رئيس الجمهورية يُخاطبهم في عيدهم:* "أيها الطلبة.. هذه مُهمتكم"* * "هذه أهداف الجزائر بعد تحقيق الأمن والاستقرار* أشاد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالرعيل الأول من طلبة الجامعات والثانويات الذين لبّوا النداء والتحقوا بصفوف الثورة في حركة عارمة، داعيا طلبة اليوم الى استلام المشعل وتحمّل المسؤولية، وقال أن مهمتهم (تتمثل في استلام المشعل المقدس الذي أوقد جذوته أولئك الشهداء وذلك بالوفاء الدائم للقيّم الوطنية وبالإيمان بأنه لا ازدهار ولا نجاح إلا بالجد والكد والمثابرة في سائر المجالات التربوية)، مشيرا إلى أن الجزائر تتطلع اليوم إلى تحقيق أهداف أخرى، بعد تحقيق الأمن والاستقرار. (من نافلة القول أن نذكر اليوم بأن المهمة النبيلة الملقاة على عاتق طالباتنا وطلابنا تتمثل في استلام المشعل المقدس الذي أوقد جذوته أولئك الشهداء وذلك بالوفاء الدائم للقيّم الوطنية وبالإيمان بأنه لا ازدهار ولا نجاح إلا بالجد والكد والمثابرة في سائر المجالات التربوية والتحصيل العلمي المستمر والبحث والاستقصاء في مختلف فروع الثقافة العلمية والمعرفة)، هذا ما جاء في رسالة الرئيس بوتفليقة في ذكرى عيد الطالب، وهي الرسالة التي قرأها نيابة عنه مستشاره محمد بن عمر زرهوني، في إطار المراسم الوطنية الرسمية التي احتضنتها ولاية المدية إحياء للذكرى ال 59 ليوم الطالب أمس، بحُضور وزير المجاهدين الطيب زيتوني. وأوضح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة (إننا نُحيي في هذا اليوم الأغر ذكرى تلك الحركة العارمة التي قام بها في يوم 19 ماي من عام 1956 طلبة الجامعات والثانويات للإلتحاق بصفوف الثورة التحريرية المباركة). وأكد الرئيس بوتفليقة أن الغاية من الاحتفال بهذا اليوم الخالد هي استحضار (بروح الوفاء والعرفان وفي جو مفعم بالخشوع والاعتبار صفحات سنية مشرقة من تاريخ ثورتنا المظفرة). وقال (إنها والله لصفحات نعتز بها غاية الإعتزاز لأنها تنطوي على أمجاد وبطولات صنعها شباب ثائر من الطلبة البواسل). هذه أهداف الجزائر حاليا.. وأشار الرئيس بوتفليقة إلى أن الجزائر وبعد أن (حققت فضيلتي الأمن والاستقرار تسعى اليوم إلى تحقيق تنمية نموذجية تتوفر فيها الاحتياجات الأساسية للمواطن مع دعم مختلف الجوانب المعنوية التي تتلخص في إبداء الرأي بكل حرية وفي الشعور بالكرامة والاعتزاز بممارسة المواطنة). كما أشار في السياق ذاته إلى أن الرهان اليوم يتمثل في (إرساء منظومة اقتصادية مبنية على أسس معرفية ومنهجية واضحة المعالم) وهي المنظومة التي (ينبغي أن تقوم على رؤية استشرافية تضمن لها الاستقرار والاستمرار). وفي هذا الإطار، قدر الرئيس بوتفليقة أن دور الجامعة والجامعيين (يندرج في صلب هذا الرهان) وهي المكانة التي تأتت لهم (بفضل ما يمتلكونه من قدرات معرفية ومهارات كفيلة بأن تنتقل بالمجتمع وباقتصاده، إلى مرحلة جديدة من التطور و التقدم). ومن هذا المنطلق، أولت الدولة الجزائرية ومنذ الاستقلال (إهتماما بالغا للتربية والتعليم العالي والاستثمار في مجالات العلوم الدقيقة)، يذكر رئيس الجمهورية، مستشهدا في ذلك بتزايد عدد الطلبة الذي بلغ مليون ونصف طالب فضلا عن ارتفاع عدد الأساتذة والباحثين. وبالنظر إلى هذه النتائج المحققة، (يحق للدولة الجزائرية أن تفتخر بكون حوالي ربع نفقات التسيير السنوية الإجمالية يرصد لتكوين أبنائها وبناتها في جميع الأطوار)، -يضيف- رئيس الدولة. كما عرج الرئيس بوتفليقة في كلمته على مسار الإصلاح الذي كان قد باشره قطاع التعليم العالي والذي يرتكز إلى استراتيجية، أحد أهم محاورها تشغيل الخرّيجين الجامعيين. الرئيس منشغل بتشغيل خرّيجي الجامعات وقال الرئيس: (يحق للشعب الجزائري أن يفتخر بكونه يرسل يوميا ربع تعداده لتلقي العلم والمعرفة في المدارس والثانويات والجامعات وكذا مراكز التكوين. ويحق للدولة الجزائرية أن تفتخر بكون حوالي ربع نفقات التسيير السنوية الإجمالية يرصد لتكوين أبنائها وبناتها في جميع الأطوار). غير أنه وعلى الرغم من (الرقي المستمر) الذي ما فتئت تحققه عملية الإصلاح، أقر رئيس الجمهورية ب(النقائص والاختلالات) التي تعتريه والتي (يتعين العمل على تفاديها دون هوادة). كما أشار بوتفليقة إلى أن (تشغيل الخريجين الجامعيين هو أحد المحاور الرئيسية لهذه الإستراتيجية)، مضيفا أن تنوع عروض التكوين ومساقاته وإصلاح محتويات البرامج وإدراج شعب علمية مبتكرة والشراكة مع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وترسيخ ثقافة المبادرة المقاولتية لهي من العناصر المحركة لهذا الإصلاح. ينبغي الإعتراف بأن هذا الإصلاح بالذات يحقق رقيا مستمرا من عام إلى آخر رغم ما يعتريه أحيانا من نقائص واختلالات يتعين العمل على تفاديها دون هوادة. وخلص رئيس الجمهورية إلى تذكير فئة الطلبة بأن تكريس هذه السنة لتخليد ثورة نوفمبر المظفرة ينبغي أن يكون حافزا لهم على (الوفاء التلقائي بدين الأمة على غرار جيل 19 ماي 1956). كما اعتبر أن استلهام صفحات التاريخ في هذا اليوم هو (واجب وطني يمليه الوفاء لتضحيات الطلبة الشهداء تخليدا لذكراهم). وقد حضر حفل الإفتتاح الذي نظم بالقطب الجامعي للمدية الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو وممثلو منظمات طلابية، وكان الوفد الوزاري قد توجه قبل بدء مراسم الإحتفال بهذه الذكرى التي تحمل شعار (عهد مع الوطن بالعلم والعمل) الى مقبرة الشهداء بالمدية للترحم على أرواحهم.