* (جدل) حول مقتل قائد (جند الخلافة) عثمان العاصمي تبدي السلطات الأمنية مخاوف من ردّة فعل عنيفة من جانب الجماعات الإرهابية بعد القضاء على 25 إرهابيا بالبويرة، في الوقت الذي يتوقّع فيه مراقبون للشأن الأمني أن يأتي (الانتقام الإرهابي) من الحدود مع ليبيا، لهذا السبب سارع الفريق أحمد فايد صالح إلى زيارة الوحدات العسكرية لرفع همّة الجنود. وتشير بعض المصادر إلى أن الجزائر تعيش ما يمكن وصفه بحالة الاستنفار على الحدود تحسّبا لأيّ محاولة دموية تهدف إلى ضرب أمنها واستقرارها. في سياق الحرص على إبقاء الجزائر في منأى عن كلّ التوترات والمخطّطات الدموية، حثّ رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد فايد صالح أفراد الجيش بالحدود الجنوبية الشرقية القريبة من ليبيا على رفع درجة اليقظة تحسّبا لمخاطر الإرهاب في بلدان الجوار التي تعيش الأهوال. وجاء في بيان لوزارة الدفاع أن رئيس الأركان (أشاد بالمجهودات التي يبذلها أفراد الوحدات العسكرية لمواجهة المخاطر على الحدود وتأمينها). وزار فايد صالح -حسب البيان- القطاعات العملياتية للناحية العسكرية الرابعة، و(حثّ كوادر وأفراد الوحدات المكلّفة بحماية وتأمين الحدود بجانت وعين أميناس على الاستعداد الدائم لتنفيذ المهام المسندة إليهم). وتشمل الناحية العسكرية الرابعة -حسب التقسيم العسكري للمناطق- ورفلة، بسكرة، الأغواط، الوادي، غرداية، إيليزي وجانت، وهي المدن القريبة من ليبيا ومالي والنيجر، معروفة باستفحال نشاط تهريب السلاح وتجارة المخدّرات وبنشاط لافت للمجرمين. وتقع المنطقة التي زارها فايد صالح ضمن الحدود الإدارية لتيفنتورين، حيث يوجد المصنع الغازي الذي تعرّض مطلع 2013 لاعتداء إرهابي نفّذته جماعة (لموقّعون بالدماء) التي يقودها الدموي الجزائري مختار بلمختار، أين شهد المصنع احتجاز العشرات من الفنّيين الأجانب وانتهت العملية بالقضاء على 25 إرهابيا في تدخّل للقوّات الخاصّة. وتتخوّف السلطات الأمنية من تكرار (سيناريو تيفنتورين) كون العملية الإرهابية التي أخذت بُعدا عالميا نفّذها دمويون جاءوا من مالي وتنقّلوا على مسافة مئات الكيلومترات ووصلوا إلى المنشأة الغازية. وتزداد مخاوف الجيش في هذا الظرف بالذات والمتميّز بانتصار كبير على (بقايا الإرهاب)، فقد قتل الجيش 25 إرهابيا في البويرة، قطاع منهم ينتمي إلى (جند الخلافة)، وهو تنظيم أعلن ولاءه ل (داعش) الصيف الماضي. ويتوقّع مراقبون للشأن الأمني ردّة فعل من جانب الإرهابيين على سبيل الانتقام قد تأتي من الحدود مع ليبيا، لهذا السبب سارع صالح إلى زيارة الوحدات العسكرية لرفع هِمّة الجنود. هل قُتل قائد (جند الخلافة) بالجزائر؟ من جانب آخر، ما يزال الغموض يكتنف قضية مقتل قائد تنظيم (جند الخلافة) الارهابي بالجزائر في ظلّ عدم إصدار تأكيدات رسمية. وفي السياق، أعلنت حسابات على موقع (تويتر) مقرّبة من تنظيم الدولة الجمعة مقتل قائد جماعة (جند الخلافة)الإرهابية الموالية ل (داعش) عثمان العاصمي خلال عملية نفّذها الجيش الشعبي يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في ولاية البويرة وأسفرت عن مقتل 25 إرهابيا. قالت إحدى التدوينات التي نشرت على الموقع الجمعة: (نبشّر أمّة الإسلام والجهاد باستشهاد الشيخ العالم القاضي أبي عبد اللّه عثمان العاصمي وهو غاز في سبيل اللّه)، بينما قالت أخرى: (استشهاد الشيخ عثمان العاصمي والي ولاية الجزائر خلال عملية البويرة)، حسب (الأناضول). كذلك، نعى موقع جهادي مقرّب من تنظيم الدولة عثمان العاصمي في قصيدة جاء في مقدّمتها أنها رثاء ل (القاضي الشيخ أبي عبد اللّه عثمان العاصمي رحمه اللّه وتقبّله شهيدا عنده، حيث نال الشهادة، وهو غاز مع إخوانه لجند الطاغوت، فما استطاعوا النيل منه إلاّ بقصف بالطائرة، فكتب اللّه له حينها الشهادة). ولم تحدّد الوزارة حتى الآن هوية الإرهابيين الذين تمّ القضاء عليهم رغم أن المنطقة معروفة -حسب خبراء أمنيين جزائريين- كأحد معاقل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، وكذلك تنظيم (جند الخلافة) الموالي لتنظيم الدولة. لكن مصادر إعلامية نقلت عن مصادر أمنية أن بين قتلى عملية الجيش (قائد جند الخلافة بشير خزرة والمكنّى ب عثمان العاصمي). وفي وقت سابق، قال مصدر أمني إن (مختصّين في التدقيق في الهوية باستعمال الحمض النووي يعملون في الوقت الحالي على التأكّد من هوية القتلى الذين نقلت جثث 19 منهم إلى مستشفى مدينة البويرة، بينما نقلت جثث ستّة إرهابيين آخرين إلى مستشفى عسكري [دون تحديد مكانه])، وأضاف أن (الجثث الستّ التي نقلت إلى مستشفى عسكري يشتبه في أنها تعود لأمراء وقياديين من تنظيم جند الخلافة الموالي لداعش)، دون تأكيد مقتل عثمان العاصمي. وعثمان العاصمي (41 سنة) هو القائد الجديد ل (جند الخلافة) الذي خلف المدعو عبد الملك قوري الأمير السابق للتنظيم، والذي قتلته فرقة خاصّة من الجيش في شهر ديسمبر الماضي في ولاية بومرداس شرق العاصمة. وينحدر العاصمي من حي القصبة الشعبي بالعاصمة، وكان يشغل منصب قاضي منطقة الوسط المحيطة بالعاصمة في تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) قبل أن ينشقّ عنه الصيف الماضي ويعلن الولاء لتنظيم الدولة.