كشفت صحيفة لبنانية أمس الاربعاء ان رئيس الحكومة سعد الحريري قرر التخلي عن المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال والده من أجل مصلحة لبنان. وانفردت صحيفة "الديار" اللبنانية في عددها الصادر أمس بخبر تخلي الحريري عن المحكمة الدولية وأوضحت ان الحريري قال أول امس امام زواره: "انه من اجل مصلحة البلد قررت التخلي عن المحكمة الدولية"، وسوف تراسل الحكومة اللبنانية الاممالمتحدة للعمل على سحب القضاة اللبنانيين وإلغاء بروتوكول العمل مع المحكمة الدولية"، وهو ما وافق الرئيس الحريري عليه، اضافة الى ان الحريري سيكون الى جانب المقاومة عند اتهامها، ولن يكون مع المحكمة الدولية واستمرار عملها. ونسبت الصحيفة الى الحريري قوله بهذا الشأن: "لقد ضحيت كثيرا ولا استطيع أكثر من ذلك". وارجعت مصادر سياسية لبنانية لها علاقة بتيار المستقبل وحزب الله سبب تخلي الحريري عن المحكمة الى "ان الورقة السورية- السعودية قد انجزت، والحريري وافق عليها، وان حزب الله وافق عليها أيضا كما السوري والسعودي". وتعتبر تلك التصريحات مُناقضة لما نشرته وسائل الاعلام الثلاثاء من تعليقات للحريري على الانتقادات التي وجهها المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية للمحكمة الخاصة بلبنان وقال انها "لا تؤثر في الجهود العربية المبذولة لاحتواء تداعيات اي قرار ظني يصدر عن المحكمة". وقال الحريري في مؤتمر صحفي في القصر الحكومي وسط بيروت مع نظيره البلغاري بويكو بوريسوف الذي يزور لبنان حاليا: "نحن نحترم المرشد الاعلى السيد علي خامنئي ونحترم كل من لديه رأي، وهو حر في رأيه هذا". واضاف "هذا لا يؤثر في المسار السعودي- السوري، فهو مسار ايجابي للغاية، والامور تتقدم، قد لا تكون بالوتيرة والسرعة التي يتمناها البعض، لكن الأمور ستأخذ بعض الوقت". وتابع الحريري: "نحن من جهتنا ملتزمون بالاستقرار الداخلي والحوار والكلمة الطيبة". وكان آية الله علي خامنئي قال ان اي قرار يصدر عن المحكمة الدولية المكلفة محاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، سيكون "لاغيا وباطلا". وتابع خلال استقباله امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الاثنين الماضي "هذه المحكمة تتلقى اوامر من جهات اخرى والمؤامرة ضد لبنان لن تنجح". ويحبس اللبنانيون انفاسهم منذ جويلية الماضي حين كشف الامين العام لحزب الله حسن نصر الله ان المحكمة الخاصة بلبنان التي انشئت بقرار من مجلس الامن في ماي 2007، ستتهم حزبه بجريمة اغتيال الحريري التي وقعت في فبراير 2005. وبدأ حزب الله المدعوم من ايران منذ ذلك الحين هجوما على المحكمة، معتبرا انها "اداة اسرائيلية امريكية" لاستهدافه، في وقت يتمسك فريق سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، بالمحكمة "لتحقيق العدالة".