عاد الأساتذة المتعاقدون من جديد أمس إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقرّ الوظيف العمومي، تضاف إلى مسلسل الاعتصامات والاحتجاجات الدورية التي اعتاد عليها هؤلاء منذ حوالي سنتين للمطالبة بحقوقهم المهنية والاجتماعية التي أكّدوا أنها هضمت بالرغم من أحقيتهم لها، خاصّة وأن أغلبهم همّشوا وأقصيوا من المسابقة الخاصّة بالأساتذة، والتي نظّمتها مؤخّرا وزارة التربية بحجّة عدم تكافؤ الاختصاص التعليمي ومسابقة التوظيف المطلوبة بالرغم من الخبرة المهنية التي يمتلكها هؤلاء· وأكّدت المكلّفة بالإعلام لدى المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين مريم معروف أن احتجاجهم اليوم المنظّم من طرف رؤساء المكاتب الولائية جاء من أجل إظهار رفض الأساتذة المتعاقدين للمنطق المطبّق من طرف وزارة التربية، خاصّة فيما يتعلّق بمشكل الشهادات المطلوبة في المسابقة المعلن عنها مؤخّرا، وتضيف أن احتجاجهم سيستمرّ إلى غاية إيجاد حلّ لهم، خاصّة وأن أغلبهم لم يقبلوا في المسابقة الماضية في الوقت الذي رفض فيه إدماجهم بالرغم من الخبرة المهنية التي اكتسبوها، والتي تفوق ال 5 سنوات عند العديد منهم· وقد عبّر العديد من الأساتذة المتعاقدين على مستوى بعض المؤسسات التربوية التابعة للطور الابتدائي عن تذمّرهم واستيائهم الشديد بسبب امتناع مديريات التربية عن تجديد عقودهم، وذلك على خلفية إلغاء شهادات اللّيسانس التي تحصّلوا عليها فيما سبق من المنشور الوزاري الجديد بعدما أضحت غير مدرجة ضمن الشروط الجديدة المطلوبة في مسابقات التوظيف المتعلّقة بأساتذة الطور الابتدائي· وكان العديد من الأساتذة قد استهجنوا قرار إلغاء شهادات اللّيسانس خلال تصريحاتهم السابقة في بعض التخصّصات التي تمّ إلغاؤها من مسابقات توظيف أساتذة التعليم الابتدائي، واصفين في الوقت ذاته الإجراءات الجديدة تلك ب التعسّفية والمجحفة في حقّهم، خاصّة وأن أغلبهم قضوا مدّة تتجاوز الخمس سنوات كخبرة مهنية في مجال التعليم ممّا يدفعهم إلى أن يتمّ تجديد عقودهم أو إدماجهم ضمن المسابقة الماضية في ال 20 من شهر أوت الماضي· وقد كشف هؤلاء الأساتذة أمثال التابعين لمديرية التربية لولاية تيبازة على سبيل المثال عن رغبتهم في الاستمرار في عملهم،ّ وبالتالي ضرورة تجديد عقودهم، خاصّة بعد الخبرة الطويلة التي اكتسبوها طيلة مدّة عملهم كمدرّسين، معبّرين في الوقت ذاته عن تأسّفهم للقرار في حال عدم النّظر فيه، خاصّة وأن الإجراءات الجديدة مسّت الحاصلين على شهادة اللّيسانس في التخصّصات التي تمّ إلغاؤها من مسابقات التوظيف الابتدائي أهمّها العلوم الاقتصادية، علوم التسيير، العلوم القانونية وغيرها من التخصّصات الأخرى دون ذكر تخصّص الصحافة فرع سمعي بصري والصحافة المكتوبة، وهي التخصّصات التي تمّ إلغاؤها في السنوات الماضية ممّا أحدث ضجّة بين أوساط المتخرّجين الذين عبّروا آنذاك عن امتعاضهم لمثل هذه الإجراءات التي تفاجئ أصحاب القطاع وحتى المتخرّجين أصحاب الشهادات العليا في كلّ مرّة، والذين لم يهضموا مثل هذه الإقصاءات التي تشمل فروعا دون أخرى بالرغم من أن العديد من الأساتذة مقبولون· وقد أثارت هذه الإجراءات الأخيرة استياء وغضب الأساتذة المتعاقدين الذين احتجّوا أمس أمام مقرّ الوظيف العمومي ردّا على القرارات التي وصفوها ب غير المنطقية وغير المدروسة، والتي قضت على مستقبلهم المهني طيلة تلك الفترة المذكورة سالفا دون أن يتمكّنوا من الحصول على حقوقهم التي ذهبت في مهبّ الرّيح في الوقت الذي كان ينتظر فيه هؤلاء التثبيت أو إدماجهم في مناصبهم كونهم هم الأولى بها·