بعد أن لقيت عجوز (74 سنة) حتفها في انهيار بناية قديمة بداية الأسبوع بحي ”مصطفى جواب” بالقصبة (الجزائر العاصمة)، وأصيب حفيداها البالغان 8 و10 سنوات بجروح بليغة، دعا الديوان الوطني للملكيات الثقافية المهنية المحمية عبر ”المساء” الجهات المهنية للتدخل وإنقاذ سكانها من خطر الموت تحت أنقاض البنايات الهشة خصوصا مع حلول فصل الشتاء. دعا مصدر مسؤول من الديوان الوطني للملكيات الثقافية المهنية المحمية مصالح ولاية الجزائر إلى التعجيل بترحيل الساكنين بالقصبة إلى مساكن لائقة وتخليصهم من الخطر المحدق بهم، واسترجاع ممتلكاتهم لجعلها قطبا سياحيا بالعاصمة، خاصة وأن القصبة مصنفة ضمن التراث العالمي، موضحا أن الوضعية التي آلت إليها القصبة لا تبشر بالخير، ولابد للسلطات المعنية أن تتحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتأخذ القضية بجدية لأن عملية الترميمات والمخططات الاستعجالية لم تحل المشكل بدليل الانهيارات المتكررة للعمارات والبنايات التي ذهب ضحيتها العديد من المواطنين، كان آخرها وفاة سيدة تبلغ 74 سنة السبت الماضي المختصون والخبراء التقنيون صنفوا بلدية القصبة في الخانة الحمراء، وعلى السلطات المحلية أن تقوم بإخلاء المكان قبل حدوث ما لا يحمد عقباه لأن البنايات لم تعد صالحة للسكن، وخطر الإنهيار وارد في أية لحظة، وقد وجه محدثنا أصابع الاتهام إلى البلدية التي اعتبرها المسؤولة الأولى عن تدهور حال القصبة لأنها كانت غائبة لثلاث سنوات لأسباب مجهولة، مشيرا إلى أن المؤسسات التي سخرت لإعادة النهوض بهذا المعلم التاريخي لم تقم بواجبها واعتمد المقاولون على سياسة الترقيع في عمليات الترميم التي قاموا بها معتقدين أن ”الترميمات” هي الحل الأنسب لإعادة الوجه الحقيقي للقصبة، لكن على السلطات المعنية أن تقوم بإخلاء المكان وترحيل السكان، مطالبا وزارة الثقافة بأن تجتمع بالوصاية المعنية للحفاظ على الثراث الثقافي. وأشار مصدرنا إلى أن الديوان يتلقى العديد من الشكاوى لسكان القصبة وفي كل مرة يقوم هذا الأخير بمراسلات استعجالية لإنقاذ السكان من خطر انهيار البنايات والسلالم، مضيفا أنه لابد على السلطات المعنية أن تتخذ قرارا نهائيا بعد ترحيل السكان ووضع مراقبين يسهرون على عدم اقتحام مواطنين آخرين لهذه السكنات وتحويل المنطقة إلى منطقة سياحية فقط.
17 عائلة بحي ”محمد مشري” مهددة بالموت وتنقلت ”المساء” إلى عين المكان، وبالصدفة وجدنا أحد السكان بحي ”محمد مشري” بالقصبة يرفع شكوى بالديوان الوطني للملكيات الثقافية المهنية ويتعلق الأمر بالسيد عباسي، الذي رافقناه إلى بيته ولاحظنا الظروف الصعبة التي يعيش فيها، فبمجرد دخولنا إلى البناية لمسنا مدى هشاشة النسيج العمراني، الذي تحول بعضه إلى أطلال، ولم تنجح المصالح المعنية في تطبيق المخطط الاستعجالي بدعم البنايات بأوتاد خشبية ومعدنية، حيث أكد السيد عباسي (أب لطفلين) أنه يقطن وعائلته في هذا الحي منذ 22 سنة ويعيش خطر الموت تحت الأنقاض كل يوم في ظل عدم مبالاة السلطات المعنية رغم الشكاوى الكثيرة التي أودعها لدى الديوان، معتبرا عمليات الترميم التي تجري في كل مرة غير نافعة، لأن القصبة تحتاج لترحيل سكانها إلى بيوت جديدة. وأوضحت إحدى السيدات بلهجة فيها نوع من الخوف بعد سماعها خبر موت العجوز أن القصبة لا تصلح لأن تكون مأوى للسكان، ولابد من ‘'تفريغها'' من المواطنين واستغلال أرضيتها لبناء متاحف ثقافية وترميم الدويرات بمختلف الشوارع لاستقطاب السياح الذين يرغبون في زيارة القصبة.