إعداد الشيخ: يوسف قويدر جلول ما حكم من عليه قضاء من صيام رمضان السابق ولم يقضه إلا في شهر شعبان هل يعد آثما لتأخيره القضاء بعد رمضان الذي أفطر فيه، وهل يكون القضاء متتابعا ؟ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد: إذا أفطر المسلم في رمضان لعذر من الأعذار كالسفر والمرض المؤقت والحيض والنفاس، وجب عليه أن يقضي تلك الأيام التي أفطرها ودليل ذلك قوله تعالى: [فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر](البقرة:184)، وقول عائشة رضي الله عنها: (كان يُصيبنا ذلك -أي الحيض- فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة) رواه مسلم. كما تستحب المبادرة والتعجيل بالقضاء بعد زوال العذر، لأنه أبرأ للذمة وأسبق إلى الخير، ولأن المبادرة إلى الطاعة أولى، ولم يجب تعجيل القضاء، لأن الله تعالى أمر بقضاء الصوم دون أن يقيده بوقت فقال تعالى: [فعدة من أيام أخر] وله أن يؤخر قضاء رمضان بشرط أن يقضيه قبل حلول رمضان القادم، لما رواه البخاري ومسلم عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: (كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ، وَذَلِكَ لِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). قال الحافظ: وَيُؤْخَذ مِنْ حِرْصهَا عَلَى ذَلِكَ فِي شَعْبَان أَنَّهُ لا يَجُوز تَأْخِير الْقَضَاء حَتَّى يَدْخُلَ رَمَضَان آخَرُ اه . فإن أخر القضاء حتى دخل رمضان التالي فلا يخلو من حالين: الأولى: أن يكون التأخير بعذر، كما لو كان مريضاً واستمرَّ به المرض حتى دخل رمضان التالي، فهذا لا إثم عليه في التأخير لأنه معذور. وليس عليه إلا القضاء فقط. فيقضي عدد الأيام التي أفطرها. الحال الثانية: أن يكون تأخير القضاء بدون عذر، كما لو تمكن من القضاء ولكنه لم يقض حتى دخل رمضان التالي، فهذا آثم بتأخير القضاء بدون عذر، وعليه القضاء والفدية وهي التصدق بمد من قمح عن كل يوم، وهو ما ذهب إليه الأئمة مالك والشافعي وأحمد أن عليه الإطعام، واستدلوا بأن ذلك قد ورد عن بعض الصحابة كأبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم. فقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (مَنْ فَرَّطَ فِي صِيامِ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى يُدْرِكَهُ رَمَضَانٌ آخَرُ، فَلْيَصُمْ هَذَا الَّذِي أَدْرَكَهُ، ثُمَّ لْيَصُمْ مَا فَاتَهُ وَيُطْعِمْ مَعَ كُلِّ يَومٍ مِسْكِينًا) [رواه الدارقطني وإسناده صحيح كما قال النووي في المجموع) ولا يلزم التتابع في قضاء رمضان ولكنه يستحب، لأن القضاء يحاكي الأداء، كما قال أهل العلم. والله تعالى أعلى وأعلم وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ما حكم من مات وعليه قضاء من رمضان، فهل يصام عنه أم يطعم عنه؟. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: من مات في شهر رمضان، أو مر عليه رمضان وهو مريض ولم يشف بعد رمضان حتى فارق الحياة فلا شيء عليه لا قضاء ولا إطعام، لأنه لم يدرك أياما بعد رمضان صحيحا معافا ليقضي ما فاته، أما إذا شفي بعد رمضان وكان قادرا على أن يقضي ولم يقض حتى مات تفريطا منه، فهذا يجب على أهله أن يطعموا عنه عن كل يوم مسكينا؛ لحديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَنْ مَاتَ وَعَلَيهِ صِيامُ شَهْرٍ فَلْيُطْعِمْ عَنْهُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكينًا) رواه الترمذيس. أما إذا لم يشف بعد رمضان ولم تكن له فرصة للقضاء ومات على هذه الحال فلا شيء عليه، والله ورسوله أعلم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. إمام أستاذ بمسجد السلام ولاية عين الدفلى