هاجم تسجيل منسوب لعزت الدوري، الرجل الثاني في النظام العراقي السابق، تنظيم الدولة، كما عبر عن دعمه للعمليات العسكرية لقوات التحالف الدولي ضد الحوثيين في اليمن، رغم تقارير إعلامية عراقية تحدثت عن مقتله في وقت سابق. من جانبها قالت وزارة الصحة العراقية إنها لم تحصل حتى الآن على مطابقة للحمض النووي لعزت الدوري؛ لمقارنتها بعينة من جثة يعتقد أنها تعود للدوري. وفي تسجيل صوتي بثه تلفزيون (التغيير) المقرب من حزب البعث ومقره عمان، يوم الجمعة، قال الدوري إن ما يجري في العراق بمنزلة (احتلال فارسي للبلاد تحت غطاء ديني ضيق). وتحدث الدوري في الكلمة المنسوبة له، عن دخول قوات الحشد الشعبي لمنطقة "النخيب" في محافظة الأنبار (غرب)، وهو ما تداولته الأنباء في 5 ماي الجاري، مما يدل على أن الكلمة حديثة نسبيا. وفي 18 أفريل الماضي، أعلن التلفزيون العراقي الرسمي، أن الدوري قتل خلال مواجهات القوات الأمنية والحشد الشعبي (مليشيات شيعية متحالفة مع الحكومة)، مع مسلحين في منطقة حمرين، بالقرب من حقول علاس، شرقي محافظة صلاح الدين (شمال). بائع للثلج الدوري، المولود عام 1942، ينحدر من بلدة الدور من فخذ البو حربة وهي جزء من عشيرة المواشط في الدور، القريبة من تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، التي ينحدر منها أيضا صدام حسين، الذي حكم العراق منذ عام 1968 حتى الإطاحة به عام 2003، وتزوج عزت الدوري من خمس نساء، وله من الأبناء 11 ابنا و13 بنتا، ويكنى (أبو أحمد) نسبة إلى ابنه البكر أحمد. أخفق الدوري في إكمال دراسته الابتدائية في بغداد ولجأ إلى العمل كبائع للثلج، ثم انخرط لاحقا بصفوف حزب البعث العربي الإشتراكي الحاكم في ذلك الوقت، ثم بعد سنوات أصبح عضوا بارزا في القيادة القطرية للحزب الذي يقوده صدام حسين. واعتقل الدوري عدة مرات كان أطولها منذ عام 1963 إلى عام 1967، حيث أفرج عنه في ثورة شهر جويلية عام 1968، التي أطاحت بنظام الرئيس عبد الرحمن عارف، ليتولى حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة في البلاد. وعقب تولي صدام حسين رئاسة العراق عام 1979 عين الدوري في منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، ليصبح الدوري الرجل الثاني في العراق منذ ذلك الوقت . وبرز الدوري في المحافل الدولية خلال المفاوضات العراقية الكويتية لحل المشاكل الحدودية بين البلدين، قبل الغزو العراقي للكويت، عام 1990. وإبان حرب الخليج الثانية عام 1991 شغل الدوري منصب النائب العام لقائد القوات المسلحة، كما كان وزيرًا الزراعة والداخلية، وفي افريل 2003، أسند صدام حسين إليه مهمة القيادة العسكرية للمنطقة الشمالية قبيل الغزو الأمريكي. قائد للمقاومة العراقية وعقب سقوط بغداد في يد القوات الأمريكية يوم 9 افريل 2003، اختفى صدام ورموز نظامه، وفي مقدمتهم الدوري، وتردد أنهم يعملون ل(مقاومة الاحتلال) من (تحت الأرض). ورصدت واشنطن 10 ملايين دولار مكافأة لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقال الدوري أو قتله، وصنفته حينها بأنه المطلوب السادس على قائمتها لرموز نظام صدام حسين. وبرز الدوري كقائد ل"المقاومة العراقية"، بعدما ألقت القوات الأمريكية القبض على صدام حسين في ديسمبر 2003، إذ نصبه حزب البعث العربي الاشتراكي، زعيما له خلفا لصدام حسين. ومنذ ذلك الحين، قاد الدوري جناحا عسكريا لقتال القوات الأمريكية التي وصفها، ب(الغزاة)، فيما هاجم في تسجلات صوتية له الحكومات المتعاقبة التي قادها سياسيون شيعة، واعتبرها امتدادا للتمدد (الصفوي الإيراني). وفي نوفمبر 2005 أعلن حزب البعث العراقي عن وفاة الدوري، وهو ما نفاه الحزب ذاته لاحقا. وفي عام 2009، أعلن الدوري تشكيل (جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني) المكونة من تحالف القيادة العليا للجهاد والتحرير وجبهة الجهاد والخلاص الوطني، التي انبثق عنها لاحقا تنظيم الطريقة النقشبندية الذي نشط في محافظتي صلاح الدين وكركوك (شمال). ومنذ خلافته لصدام حسين، اعتاد الدوري الخروج بين وقت وآخر على العراقيين بتسجيلات صوتية أو مصورة، كان أبرزها العام الماضي عندما وجه التحية لتنظيمي داعش والقاعدة عقب سيطرة داعش على الموصل (شمالي العراق)، معتبرا أن ما حصل "ثورة ضد الاستعمار الصفوي"، وقال إن (تحرير بغداد بات قاب قوسين أو أدنى). وظهر الدوري في آخر تسجيل مصور له في حانفي 2013، وأعلن خلاله تأييده لموجة الاحتجاجات التي شهدتها المحافظات السُنية ضد سياسة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، الذي رأس الحكومة من 2006-2014. بينما كان تسجيل صوتي للدوري يوم 6 أفريل الماضي، ونقلته عدة مواقع للتواصل الاجتماعي، ورحب فيه بعمليات تحالف (عاصفة الحزم)، الذي كانت تقوده السعودية في اليمن من 26 مارس الماضي حتى 21 أفريل الجاري، معتبرا أنه (عودة قوية للقومية العربية لوقف المد الإيراني في العراق والمنطقة، كما دعا إلى محاربة تنظيم داعش). ودعا الدوري في تسجيله الصوتي، النظام السوري (لترك الحكم من أجل وحدة سوريا والقضاء على إرهاب داعش)، كما وجه انتقادات حادة لرئيس الوراء العراقي حيدر العبادي.