليقطعوا مسافة الأوحال بالقديم ويستبدلونه بالجديد في طريقهم إلى العمل والدراسة، وهناك من راح إلى الاستنجاد بالأكياس البلاستيكية ليتخلص منها مباشرة بعد ركوب الحافلة من اجل التوجه إلى العمل وهكذا دواليك إلى غاية انتهاء فصل الشتاء الذي لا يمر بسلام على سكان الأحياء الفوضوية، وحبذا لو تأخذ السلطات بيدنا وتخرجنا من تلك المعاناة التي دامت لسنوات عدة وسئمنا منها كثيرا في جميع الفصول وليس في فصل الشتاء فقط باعتباره الفصل الذي تتضاعف فيه معاناة الأحياء الفوضوية.