رد لويس إنريكي بطريقة جميلة وحضارية على المشككين في قدراته حول إمكانية إعادة قطار البارسا إلى السكة الصحيحة، بعد أن خرج الموسم الماضي صفر اليدين، كما هو الحال لفريق الريال هذا الموسم، حيث حصد إنريكي أول أمس أولى ألقاب برشلونة هذا الموسم، وأي لقب (الليغا) على حساب الغريم الأبدي الريال بفارق أربع نقاط كاملة. وتوقع القليلون أن يقترب لاعب الوسط السابق لبرشلونة ومنتخب إسبانيا والبالغ من العمر 45 عاما، من معادلة الإنجاز التاريخي لزميله السابق بيب غوارديولا الذي حقق الثلاثية في أول موسم له مع الفريق 2008-2009. دوري الأبطال هدف إنريكي بات العملاق الكتالوني أول فريق إسباني يفوز بلقب دوري أبطال أوروبا إضافة للقبي الدوري والكأس المحليين في موسم واحد وهو شيء لم يستطع أي فريق آخر بما ذلك الغريم ريال مدريد تحقيقه. وصعد برشلونة إلى نهائي أحدث نسخة من دوري أبطال أوروبا حيث سيلاقي يوفنتوس الإيطالي. وسيسعى برشلونة لنيل لقبه القاري الخامس بعد أن أطاح ببايرن ميونيخ الألماني بقيادة مدربه بيب غوارديولا 5-3 في مجموع مباراتي الدور قبل النهائي. إنريكي مرشح لانتزاع كأس إسبانيا قبل خوضه للنهائي الذي سيقام في برلين في السادس من جوان المقبل يمكن لبرشلونة أن يعزز رقمه القياسي الذي يشمل نيله 27 لقبا على صعيد منافسات كأس الملك عندما يواجه اتليتيك بيلباو في النهائي الذي سيقام في نو كامب في الثلاثين من ماي الحالي. وأثبت قرار النادي الجريء باستكمال المغامرة التي بدأها مع غوارديولا بالتعاقد مع لويس إنريكي نجاحا كبيرا بغض النظر عما سيحدث من الآن وحتى نهاية الموسم. إنريكي عوض مارتينو في ظروف جد صعبة تولى لويس إنريكي المسؤولية خلفا لجيراردو مارتينو عقب إنهاء برشلونة لموسم 2013-2014 بدون الفوز بأي لقب كبير لأول مرة خلال ست سنوات ليتم الإطاحة بالمدرب الأرجنتيني. ومر لويس إنريكي بنفس مسار غوارديولا حيث تولى تدريب الفريق الثاني ببرشلونة بينما تم ترقية زميله السابق ليتولى تدريب الفريق الأول. ويعد غوارديولا أحد عظماء النادي وموهبة محلية فذة كما يشكل بطلا في كتالونيا بينما جاء لويس إنريكي من مدينة خيخون التابعة لمنطقة استورياس وأمضى فترة أيضا في ريال قبل أن ينضم لبرشلونة. وكان هذا يعني أنه يجب على لويس إنريكي أن يبذل قصارى جهده في الملعب ليفوز بدعم جماهير برشلونة وكان يحب عليه أيضا أن يقوم بهذا كمدرب على جانب الملعب في واحد من أكثر المناصب ضغطا على الأعصاب على صعيد الرياضة. ونال لويس إنريكي الإشادات كلاعب بسبب روحه القتالية وقدراته البدنية وعينه الجيدة على المرمى. وعقب فترة ناجحة مع الفريق الثاني لبرشلونة تعرضت مسيرته لاهتزاز مع روما الذي ينافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي قبل أن يقود سيلتا فيغو لنيل المركز التاسع في دوري الدرجة الأولى الإسباني في نهاية رائعة للموسم بالنسبة للفريق. شخصيته الصارمة وراء تأزم علاقته مع وسائل الإعلام تسببت شخصيته الصارمة في بعض الأحيان في تأزم علاقته مع وسائل الإعلام وأدت مساعيه للسيطرة على تشكيلة الفريق إلى نشوب خلاف بينه وبين النجم ليونيل ميسي قرب نهاية العام الماضي. إلا أن الجميع تناسى كافة المشكلات مع احتفال اللاعبين والطاقم الفني بالفوز باللقب أمس في ملعب كالديرون. وكان من الرائع أن يضمن برشلونة لقبه الخامس في الدوري الإسباني خلال سبع سنوات عندما لعب على أرض المدافع عن اللقب الذي فاز بالدوري موسم 2013-2014 بتعادله على استاد نو كامب في الجولة الأخيرة للموسم الماضي.