زكّى حزب جبهة التحرير الوطني رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رئيسا رسميا ل (الأفلان)، وقد تمّت التزكية بالإجماع من قِبل المشاركين في المؤتمر العاشر للحزب الذي يصل اليوم إلى محطته الختامية بتزكية منتظرة لسعداني على رأسه لعهدة جديدة. جاء الإجماع (الأفلاني) على تزكية رئيس الجمهورية رئيسا للحزب بعد أن كان رئيسا شرفيا عن طريق تزكية جماعية كذلك في 2005، في إطار المؤتمر الثامن لجبهة التحرير الوطني. من جانب آخر، أشار عمار سعداني، الأمين العام ل (الأفلان)، في كلمة له ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العاشر للحزب إلى ضرورة تطوير قطاع الخدمات الذي يساهم بصفة نوعية -على حدّ تعبيره- في نسبة النمو عن طريق وضع مخطّطات جديدة للنهوض بالاقتصاد الوطني، مخطّطات تكون أكثر طموحا في حجمها ومضمونها من سابقاتها وأكثر جرأة في أهدافها وأكثر تنسيقا وانسجاما في مسعاها وأكثر مرونة في مسارها وأكثر اندماجا مع المخطّطات الوطنية للتنمية القطاعية. واقترح سعداني في هذا الصدد حضور الدولة في القطاعات الاستراتيجية كالمحروقات والمناجم والصناعة الحسّاسة المولّدة لمناصب العمل كصناعة الحديد والصناعة الميكانيكية والكيمياوية، مقترحا كذلك تحرير القطاعات الأخرى عن طريق فتح رأس مال الخاص الوطني ومنه الأجنبي. وقال سعداني إن اقتراحات الحزب تهدف عموما إلى تعزيز توازن السلطات المؤسساتية داخلها وفيما بينها، أي إجراءات تقوم على تعزيز استقلالية العدالة اتجاه الأقطاب الأخرى من السلطة وتوسيع كلّ من مهام البرلمان وأجهزة الرقابة، وكذا ميادين صلاحيتها. وأوضح المتحدّث ذاته أن (الأفلان) التي تريد أن تكون مجرّدة من كلّ النوايا الإيديولوجية أو الدوغماتية تبقى مخلصة للمبادئ الثابتة التي يرتكز عليها الحزب منذ نشأته وللثوابت الوطنية التي ذكّر بها رئيس الجمهورية في تقريره حول مشروع تعديل الدستور. (المؤتمر العاشر فرصة للاجتماع والتلاحم) من جهة أخرى، قال المتحدّث إنه حان الوقت لأن تسند قِيَّم نوفمبر من أجل حماية شباب الجزائر، معتبرا أن المؤتمر ال 10 فرصة للاجتماع والتلاحم والنقاش وتبادل الأفكار والآراء، حيث قال إن الحزب يحرص كلّ الحرص على تسطير الطريق مع تحمّل كلّ المسؤوليات الواقعة على عاتقه. كما تطرّق الأمين العام للحزب العتيد إلى موضوع الساعة والمتعلّق بتعديل الدستور الذي ينتظر على أحرّ من الجمر تجسيده من قِبل العديد من الفعاليات السياسية، مذكّرا بمقترحات (الأفلان) في هذا الإطار، والتي تصبّ -كما قال- (في إطار تعزيز دولة القانون من خلال إجراءات تهدف إلى توازن السلطات واستقلالية القضاء). وأردف المتحدّث أن هدف الحزب هو الخروج من دستور 1996 الذي ميّزه الظرف المضطرب الذي شهد نشأته وإن كان محتواه يظلّ في العديد من جوانبه المحتوى الضروري لإرساء قانون أساسي يكون ظرفيا وسياسيا أكثر استمرارية، على حدّ تعبيره. كما حثّ سعداني في هذا الإطار على ضرورة عصرنة الحزب كون أن هناك مخاطر مرتبطة بالتعديل الدستوري المقبل، حيث يجد الحزب نفسه أمام تحدّيات جديدة تتطلّب القيام بخيارات جديدة حتى يكون (الأفلان) بمثابة التشكيلة السياسية الكبرى. ومن بين ما حثّ عليه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني إحياء هيئات وهياكل الحزب، تحسين إدارة وتسيير الحزب، توسيع القاعدة النظالية للحزب وترقية الدور التاريخي، إلى جانب الحفاظ على سمعته، وكذا تعزيز ريادة الحزب في الساحة السياسية الوطنية عن طريق اقتراح 32 تعديلا بصفة رسمية، حيث يطالب من خلالها على وجه الخصوص بدسترة اللّغة الأمازيغية كلغة وطنية، الاعتراف بحقّ المواطن في تقديم الشكاوَى للسلطات العمومية والتوقيع عليها، دسترة الحقوق السياسية للمعارضة البرلمانية وغيرها. سعداني يدعو مناضلي حزب إلى توحيد الصفوف أكّد سعداني أن توحيد صفوف مناضلي الحزب (لا يعني توحيد وُجهات النظر)، مبرزا أن (الكلّ حرّ في التعبير عن أفكاره في إطار المبادئ المشتركة للحزب)، معبّرا عن أمله في أن يكون هذا الأخير (تظاهرة ديمقراطية تعزّز أهداف ومبادئ الحزب). ولم يفوّت الأمين العام للحزب هذه المناسبة للتنويه بمجهودات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال عهداته الرئاسية المتتالية في تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد، لا سيّما من خلال المصالحة الوطنية، إلى جانب سعيه الدائم لتعزيز تواجد الجزائر في المحافل الدولية.