قرّر الأساتذة المتعاقدون تنظيم وقفات احتجاجية دورية انطلاقا من الأسبوع الأوّل من العطلة الشتوية، لتضاف إلى مسلسل الاعتصامات والاحتجاجات الماضية التي اعتاد عليها هؤلاء منذ حوالي سنتين للمطالبة بحقوقهم المهنية والاجتماعية التي أكّدوا أنها هضمت بالرغم من أحقيتهم لها، خاصّة وأن أغلبهم همّش وأقصي من المسابقة الخاصّة بالأساتذة، والتي نظّمتها بحر هذه السنة وزارة التربية بحجّة عدم تكافؤ الاختصاص التعليمي ومسابقة التوظيف المطلوبة بالرغم من الخبرة المهنية التي يمتلكها هؤلاء· قرار الاحتجاج هذا من طرف هؤلاء الأساتذة جاء تنديدا منهم على عدم اعتماد الخبرة المهنية في مسابقة التوظيف الماضية، في إشارة منهم إلى التشكيك في نتائج المسابقة التي حملت أسماء متخرّجين جدد. وقد طالب هؤلاء في هذا الصدد السلطات المعنية بإيفاد لجنة تحقيق حول نتائج مسابقات الوظيف العمومي الخاصّة بالأساتذة. وفي السّياق ذاته، كانت مريم معروف النّاطقة الرّسمية للمجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين المنضوي تحت لواء النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية قد كشفت في تصريح سابق ل أخبار اليوم عن حوالي 7 آلاف أستاذ متقاعد في قطاع التربية تمّ تسريحهم منذ بداية السنة الدراسية الحالية، مشيرة إلى أن ذلك جاء بالموازاة مع الإفراج عن نتائج مسابقات التوظيف، ممّا أدّى إلى عدم تجديد عقود هؤلاء، ما خلق توتّرا وسط هؤلاء الذين قرّروا الاحتجاج من أجل إظهار رفض الأساتذة المتعاقدين للمنطق المطبّق من طرف وزارة التربية خاصّة في مشكل الشهادات المطلوبة في المسابقة المعلن عنها مؤخّرا، وأنهم سيستمرّون في مثل هذه الوقفات إلى غاية إيجاد حلّ لهم، خاصّة وأن أغلبهم لم يقبل في المسابقة الماضية في الوقت الذي رفض فيه إدماجهم بالرغم من الخبرة المهنية التي اكتسبها هؤلاء، والتي تفوق ال 5 سنوات عند العديد منهم· وقد عبّر العديد من الأساتذة المتعاقدين على مستوى بعض المؤسسات التربوية التابعة للطور الابتدائي عن تذمّرهم واستيائهم الشديد بسبب امتناع مديريات التربية عن تجديد عقودهم وذلك على خلفية إلغاء شهادات الليسانس التي تحصّلوا عليها فيما سبق من المنشور الوزاري الجديد بعدما أضحت غير مدرجة ضمن الشروط الجديدة المطلوبة في مسابقات التوظيف المتعلّقة بأساتذة الطور الابتدائي. وكان العديد من الأساتذة قد استهجنوا قرار إلغاء شهادات الليسانس خلال تصريحاتهم السابقة في بعض التخصّصات التي تمّ إلغاؤها من مسابقات توظيف أساتذة التعليم الابتدائي، واصفين في الوقت ذاته الإجراءات الجديدة تلك ب التعسّفية والمجحفة في حقّهم، خاصّة وأن أغلبهم قضى مدّة تتجاوز الخمس سنوات كخبرة مهنية في مجال التعليم ممّا يدفعهم ذلك إلى أن يتمّ تجديد عقودهم أو إدماجهم ضمن المسابقة الماضية في ال 20 من شهر أوت الماضي. كما كشف هؤلاء الأساتذة أمثال التابعين لمديرية التربية لولاية تيبازة على سبيل المثال عن رغبتهم الشديدة في الاستمرار في عملهم، وبالتالي ضرورة تجديد عقودهم خاصّة بعد الخبرة الطويلة التي اكتسبوها طيلة مدّة عملهم كمدرسين، معبّرين في الوقت ذاته عن تأسّفهم للقرار في حال عدم النّظر فيه، خاصّة وأن الإجراءات الجديدة مسّت الحاصلين على شهادة الليسانس في التخصّصات التي تمّ إلغاؤها من مسابقات التوظيف الابتدائي أهمّها العلوم الاقتصادية، علوم التسيير، العلوم القانونية وغيرها من التخصّصات الأخرى دون ذكر تخصّص الصحافة فرع سمعي بصري وصحافة مكتوبة وهي التخصّصات التي تمّ إلغاؤها في السنوات الماضية، ممّا أحدث ضجّة بين أوساط المتخرّجين الذين عبّروا آنذاك عن امتعاضهم لمثل هذه الإجراءات التي تفاجئ أصحاب القطاع وحتى المتخرّجين أصحاب الشهادات العليا في كلّ مرّة، والذين لم يهضموا مثل هذه الإقصاءات التي تشمل فروعا دون أخرى· وقد أثارت هذه الإجراءات الأخيرة استياء وغضب الأساتذة المتعاقدين الذين احتجّوا مرارا أمام مقرّ الوظيف العمومي ردّا على القرارات التي وصفوها ب غير المنطقية وغير المدروسة، والتي قضت على مستقبلهم المهني طيلة تلك الفترة المذكورة سالفا دون أن يتمكّنوا من الحصول على حقوقهم التي ذهبت في مهبّ الرّيح في الوقت الذي كان ينتظر فيه هؤلاء التثبيت أو إدماجهم في مناصبهم كونهم هم الأولى بها أو حتى تمكّنهم من المشاركة في المسابقات المخصّصة للتعليم·