تنتج ثلاث ملبنات بولاية ميلة أنشئت في إطار الاستثمار الخاص نحو 150 ألف كيس من الحليب بسعة (1 لتر) يوميا، حسب ما أفاد به بتاجنانت مدير المصالح الفلاحية رابح فرداس. تسهم هذه الوحدات الإنتاجية الحديثة -حسب نفس المسؤول- في تطوير شعبة الحليب بهذه الولاية عن طريق تشجيع جمع الحليب لدى المربّين البالغ عددهم 1500 مربّي، وكذا تموين سكّان العديد من الولايات بمادة الحليب. ومن جهة أخرى، تمّ خلال سنة 2014 استنادا إلى أرقام مديرية المصالح الفلاحية جمع ما لا يقلّ عن 40 مليون لتر من الحليب لدى مربّين من أصل إجمالي إنتاجي قدّر ب 123 مليون لتر. وتموّن كمّيات الحليب المجمّعة بهذه الولاية -حسب السيّد فرداس- وحدات إنتاج الحليب ب 7 ولايات بشرق البلاد، لا سيّما انطلاقا من الحوض الحليب لوادي العثمانية وشلغوم العيد وتاجنانت. وسمحت زيارة قام بها الوالي عبد الرحمن كديد لوحدة خاصّة لإنتاج الحليب ببلدية بن يحيى عبد الرحمن بدائرة تاجنانت بالاطّلاع على انشغالات أصحاب هذه الوحدات. وأوضح فرحات بلال، مسيّر هذه الوحدة التي تنتج حاليا 15 ألف لتر يوميا من الحليب إلى جانب كمّيات أخرى من الجبن والألبان، أن مشكلة نقص مسحوق الحليب تؤثّر فعليا على قدرات إنتاج الوحدة. وتتوفّر هذه الوحدة على قدرة إنتاج ب 72 ألف لتر من الحليب يوميا، لكن نقص المسحوق لا يسمح لها ببلوغ هذه الطاقة، حسب ما ورد في الشروح المقدّمة في عين المكان. وتتوفّر هذه الوحدة على 90 بقرة حلوب، كما تسعى لتجسيد مشروع واعد لجلب 500 بقرة حلوب وتوزيعها على المربّين قصد الاستفادة من حليبها الطازج. وأكّد مدير المصالح الفلاحية أن تشجيع شعبة الحليب وترقية الاستثمار فيها يدفع مديرية القطاع إلى العمل على تحفيز وتشجيع إنشاء مؤسسات لجمع الحليب في إطار جهاز الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب (لونساج) والصندوق الوطني للتأمين على البطالة (كناك) من أجل تجاوز الهوة الموجودة بين قدرات الإنتاج وجمع مادة الحليب. ويجري حاليا بولاية ميلة تجسيد العديد من المشاريع الاستثمارية في هذه الشعبة الحيوية من أهمّها مشروع جدّ طموح بادر به مستثمر خاص ينوى جلب 1000 بقرة حلوب من أجل إنتاج 60 ألف لتر من الحليب يوميا. وتتوفّر ولاية ميلة التي تعدّ حاليا من بين أربع ولايات (رائدة) في إنتاج الحليب بالجزائر على 44 ألف بقرة حلوب. وكان إنتاج ولاية ميلة من الحليب لا يتجاوز 54 ألف لتر سنة 2009، كما لم يكن الجمع بها يتعدّى 10 آلاف لتر، حسب ما ذكره نفس المسؤول.